الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الأمم المتحدة: الطرفان الليبيّان يتوصلان إلى "اتفاق دائم لوقف إطلاق النار"

المصدر: "أ ف ب"
المفاوضات في جنيف (أ ف ب).
المفاوضات في جنيف (أ ف ب).
A+ A-
وقّع طرفا النزاع في ليبيا، الجمعة، "اتفاقا دائما لوقف إطلاق النار" بـ"مفعول فوري" بعد محادثات استمرت خمسة أيام جرت في جنيف برعاية الأمم المتحدة.

وقالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز إنه "يوم جميل للشعب الليبي"، مضيفة "عند الساعة 11,15 (09,15 ت غ) من صباح اليوم في مقر الأمم المتحدة في جنيف، قام الوفدان الليبيان (...) بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، كامل ووطني ودائم بمفعول فوري".

واعتبرت البعثة أن "محادثات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في جنيف توجت اليوم بإنجاز تاريخي"، وحيّت "توصل الفرقاء الليبيين إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا".

ورأت أن هذا "الإنجاز يشكل نقطة تحول هامة نحو تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا". 

وقامت البعثة ببث مباشر على صفحتها لحفل التوقيع الذي استمر عشر دقائق وأعقبه تصفيق. وجرت المراسم في مقر الأمم المتحدة في جنيف حيث وقف أعضاء الوفدين الليبيين ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة، وهم يضعون كمامات، أمام وثائق الاتفاق التي وقعوا عليها لاحقا.

 وفي بيان، أكد رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج أن الاتفاق "على وقف اطلاق نار دائم يحقن الدماء ويرفع المعاناة عن المواطنين ويمهد الطريق لنجاح المسارات الأخرى الاقتصادية والسياسية". 

وانزلقت ليبيا في الفوضى منذ أطاحت انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي بالرئيس الأسبق معمر القذافي وأدت إلى مقتله في 2011.

وتشهد البلاد صراع على السلطة بين حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس من جهة، وسلطة في شرق البلاد يجسّدها المشير خليفة حفتر المدعوم من البرلمان المنتخب ورئيسه عقيلة صالح. 

ويتلقى الطرفان دعما من دول مختلفة. فالمشير خليفة حفتر مدعوم من مصر وروسيا والإمارات العربية المتحدة بينما يتلقى فايز السراج دعما من تركيا.

ومنذ إعلان الطرفين المتحاربين في ليبيا وقف الأعمال العدائية في آب/أغسطس الماضي، تسارعت المفاوضات في الأسابيع الأخيرة لتحديد شروط وقف دائم لإطلاق النار.

 - رحيل المرتزقة -
وقالت ستيفاني وليامز لوسائل الإعلام إنه "اتفاق وطني وشامل ودائم وأثره فوري". وأضافت أن وقف إطلاق النار يفترض أن يرافقه خروج "المرتزقة والمقاتلين الأجانب (...) من ليبيا خلال فترة أقصاها ثلاثة أشهر اعتبارا من اليوم". 

وأضافت أن الجانبين اتفقا على أن "كل الوحدات العسكرية والجماعات المسلحة الموجودة على الخطوط الأمامية ستعود إلى ثكناتها". 

وبين نيسان 2019 وحزيران 2020، حاول المشير حفتر احتلال طرابلس عسكريا لكنه لم ينجح. وأدت هذه المواجهات إلى سقوط مئات القتلى وأجبرت عشرات الآلاف من الأشخاص على الفرار. 

وبالنسبة للسكان المنهكين من القتال والانقسامات، يشكل وقف إطلاق النار الدائم بصيص أمل. 

ويقول المحلل السياسي الليبي محمد الجرح إن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار "نتيجة مثمرة" للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة واللجنة العسكرية المشتركة (5+ 5) التي تعقد جلساتها في جنيف. 

وكتب في تغريدة على تويتر "إنه أيضا دفع للجهود السياسية والدبلوماسية الجارية"، لا سيما منتدى الحوار السياسي الذي سينعقد في تونس مطلع تشرين الثاني/نوفمبر.

وأضاف الجرح أن إعادة بناء الثقة المتبادلة "مهمة بشكل خاص، بما في ذلك إعادة فتح الطرق والمطارات ومحطات النفط وتبادل الأسرى". 

وشدد المحلل على أنه "رغم أن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار اليوم يعدّ خطوة مهمة، إلا أن الشيطان يكمن في التفاصيل (...) الشيطان في التنفيذ".

وأشار إلى "فاعلين داخليين وأجانب يرون أن وقف إطلاق النار هذا والاتفاقات السياسية التي ستنجم عنه خطر على نفوذهم". 

ورحبت ايطاليا، القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا، بتوقيع الاتفاق. وقالت في بيان لوزارة الخارجية إنّ الاتفاق "نقطة تحوّل ذو أهمية محورية لاستقرار ليبيا".

- ترحيب أوروبي وتشكيك تركي -
ورحّبت المفوضية الأوروبية بإعلان وقف إطلاق النار في ليبيا الجمعة ودعت إلى تطبيقه واستئناف محادثات السلام.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو لصحافيين إن "اتفاق وقف إطلاق النار بشكل دائم أساسي لاستئناف الحوار السياسي"، مؤكدا أنه "من المهم جدا كذلك أن يطبّق هذا الاتفاق".

لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان شكك في "مصداقية" وقف إطلاق نار "دائم".

وقال إردوغان الداعم لحكومة الوفاق الوطني الموقعة على الاتفاق إن "اتفاق وقف إطلاق النار اليوم لم يتم في الحقيقة بأعلى المستويات، بل بمستوى أقل. سيكون تحديد إن كان سيدوم مسألة وقت".
 
وأضاف: "يبدو لي أنه يفتقد إلى المصداقية".

وقارن إردوغان بين وقف إطلاق النار المعلن في ليبيا واتفاقات مماثلة أعلنت بين أذربيجان وأرمينيا في ناغورني قره باغ في الأسابيع الأخيرة، لكنها انتهكت.

وقال: "تم إعلان وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان. هل التزم الأرمن بوعدهم؟ لا. آمل ألا يكون (مصير هذا الاتفاق) مماثلا وأن يتم احترام وقف إطلاق النار".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم