الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مرصد الأزمة: 3 مؤشّرات مقلقة تُنذِر بموجة هجرة كبيرة من لبنان

المصدر: "النهار"
مطار بيروت (تعبيرية - "النهار").
مطار بيروت (تعبيرية - "النهار").
A+ A-
لاحظ مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في بيروت "منذ أشهر ارتفاعاً ملحوظاً في معدّلات الهجرة والساعين إليها يجعلنا ندخل في بداية موجة هجرة جماعيّة (Exodus) هي الثالثة بعد الموجة الكبيرة الأولى في أواخر القرن التاسع عشر امتداداً حتّى فترة الحرب الكونيّة الأولى (1865 - 1916)، حيث يُقدر أنّ 330 ألف شخص هاجر من جبل لبنان آنذاك، والموجة الكبيرة الثانية أثناء الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990) حيث يقدّر الباحث بول طبر أعداد المهاجرين في تلك الفترة بنحو 990 ألف شخص". 
وقال المرصد إنّه "في خضم الأزمات المشتعلة في لبنان وتداعياتها اليوميّة على كلّ جوانب العيش، تؤسّس الأزمة اللبنانية لعواقب طويلة الأمد عبر الهجرة الكثيفة المتوقّعة، والتي بدأت دلالاتها بالظهور".
وأوضح المرصد في تقريره أنّ الهجرات الجماعية تحصل "من البلدان الساقطة في أزمات اقتصادية عميقة حيث تُشكل الأزمات عوامل ضاغطة على السكان للرحيل بحثاً عن أمن وأمان وسبل العيش"، مشيراً إلى 3 مؤشّرات مقلقة بما يتعلّق بدخولنا في موجة هجرة جماعيّة، والتي من المتوقع أن تمتدّ لسنوات، وهي "ارتفاع فرص الهجرة عند الشباب اللبناني حيث أشار 77 في المئة منهم إلى أنّهم يفكّرون بالهجرة ويسعون إليها... نتيجة طبيعيّة لانحسار فرص العمل الكريم، حيث يُقدّر البنك الدولي أنّ شخصاً من كل خمسة فقد وظيفته منذ خريف الـ2019، وأن 61 في المئة من الشركات في لبنان قلّصت موظّفيها الثابتين بمعدّل 43 في المئة"، و"الهجرة الكثيفة للمتخصّصين والمهنيين، خاصة من العاملين والعاملات في القطاع الصحي كأطباء وممرضين، وفي القطاع التعليمي من أساتذة جامعيّين ومدرسيّين بحثاً عن ظروف عمل ودخل أفضل. فعلى سبيل المثال قدرت نقابة الممرضات والممرضين هجرة 1600 ممرض وممرضة منذ 2019. وكذلك أفراد الجسم التعليمي الذي هاجر المئات منهم إلى دول الخليج وشمال أميركا، ففي الجامعة الأميركية في بيروت وحدها سُجّل خلال عام رحيل 190 أستاذاً يُشكّلون ما يُقارب 15 في المئة من الجسم التعليمي"، و"توقع طول أمد الأزمة اللبنانية، فالبنك الدولي يُقدر أنّ لبنان يحتاج بأحسن الأحوال إلى 12 عاماً ليعود إلى مستويات الناتج المحليّ التي كانت في عام 2017، وبأسوأ الأحوال إلى 19 عاماً".  
وتوقّع المرصد أن تكون "تأثيرات موجة الهجرة الثالثة المتوقّعة ستكون وخيمة عبر خسارة يصعب تعويضها للرأسمال البشري اللبناني وهو المدماك الأساس في إعادة بناء الدولة والمجتمع والاقتصاد. لطالما شكّلت نجاحات اللبنانيين في دول الاغتراب مادة في بناء سرديّة "اللبناني الشاطر" لكنها تُستّر الجانب المظلم من مجاعات وحروب ودمار في بلدهم الأم".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم