هجوم صاروخي يستهدف مطار بغداد الدولي: أضرار في مدرج وطائرتين فارغتين

استهدف هجوم صاروخي، فجر الجمعة، مطار بغداد الدولي، مخلفا أضرارا مادية في مدرج وطائرتين فارغتين متوقفتين على أرض المطار، في عملية جديدة من سلسلة هجمات وقعت في الأشهر الأخيرة ونسبتها واشنطن الى فصائل مسلحة موالية لإيران.

استهدفت هجمات بطائرات مسيرة أو صواريخ مصالح أميركية في العراق أو تتواجد فيها قوات من التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين بقيادة واشنطن، من دون أن تتبناها أي جهة. وتطالب فصائل عراقية موالية لإيران بخروج الجنود الأميركيين من البلاد.

وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس: "تعرض مطار بغداد الدولي فجر اليوم لهجوم بستة صواريخ أدى إلى وقوع أضرار مادية".

وأوضح بيان صادر عن سلطة الطيران المدني العراقي في وقت لاحقا أن الهجوم "أدى إلى أضرار كبيرة في أحد مدارج المطار وفي طائرتين مدنيتين في المنطقة الجنوبية للمطار".

واعتبر البيان الهجوم "خرقا كبيرا للسيادة وتعريضا لأمن المواطنين للخطر ومزيدا من الشكوك بعدم تلبية متطلبات المنظمة الدولية للطيران المدني، ما سيعقّد موقف العراق أمامهم ويتسبب بمزيد من العقوبات والقيود والخسائر المعنوية والمادية".

وكان مصدر رفيع في مطار بغداد الدولي أشار الى أن إحدى الطائرتين المتضررتين "من طراز بوينغ 767 تابعة للخطوط الجوية العراقية، وكانت متوقفة لأغراض الصيانة منذ مدة".

وأكد بيان رسمي للخطوط الجوية العراقية أن "رحلاتنا المباشرة مستمرة".

ولم تتبن أي جهة الهجوم.

وأعلنت القوى الأمنية العثور على "ثلاثة صواريخ داخل منصة للإطلاق في قضاء أبو غريب"، مشيرة الى أنه تم "إبطال مفعولها، كما تم التوصل الى خيوط مهمة عن الجناة للقبض عليهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم وتقديمهم للعدالة".

بدأت هذه الهجمات بعد اغتيال رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس قوات الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في كانون الثاني/يناير 2020، بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد.

وتصاعدت وتيرتها ضد أهداف أميركية خصوصا بالتزامن مع المطالبة بانسحاب القوات الأميركية من العراق.

- صواريخ ومسيرات -
في الثالث من كانون الثاني، أسقطت القوات الأميركية طائرتين مسيرتين استهدفتا قوات التحالف المتواجدة في مطار بغداد، وفقا لمصادر في التحالف الدولي.

وكانت الطائرات المسيرة تستهدف "مركز الدعم الديبلوماسي" التابع للسفارة الأميركية، وهو مجمّع "يضمّ عدداً قليلاً من القوات اللوجستية للتحالف وطاقماً من المتعاقدين والمدنيين".

بعدها بعشرة أيام وقع هجوم صاروخي آخر. وقع أحد الصواريخ على مدرسة داخل المنطقة الخضراء وأدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بينهم طفلان بجروح. كما سقط صاروخان آخران داخل مجمع السفارة الأميركية، من دون وقوع إصابات.

 ونسبت واشنطن هذه الهجمات إلى فصائل عراقية موالية لإيران.

وأعلن العراق رسميا في التاسع من كانون الأول أن وجود قوات "قتالية" أجنبية في البلاد انتهى مع نهاية العام 2021 ، وأن المهمة الجديدة للتحالف الدولي استشارية وتدريبية فقط. 

وكان الأميركيون أعلنوا سحب قواتهم من العراق منذ صيف 2020، على أن يبقى نحو 2500 جندي أميركي وألف جندي من قوات التحالف في العراق لتقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية.

وكان الجنود الأميركيون انتشروا في العراق منذ 2014 كجزء من التحالف الدولي في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

يشهد العراق حاليا اضطرابا سياسيا الى جانب الاضطراب الأمني بعد الانتخابات النيابية الأخيرة التي سجلت نتائجها تراجعا للكتلة الموالية لإيران في المجلس النيابي. ولا تزال عملية تشكيل الحكومة متعثرة منذ أشهر.

وسقطت ثلاثة صواريخ كاتيوشا الثلثاء في محيط منزل رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، بعد ساعات على مصادقة المحكمة الاتحادية على إعادة انتخابه على رأس الهيئة التشريعية.

وندّد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي في بيان بهجوم الجمعة، معتبرا أن "استهداف مطار بغداد الدولي بالصواريخ وإصابة طائرات مدنية، والإضرار بمدرج المطار يمثّل محاولة جديدة لتقويض سمعة العراق التي جهدنا في استعادتها إقليمياً ودولياً، وتعريض معايير الطيران الدولي إلى المطارات العراقية للخطر ونشر أجواء من الشكوك حول الأمن الداخلي".