الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الرئيس الجزائري في أول ظهور علني له: أتمنى أن أكون بينكم قريباً (فيديو)

المصدر: أ ف ب- العربية
تبون خلال ظهوره العلني الأول (13 ك1 2020، أ ف ب).
تبون خلال ظهوره العلني الأول (13 ك1 2020، أ ف ب).
A+ A-
ظهر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بعد ظهر الأحد، عبر التلفزيون العام للمرة الاولى منذ 15 تشرين الاول وخضوعه لحجر في البلاد ثم نقله الى مستشفى في المانيا لتلقي العلاج من فيروس كورونا المستجد.
 
والقى تبون الذي بدا نحيلا "خطابا للشعب" غداة الذكرى الاولى لانتخابه. ويعود آخر ظهور علني له الى 15 تشرين الاول، حين التقى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان. وقال: "اتمنى أن أكون بينكم قرييا"، معلنا أنه يمضي فترة نقاهة تستمر "أسبوعا أو اثنين أو ثلاثة أسابيع" بعد تلقيه العلاج من فيروس كورونا المستجد في مستشفى في المانيا.

وقال تبون: "بدأت مرحلة التعافي التي قد تأخذ بين أسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لكن إن شاء الله سأسترجع كل قواي البدنية".
 
وبعدما أثار غيابه الطويل شائعات وأخبارا مضللة، أضاف الرئيس في الفيديو الذي نشر على حسابه على تويتر ونقله التلفزيون الجزائري العام: "موعدنا قريب على أرض الوطن، لنواصل بناء الجزائر الجديدة".

واشار الى أن "حالات كورونا في الجزائر تتراجع والشكر لكل من ساهم في ذلك"، و"الوضع الاقتصادي في البلاد يسير بشكل جيد". 

واذ لفت الى أن "التطورات الإقليمية في المنطقة كانت متوقعة"، قال: "كنا نتوقع ما يجري على الحدود والجزائر أقوى مما يتوقع البعض". 

وأكد أنه "يتابع بشكل يومي كل ما يجري على أرض الوطن". وأفاد أنه "طلب أن يتم الانتهاء من قانون الانتخابات الجديد خلال 10 أيام أو 15 يوما".  
 
وقد أعلنت السلطات الجزائرية مرات عدة ان الرئيس سيعود الى البلاد قريبا.

وفي بيان صدر في 24 تشرين الأول، اكتفت الرئاسة الجزائرية بالإعلان أنّ تبون دخل "طوعيّاً" في حجر لخمسة أيّام عقب الاشتباه في إصابة مسؤولين كبار في الرئاسة والحكومة بفيروس كورونا.

وفي 28 تشرين الأول، أشارت الرئاسة إلى أنّ تبون نُقل إلى ألمانيا "لإجراء فحوص طبية معمقة، بناء على توصية الطاقم الطبي".

ومنذ توليه السلطة في 12 كانون الأول 2019 عبّر تبون عن إرادته في الإصلاح لوضع أسس "جزائر جديدة"، لكنه يجسد اليوم بلدا في طريق مسدود ومؤسسات متوقفة. 

وأعاد غياب رئيس الدولة، الجزائر إلى ما كانت عليه في نهاية عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، عندما ظل في الحكم بدون قدرته على الحركة على الحركة والكلام بعد إصابته بجلطة دماغية عام 2013، حتى أطيح به من السلطة في نيسان 2019 على إثر انتفاضة شعبية أصبحت معروفة بالحراك الجزائري. 

- شغور الحكم -
أدى  التململ السياسي - الذي لن تضع حدا له بالضرورة عودة تبون - إلى مطالبة بعض الأصوات بتطبيق المادة 102 من الدستور ، المتعلقة بشغور منصب رئيس الجمهورية، من أجل تجنب أزمة مؤسسية. 

ومن صلاحيات المجلس الدستوري إقرار حالة عدم قدرة رئيس الدولة على ممارسة مهامه "بسبب مرض خطير ومزمن" وعلى البرلمان المصادقة على ذلك. 

وفي هذه الحال، فإن رئيس مجلس الأمة بالنيابة صالح قودجيل البالغ 89 عاما، وهو من قدامى المحاربين في حرب الاستقلال، يصبح رئيسا موقتا  لمدة أقصاها تسعون يومًا، يتم خلالها انتخاب رئيس جديد. 

وبدون ان يذكر الرئيس تبون الذي غادر البلاد في 28 تشرين الأول/أكتوبر، دعا رئيس الوزراء عبد العزيز جراد السبت، الجزائريين الى "تضامن حقيقي لمجابهة التحديات المحيطة بالبلاد محذرا من أن الجزائر "مستهدفة".

أما الجيش، العمود الفقري للنظام الجزائري، فظل إلى الآن صامتا.

من الناحية الرسمية، لا يزال تبون يمسك بزمام الدولة، لكنه لم يمارس أيا من صلاحياته منذ نحو شهرين. فهو لم يوقع مرسوم إصدار الدستور الجديد - المشروع الرئيسي لبرنامجه الانتخابي ولم يوقع على قانون المالية لسنة 2021. 

وتم انتخاب تبون خلال اقتراع قاطعه أغلب الجزائريين، وبالتالي أصبح يعاني انعدام الشرعية، فمدّ يده أولاً إلى "الحراك المبارك"، وفقا لما سماه. ثم وعد ببناء اقتصاد "قوي ومتنوع"، قادر على الحد من اعتماد الجزائر المفرط على المحروقات. 

و"على الرغم من العراقيل الأولى، كان يمكن تبون أن يخلق شرعية من خلال إطلاق مشاريع كبرى للتجديد السياسي والاقتصادي والمؤسسي. فلم يستطع، أو لم يعرف كيف يفعل ذلك. فمبادرته لم تخلق  أي حماس" كما لاحظ الكاتب الصحافي عابد شارف.

وتابع: "رئاسة تبون فقدت كل صدقيتها بل أصبحت عائقا للبلاد".

-"خُطب وكلام فارغ" -
 بعد مرور عام على رئاسة عبد المجيد تبون، لا يزال ناشطو الحراك والمعارضون السياسيون والصحافيون والمدونون القريبون من الحركة الاحتجاجية، هدفا للمحاكمات.

وعلى المستوى الاقتصادي، تشهد الجزائر ذوبان احتياطاتها من العملات الأجنبية، وجفاف السيولة، في ظل سوق نفطية تعاني الأزمة الصحية العالمية. 

ووفقًا لتوقعات صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن تشهد الجزائر انكماشا اقتصاديا بنسبة 5,2٪ في 2020 فضلاً عن عجز في الميزانية من بين أعلى المعدلات في المنطقة. 

ويرى اقتصاديون أن البلاد استنفدت كل الاحتمالات المتاحة لتمويل العجز، بما في ذلك طبع العملة، وسيكون اللجوء إلى التمويل الخارجي "حتميا" في الأشهر المقبلة، على الرغم من التأكيدات المخالفة للمسؤولين الجزائريين. 

وفي ما يبدو وصفا للوضع الحالي، تساءل الكاتب الفرنسي الجزائري كمال داود "ماذا تفعل بوقتك في الجزائر؟"، ويجيب: "بلد بلا أماكن للترفيه بلا مرح (...) عجوز وممل". ويضيف: "تحرر لينغلق على نفسه. مات صغيرا ليكبر بلا نهاية. كل شيء آخر هو خُطب وكلام فارغ".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم