الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

وفاة الكاتب المعارض ميشال كيلو... وصيّتُه ديموقراطية سوريا

المصدر: "النهار"
الكاتب السوري المعارض ميشال كيلو (أ ف ب).
الكاتب السوري المعارض ميشال كيلو (أ ف ب).
A+ A-
توفي الكاتب السوري المعارض ميشال كيلو، في مستشفى بباريس، إثر مضاعفات إصابته بفيروس كورونا، حسبما ذكر معارضون سوريون اليوم، وذلك بعد أسبوعين على إصابته.

قبل رحيله بعشرة أيام، نشر كيلو رسالة أشبه بوصيّة إلى "الشعب السوري (...) وشابات سوريا وشبابها، أمل المستقبل"، تحت عنوان "إلى السوريين..."، كتبها من المستشفى، ودعا من خلالها إلى التمسّك بالحرية "في كل كبيرة وصغيرة"، قائلاً: "لا تنظروا إلى شعبكم ووطنكم من خلال أهوائكم وأيديولوجياتكم وهوياتكم، الآنية والضيقة والسطحية".
 
 
ولد ميشيل كيلو في اللاذقية عام 1940، وهو أحد أبرز المعارضين السوريين لنظام بشار الأسد، ما تسبّب باعتقالة مرات عدّة، ومن أبرز وجوه الائتلاف الوطني السوري المعارض.

ترأس كيلو مركز حريات للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سوريا، وشارك في صياغة "إعلان دمشق" في العام 2005، كما ترجم كتباً في السياسة.
 
ونعى الكاتب والصحافي فايز سارة، كيلو، في منشور على "فايسبوك" قائلاً: "يا حزن السوريين. بالأمس حبيب عيسى واليوم ميشيل كيلو".
 
وأضاف: "قلوب الجبابرة فقط قلوب السوريين ستحتمل هذا الحزن وتمضي الى الحرية".
 
من جانبه، نعى رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، نصر الحريري، كيلو، على "تويتر"، كاتباً: "خسارة كبيرة برحيل الأستاذ ميشيل كيلو اليوم إثر إصابته بكورونا".
 

كما نعى الائتلاف في بيان رسمي، غياب "قامة فكرية ووطنية كبيرة عاش حياته من أجل سوريا، وناضل ضد الاستبداد لأكثر من خمسين عاماً".

اعتقل مرات عدة، أثناء حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد بين عامي 1980 و1983، ثم في العام 2006، خلال حكم الرئيس الحالي بشار الأسد. وحكمت عليه المحكمة العسكرية عام 2007 بالسجن ثلاثة أعوام، وتم الافراج عنه بعد انتهاء محكوميته.

كان كيلو من أبرز قادة ما عرف بـ"ربيع دمشق" القصير الأمد، بعد وصول بشار الأسد إلى الحكم. كما كان من أبرز موقعي اعلان دمشق في عام 2006 ونشر مقالات رأي في صحف عدة لبنانية وعربية.
 
وتقدّم رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، عبر "تويتر"، بالعزاء "لأسرة الأستاذ الكبير ميشال كيلو وسائر ذويه ومحبيه"، مشيراً إلى أن "وصيته التي خطّها قبيل وفاته تعتبر نهجاً يحتذى به في التعاون والتكاتف الوطني".
 
 
ومنذ انطلاق الاحتجاجات ضد النظام في عام 2011، جاهر كيلو بتأييده للتظاهرات السلمية منذ انطلاقها وللمطالبة بالحرية والديمقراطية، ما عرّضه لمضايقات غادر على إثرها سوريا. واستقر منذ سنوات في باريس.
 
بدورها، اعتبرت الكاتبة والصحافية السورية، ونائب رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، سميرة المسالمة أن "صوت سوريّ حرّ مزّق جدار الخوف منذ زمن بعيد، وبقي وفياً لحريته وسوريته وحلمه، رحل".

وتابعت في منشور على "فايسبوك": "وداعاً ميشال كيلو، وأعان الله عائلتك وأصدقاءك وكل محبيك على احتمال هذا الفراق المؤلم في غياهب الغربة الحارقة".

مثّل كيلو التيار الليبرالي في الائتلاف السوري، الذي انضم الى صفوفه صيف عام 2013، قبل أن ينسحب منه لاحقاً إثر خلافات. ولطالما انتقد تشرذم قوى المعارضة وداعميها. وقال في حوار مع وكالة فرانس برس في باريس في 30 أيلول 2015، إن انخراط قوى اقليمية ودولية في النزاع السوري أدى الى "اننا أصبحنا رهينة الألعاب السياسية والدبلوماسية الدقيقة" للدول التي بات كل منها يملك "ورقة سورية".
 

في حوار مع مركز أبحاث سوري معارض، تزامناً مع اتمام النزاع عامه العاشر، قال كيلو في 16 آذار الماضي "ليس هناك بعد الآن من يستطيع أن يعيد السوريين الى زمن ما قبل 15 آذار 2011"، مضيفاً: "السوريون اجتازوا المسافة الضرورية لترك النظام وراءهم، النظام السوري صار وراءنا ولا يستطيع على الإطلاق أن يأتي بنا مرة أخرى الى حيث كنا، تحت سلطته، تحت أيديه، تحت عنفه،.. تحت اعتقالاته، هذا زمن مضى".
 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم