الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الراعي: لا يتعايش الاستقلال مع ولاء فئات من الشعب لوطن آخر (صور)

المصدر: "النهار"
البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
A+ A-
اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن "الاستقلال يشكو اليوم من وجود لبنانيين غير مستقلّين"، مشيراً إلى أنّ "اللبنانيين يشكون من وجود مسؤولين وقادة وأحزاب غير استقلاليين".
 
وشدّد على أن "الاستقلال لا يتعايش مع ولاء فئات من الشعب لوطن آخر، ولا مع ضعف الدولة أمام الخارجين عنها وعليها، ولا مع حكم لا يوفر لشعبه الحياة الكريمة والرفاه والعمل والعلم والعدالة والضمانات الصحية والاجتماعية. لا يتعايش الاستقلال في وطن تحول ساحة صراعات لجميعِ مشاكل الشرق الأوسط والعالم. لا يتعايش الاستقلال في مجتمع زادت فيه الفروقات الثقافية والحضارية وتباعدت أنماط الحياة فتركت انطباعاً أن هذا المجتمع صار مجتمعات متنافرة".
 
 
وأضاف الراعي خلال قداس احتفالي تكريمي لمنسق مكتب راعوية الشباب المرحوم المونسينيور توفيق بو هدير على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي: "حبذا لو يؤمن المسؤولون، واللبنانيون عموماً، في ذكرى الاستقلال، أن وجود لبنان هو أساساً مشروع استقلالي وسيادي وحيادي في هذا الشرق. حبذا لو يدركون أن ضعف وحدة لبنان ناتج من ضعف استقلاله. وبالتالي أن بداية الإنقاذ تبدأ باستعادة استقلالِ لبنان وترسيخِ حياده الإيجابي الناشط في كل ما يختص بالسلام وحقوق الإنسان والحوار السياسي والثقافي والديني والاستقرار في بيئته العربية".

في السياق، توجّه الراعي برسالة إلى "المسؤولين السياسيين، والذين ما زال ولاؤهم لغير الوطن، وللذين يعرقلون سير المؤسّسات الدستورية، واستقلالية القضاء، وفصل السلطات، ويخرقون السيادة والوحدة الوطنية، قائلاً: انهضوا واشهدوا بصون الإستقلال وتعزيزه. انهضوا واشهدوا بإخراج الشعب من عذابه وذلّه، وباعادته إلى سابق البحبوحة والفرح والعزة. انهضوا واشهدوا بالعيش في كنف الدولة ودستورها وميثاقها واستقلالها، والتحرّر من المشاريع الطائفية والمذهبية. انهضوا واشهدوا لتلك الأيام المجيدة حين اتحد المسيحيون والمسلمون وأعلنوا استقلال دولة لبنان بعد ثلاثة وعشرين سنة على تأسيسها. انهضوا واشهدوا لفجر لبنان الذي كان أول دولة تتوحد وتوحد وتستقل وتحترم في الشرق".
 
 
وتابع: "إذا كانت جميع القوى السياسية قبلت بسياسة عدم الانحياز والنأي بالنفس الواردتين في البيانات الوزارية منذ الاستقلال إلى اليوم، فلماذا لا تلتزم بها وتطبقها؟ وإذا كانت هذه القوى آمنت جدّياً بسياسة عدم الانحياز والنأي بالنفس، فلماذا لا تعتمد نظام الحياد الإيجابي لضمانِ استقلال لبنان واستقرارِ في إطار دستوري ثابت؟".
 
في الختام، تمنّى الراعي أن "تبادر الشرعية اللبنانية إلى اعتماد سياسة الحياد وطرحها رسمياً على المرجعيات الدولية وبخاصة على الأمم المتحدة لتكون مضمونة بقرار دولي يلزم جميع الدول باحترام سيادة لبنان"، موضحاً أنّه "هكذا تعيد الدولة للاستقلال معناه".
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم