الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

المغرب وإسرائيل يوقعان اتفاقاً أمنياً غير مسبوق

المصدر: "أ ف ب"
أرشيفية- "أ ف ب".
أرشيفية- "أ ف ب".
A+ A-
وقّع المغرب وإسرائيل اتفاق-إطار للتعاون الأمني "غير مسبوق" خلال زيارة تاريخية لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى المملكة، في ظل توتر العلاقات بين المغرب وجارته الجزائر.

يرسم الاتفاق، الذي وقعه غانتس والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع المغربي عبد اللطيف لوديي، التعاون الأمني بين البلدين "بمختلف أشكاله" في مواجهة "التهديدات والتحدّيات التي تعرفها المنطقة"، بحسب الجانب الإسرائيلي.

وسيتيح للمغرب اقتناء معدات أمنية إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة، إضافة إلى التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير. ويأتي بعد عام من تطبيع البلدين علاقاتهما بمقتضى اتفاق ثلاثي تعترف بموجبه الولايات المتحدة الأميركية بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

ووصف غانتس الاتفاق بأنّه "أمر مهم جدًا، سيمكننا من تبادل الآراء وإطلاق مشاريع مشتركة وتحفيز الصادرات الإسرائيلية إلى المغرب".

قبيل أن يستقبله نظيره المغربي توجه وزير الدفاع الإسرائيلي والوفد المرافق له إلى ضريح محمد الخامس بالرباط، للترحم على جد الملك محمد السادس ووالده الحسن الثاني. وكتب على الدفتر الذهبي للضريح "نرجو مباركتهما ونتطلع معا إلى مستقبلنا المشترك، في وقت تتعمق فيه الروابط بين شعبينا وتتوحد أمتاناً لرسم رؤية مشتركة للسلام".

قبل إقلاع طائرته من مطار بن غوريون في تل أبيب مساء أمس، تحدّث غانتس عن "رحلة تاريخية مهمة إلى المغرب تكتسي صبغة تاريخية، كونها أول زيارة رسمية لوزير دفاع إسرائيلي لهذا البلد".

يرتقب أن يتباحث المسؤول الإسرائيلي في وقت لاحق اليوم مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.

الصحراء الغربية 
أقام البلدان علاقات ديبلوماسية إثر توقيع اتفاقات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 1993، قبل أن تقطعها الرباط بسبب قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000.

واستأنف البلدان علاقاتهما أواخر العام ليكون المغرب رابع بلد عربي يطبع علاقاته مع إسرائيل في 2020 برعاية أميركية، بعد الإمارات والبحرين والسودان. وعشية وصول غانتس إلى الرباط جدّد وزيراً خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكين والمغرب ناصر بوريطة، خلال لقائهما الإثنين بواشنطن، التأكيد على أهمية "التعميق المستمر" للعلاقات بين المغرب وإسرائيل.

تأتي زيارة غانتس إلى المملكة في سياق إقليمي متوتر مع إعلان الجزائر في آب قطع علاقاتها مع الرباط بسبب "أعمال عدائية". وأعرب المغرب عن أسفه للقرار ورفض "مبرراته الزائفة". كذلك أعلنت جبهة البوليساريو الجمعة "تكثيف" عملياتها العسكرية ضدّ القوات المغربية في الصحراء الغربية.

ويعتبر الخبير في العلاقات الإسرائيلية المغربية بجامعة تل أبيت بروس مادي وايتسمان أن هذا التزامن قد لا يكون من باب الصدفة، موضحاً "في سياق التوتر مع الجزائر ربما يرغب المغاربة في أن يظهروا للعالم، ولشعبهم وخصومهم الجزائريين وكذلك للغرب، أنهم بصدد تعميق علاقاتهم مع إسرائيل، مع كل ما يستتبع ذلك".

تعدّ إسرائيل من أهم مصدري طائرات الدرون الحربية المسيرة في العالم، وكذا برامج المعلوماتية الأمنية عالية التكنولوجيا مثل برنامج بيغاسوس المثير للجدل. لكن هذا النوع من المبيعات يجب أن تصادق عليه وزارة الدفاع الإسرائيلية.

اتهمّ تحقيق نشرته وسائل إعلام دولية في تموز المغرب باستعمال برنامج بيغاسوس لاستهداف صحافيين ومعارضين وشخصيات سياسية مغربية وأجنبية.

لكن الرباط نفت بشدّة تلك الاتهامات، ورفعت شكاوى قضائية بتهمة "التشهير" ضدّ ناشريها في فرنسا وألمانيا واسبانيا.

مناهضة التطبيع 
أثارت زيارة غانتس، الذي كان قائد أركان الحرب الإسرائيلية خلال الحرب على غزة العام 2014، تنديد النشطاء المناصرين للقضية الفلسطينية الرافضين للتطبيع مع إسرائيل.

ودعت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"، التي تضمّ تيارات يسارية وإسلامية، إلى التظاهر اليوم احتجاجاً على "قدوم مجرم الحرب" غانتس إلى المغرب.

كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات مماثلة تحت وسوم من مثل "لا مرحبا بالقاتل غانتس".

ويرى وايتسمان أنّ المغرب لم يتخلّ عن القضية الفلسطينية، "لكن لديه مصالح أخرى ومنافع كثيرة ليجنيها من إعادة تنظيم علاقاته".

ويضيف "جلّ بلدان المنطقة لم تعد ترغب في أن تظل رهينة لهذه القضية، بل في إعطاء الأولوية لمصالحها الخاصة وإسرائيل لديها الكثير لتقدمه".

يعتبر الفلسطينيون اتفاقات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل "خيانة"، ويدعون إلى حلّ النزاع الاسرائيلي الفلسطيني قبل أيّ تقارب.

وأكّد الملك محمد السادس، الذي يرأس لجنة القدس، في عدّة مناسبات بعد التطبيع مع إسرائيل استمرار دعم القضية الفلسطينية على أساس المفاوضات من أجل حلّ الدولتين.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم