الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"المتحوّر الجديد من كورونا يتسبّب بتبوّل لا إرادي لدى بريطاني"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الخبر الكاذب المتناقل (فايسبوك).
الخبر الكاذب المتناقل (فايسبوك).
A+ A-
يحظى الخبر بتفاعل كبير بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. "احد المُصابين بالسلالة الجديدة من كورونا في بريطانيا يقول إن المتحوّر الجديد سبب له حالة من التبول اللا إرادي"، وفقا للمزاعم المتناقلة. غير أن هذا الخبر لا صحة له، مختلق.  FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: ينتشر الخبر على نطاق واسع في صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). وجاء فيه (من دون تدخل أو تصحيح): "احد مصابي كوفيد 20 المتحور السلاله الجديدة في بريطانيا يقول: ان الفيروس الجديد سبب له حالة من التبول اللاإرادي"، وايضا "مصاب بآخر متحور كوفيد في بريطانيا يقول ان الفيروس الجديد سبب له حالة من التبول اللاإرادي". 
 
 
 
 
التدقيق: 
يبيّن البحث عن الخبر انه سبق أن انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، في كانون الثاني 2021 (هنا، هنا، هنا)، لينتعش التشارك فيه في آب 2021 (هنا، هنا، هنا...)، قبل ان يتجدّد أخيرا اثر اعلان اكتشاف متحوّر أميكرون ونصنيفه "مثيرا للقلق". 
 
- حقيقة الخبر -
ما يجب معرفته أولا هو ان لا وجود لسلالة جديدة من كورونا اسمها "كوفيد-20"، كما يزعم المنشور المتناقل (هنا ايضا). 
 
في الواقع، سُمِّي مرض فيروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة "كوفيد -19" (هنا). وقد أعلنت اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات تسمية "فيروس كورونا 2 المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم" (SARS-CoV-2) اسماً رسمياً للفيروس الجديد في 11 شباط 2020. وقد اختير هذا الاسم لارتباط الفيروس جينياً بفيروس كورونا الذي سبب فاشية متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس) في عام 2003. غير أن الفيروسين مختلفان رغم ارتباطهما الجيني.

كذلك، أعلنت المنظمة أن "كوفيد-19 هو الاسم الرسمي لهذا المرض الجديد في 11 شباط 2020، عملاً بالإرشادات التي وضعتها سابقاً المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)".
 
وبالنسبة الى اسماء المتحورات التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية، نجد (هنا) ألفا، بيتا، غاما، ودلتا كمتحورات "مثيرة للقلق"، ولامبدا ومو كمتحورتين "مثيرتين للاهتمام"، اضافة الى لائحة بمتحورات "تخضع للرصد حاليا".
 
ولا وجود بينها كلّها لمتحوّر اسمه "كوفيد20" المزعوم. 
 
 
- خبر من نسج الخيال -
الى جانب اختلاق المتحوّر "كوفيد20"، فإن الخبر عن "اصابة بريطاني بتبول لا إرادي" من جراء اصابته بالمتحور الجديد من كورونا (أو اميكرون)، خبر لا وجود له، من نسج الخيال، وفقا لما يبيّنه البحث عنه في الانترنت. ويبدو ان القصد من اختراعه هو المزاح والتسلية.    
 
- "تبوّل لا إرادي"؟ -
منذ انتشاره، حدّدت منظمة الصحة العالمية (هنا، وهنا ايضا) "أعراض مرض كوفيد-19 الأكثر شيوعاً كالآتي: الحمى، السعال الجاف، الإجهاد. 
 
وتشمل الأعراض الأخرى الأقل شيوعاً التي قد تصيب بعض المرضى: فقدان الذوق والشم، احتقان الأنف، التهاب الملتحمة (المعروف أيضاً بمسمى احمرار العينين)، ألم الحلق، الصداع، آلام العضلات أو المفاصل، مختلف أنماط الطفح الجلدي، الغثيان أو القيء، الإسهال، الرعشة أو الدوخة.
 
وعادة ما تكون الأعراض خفيفة، ويصاب بعض الأشخاص بالعدوى. ولكن لا تظهر عليهم إلا أعراض خفيفة للغاية أو لا تظهر عليهم أي أعراض بالمرة".
 
بالنسبة الى أعراض الاصابة بالسلالات الجديدة من كورونا، فإنها تدخل ضمن الأعراض المعروفة السابقة لفيروس كورونا، لكن هناك بعض الأعراض التي تميز سلالة معينة عن غيرها (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
 
"فبحسب ما تبيّن، قد تكون هناك أعراض مرافقة للمتحور دلتا، مثلا، مختلفة إلى حدّ ما عن تلك المرافقة لكورونا بنسخته الأصلية. ومن أبرز الأعراض المستجدة التي لوحظَت ولم تكن شائعة سابقاً سيلان الأنف، إذ يلاحَظ أنه من الأعراض الشائعة مع متحوّر دلتا. أما اختفاء حاسّة الشمّ التي كانت من الأعراض الأكثر شيوعاً مع النسخة الأصلية، فلا تبدو كذلك مع المتحوّر دلتا، ولا تعدّ شائعة" (النهار، هنا).
 
 
وبالنسبة الى أوميكرون، أحدث متحوّرات فيروس كورونا المستجد، "لا تتوفر في الوقت الراهن معلومات تشير إلى أن الأعراض المرتبطة به تختلف عن تلك المرتبطة بالمتحورات الأخرى"، على ما تقول منظمة الصحة العالمية (هنا). 
 
 
ايا يكن، فإن "التبول اللا إرادي" لا يبرز بين الأعراض الشائعة والاقل شيوعا للإصابة بكوفيد- 19 او  متحوّراته. 
 
في الواقع، التكلّم على "تبول لا إرادي" لدى البالغين يدخلنا اطارا طبيا مختلفا. وقد تكون له اسباب عدة تشمل: سدة (انسداد) في جزء من المسالك البولية، مثل حصوة في المثانة أو حصوة في الكلية. مشكلات المثانة، مثل صغر سعتها أو فرط نشاط أعصابها. داء السكري. تضخم البروستاتا. آثار جانبية للأدوية. الاضطرابات العصبية.
انقطاع النفس الانسدادي النومي. عدوى المسالك البولية (هنا، وهنا ايضا). 
 
وردا على سؤال "النهار"، قالت ممثلة منظمّة الصحّة العالميّة في لبنان الدكتورة إيمان الشنقيطي إنه "لا يوجد دليل علمي يشير إلى أعراض التبول اللا إرادي" من جراء الاصابة بكورونا. 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للخبر ان "احد المُصابين بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا في بريطانيا يقول إن المتحوّر الجديد سبّب له حالة من التبول اللا إرادي". وما يجب معرفته ايضا هو ان لا وجود لمتحوّر اسمه "كوفيد 20". كذلك، لا تختلف أعراض متحوّرات كوفيد-19، وآخرها أوميكرون، عن اعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد، علما ان هناك بعض الأعراض التي تميز سلالة عن غيرها. ولا يبرز بين هذه الأعراض "التبول اللا إرادي" الذي له أسباب طبية اخرى. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم