الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الملك سلمان أمِل بـ"نتائج ملموسة" للمحادثات مع إيران: للتصدّي للفكر المتطرّف

المصدر: "النهار"
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يلقي كلمة المملكة عبر الاتصال المرئي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (واس).
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يلقي كلمة المملكة عبر الاتصال المرئي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (واس).
A+ A-
أكّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، "التزام المملكة العربية السعودية الدائم مبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة الوطنية لجميع الدول، وعدم التدخّل في شؤون الدول الداخلية"، مشدّداً على أهمّية "جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، واستمرارها في التصدّي للفكر المتطرف القائم على الكراهية والإقصاء وممارسات الجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية".

وجدّد الملك سلمان في كلمة أمام أعمال الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة "حرص المملكة على تعافي الاقتصاد العالمي" معتبراً أنّ الأمر "يتجلّى في الجهود الريادية التي بذلتها، بالتعاون مع شركائها في تحالف أوبك+، وفي إطار مجموعة العشرين، لمواجهة الآثار الحادّة التي نجمت عن جائحة كورونا، تعزيزاً لاستقرار أسواق البترول العالمية وتوازنها وإمداداتها، على نحو يحفظ مصالح المنتجين والمستهلكين".
 
واعتبر الملك سلمان أنّ "السلام هو الخيار الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط، عبر حلّ عادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يكفل حقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

من جهة أخرى، رأى العاهل السعودي أنّ "مبادرة السلام في اليمن التي قدّمتها المملكة في آذار الماضي كفيلة بإنهاء الصراع وحقن الدماء ووضع حدّ لمعاناة الشعب اليمني"، وأسف لرفض الحوثيين الحلول السلمية مشيراً إلى أنهم "يراهنون على الخيار العسكري للسيطرة على المزيد من الأراضي في اليمن".
 
وأكّد أنّ "ميليشيات الحوثي تعتدي بشكل يوميّ على الأعيان المدنية في داخل المملكة، وتهدّد الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة الدولية، وتستخدم معاناة الشعب اليمني، وحاجته الملحّة للمساعدة الإنسانية، والمخاطر الناتجة عن تهالك الناقلة صافر، أوراقاً للمساومة والابتزاز"، مؤكّداً "احتفاظ المملكة بحقّها الشرعي في الدفاع عن نفسها في مواجهة ما تتعرض له من هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والقوارب المفخخة، وترفض بشكل قاطع أية محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية".

من جهة أخرى، اعتبر العاهل السعودي أنّ "إيران دولة جارة" آملاً في أن "تؤدّي المحادثات الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ووقفها جميع أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي لم تجلب إلا الحرب والدمار والمعاناة لجميع شعوب المنطقة".

وجدّد الملك سلمان تأكيد المملكة "أهمّية وقوف المجتمع الدولي بحزم أمام كل من يدعم ويرعى ويمول ويؤوي الجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية أو يستخدمها وسيلة لنشر الفوضى والدمار وبسط الهيمنة والنفوذ".
 
إلى ذلك، أشار خادم الحرمين الشريفين إلى أنّ "ما يواجه المجتمع الدولي اليوم من تحديات يتطلب تعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف، مؤكّداً أنّ "جائحة كورونا أثبتت أنّ الطريق للتعافي المستدام يعتمد على تعاوننا جميعاً في إطار جماعي".
 
وتابع: "قامت المملكة العربية السعودية بدور حيويّ في قيادة الاستجابة العالمية لهذه الجائحة من خلال رئاستها لمجموعة العشرين العام الماضي، ودعمت الجهود العالمية لمواجهة هذه الجائحة بمبلغ 500 مليون دولار أميركي، إضافة إلى تقديمها 300 مليون دولار لمساعدة جهود الدول في التصدي للجائحة".
 
وأضاف: "رغم الصعوبات الاقتصادية، فإنّ المملكة العربية السعودية مستمرة في الالتزام بدورها الإنساني والتنموي الكبير في مساعدة الدول الأكثر احتياجاً وتلك المتضررة من الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية. وهي أكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية على المستويين العربي والإسلامي خلال عام 2021، ومن أكبر ثلاث دول مانحة على المستوى الدولي".
 
كذلك، أكّد العاهل السعودي "أهمية تضافر الجهود في سبيل مواجهة التحدي المشترك الذي يمثله التغير المناخي وآثاره السلبية، مذكّراً بما قدّمته المملكة من "مبادرات نوعية تهمّ المنطقة والعالم، أبرزها مبادرات السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، والاقتصاد الدائري للكربون، التي من شأنها تقديم مساهمة فاعلة ومؤثرة في تحقيق الأهداف الدولية في هذا المجال".
 
واعتبر الملك سلمان أنّ "جوهر رؤية 2030 التي تبنتها المملكة هو تحقيق الازدهار وصناعة مستقبل أفضل، ليكون اقتصادنا رائداً، ومجتمعنا متفاعلاً مع جميع العالم، ولقد قطعنا أشواطاً كبيرة، خلال السنوات الخمس منذ إطلاق هذه الرؤية الطموحة، في دعم الصناعات المحلية، وتطوير البنية التحتية، وتقنيات الاتصالات، وحلول الطاقة، والاستثمار في قطاعات عدة، بالإضافة إلى تمكين المرأة والشباب، وتحسين جودة الحياة للجميع".
 
من هذا المنطلق، أشار خادم الحرمين الشريفين إلى أنّ "السياسة الخارجية للمملكة تولي أهمية قصوى لتوطيد الأمن والاستقرار، ودعم الحوار والحلول السلمية، وتوفير الظروف الداعمة للتنمية والمحققة لتطلعات الشعوب نحو غد أفضل، في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم أجمع".
 
وشرح الملك سلمان: "يتجلّى ذلك في جهود المملكة لرعاية اتفاق بين أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومساهمتنا الفاعلة في مجموعة أصدقاء السودان، ودعمنا للعراق في جهوده الرامية لاستعادة عافيته ومكانته".
 
وأضاف: "تدعم المملكة بقوة الجهود الرامية لحلّ سلمي ملزم لمشكلة سدّ النهضة بما يحفظ حقوق مصر والسودان المائية، والحلول السلمية برعاية الأمم المتحدة لأزمات ليبيا وسوريا، وجميع الجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، وتطلعات الشعب الأفغاني وضمان حقوقه بجميع أطيافه".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم