السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

حادثة انقطاع الأوكسجين في مستشفى بالأردن تتفاعل... توقيف مسؤولين بتهمة التسبُّب بالوفاة

المصدر: "النهار"
انتشار لقوات الأمن الأردنية أمام مستشفى السلط خلال زيارة الملك (أ ف ب).
انتشار لقوات الأمن الأردنية أمام مستشفى السلط خلال زيارة الملك (أ ف ب).
A+ A-
أوقف الادعاء العام في العاصمة الأردنية عمان، اليوم السبت، خمسة من موظفي مستشفى السلط، الذي شهد وفاة 7 مرضى بفيروس كورونا، نتيجة انقطاع الأوكسجين عن غرف العناية المركزة.

ووجّه الادعاء العام للموقوفين تهمة التسبُّب بالوفاة بالاشتراك، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، وأمر باحتجازهم في أحد المراكز لمدة أسبوع، على ذمة التحقيقات في الحادثة.

ومن بين الموقوفين على ذمة التحقيق في القضية، مدير مستشفى الحسين بالسلط، وثلاثة من مساعديه، ومسؤول التزويد، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية "بترا".
 

وتوفي سبعة مصابين بفيروس كورونا في مستشفى السلط الحكومي شمال غرب عمان بعد انقطاع الأوكسجين، ما أثار موجة غضب في المملكة التي تسجل أعداد إصابات قياسية بالوباء وأدى إلى إقالة وزير الصحة نذير عبيدات.

وقال عبيدات، في تصريحات للصحافيين في مستشفى السلط (30 كلم شمال غرب عمان)، صباح السبت، إنّه "بين الساعة السادسة والسابعة من صباح اليوم حصل نقص أوكسجين في هذا المستشفى ولمدة ساعة تقريباً وهذا ربما أدى إلى وفاة ستة أشخاص".

وفي وقت لاحق، أعلن مدير المركز الوطني للطب الشرعي في وزارة الصحة الطبيب عدنان عباس أنّ عدد الوفيات ارتفع إلى سبع.

وقال في تصريحات لقناة "المملكة" الرسمية إنّه "جرى تشريح أربعة جثامين لرجال وثلاثة جثامين لإناث جميعهم كانوا نزلاء داخل المستشفى ومثبت إصابتهم بكورونا وكانوا على الأوكسجين".

وأضاف: "بعد التشريح وأخذ عينات من الرئتين تبيّن وجود علامات واضحة لنقص الأوكسجين".

ولفت إلى أنّ أعمار جميع المتوفين تتجاوز الأربعين.

وفي مؤتمر صحافي لاحق، أعلن رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة إقالة وزير الصحة وإنهاء خدمات مدير مستشفى السلط الحكومي وإيقاف مدير صحة محافظة البلقاء (حيث يقع مستشفى السلط) عن العمل، مشيراً إلى أنّ "الحكومة تتحمل وحدها كامل المسؤولية عما حدث".

ووصف رئيس الوزراء ما حدث بأنّه "خطأ جسيم فادح غير مبرر وغير مقبول"، معتذراً على هذا "التقصير".

ومن جانب آخر، أعلن بيان صادر عن الديوان الملكي أنّ "الإرادة الملكية صدرت" بإقالة وزير الصحة نذير عبيدات من منصبه وتكليف وزير الداخلية مازن الفراية بإدارة وزارة الصحة إعتبارا من اليوم السبت.

وكان وزير الصحة المقال نذير عبيدات أكد أنّ "هناك تحقيق جار للتأكد من أن نقص الأكسجين هو السبب" الذي أدى إلى حالات الوفاة.

وتابع: "كل مقصر يجب أن يحاسب، وأنا كوزير صحة أتحمل المسؤولية الأخلاقية كاملة بهذا الخصوص وقدمت استقالتي لرئيس الوزراء".

وأكد عبيدات إنّه "تم اليوم تأمين المستشفى بالأوكسجين وبالطريقة الصحيحة".

وتولى عبيدات منصبه على رأس وزارة الصحة في تشرين الأول الماضي وكان قبلها يشغل منصب رئيس لجنة الأوبئة المكلفة متابعة تطورات فيروس كورونا.

وزار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني المستشفى، وفق مشاهد بثتها قناة "المملكة" الرسمية.

ووفق مقاطع فيديو بثتها مواقع التواصل الاجتماعي، قال الملك لمدير المستشفى بغضب بينما طلب منه الاستقالة: "كيف يحصل شيء من هذا القبيل في المستشفى؟ هذا الأمر ليس مقبولاً".

واحتشد مئات الأشخاص الغاضبين أمام المستشفى التي شهدت تواجداً أمنياً كثيفاً.

دعوات للمحاسبة
 

وقال أبو عبدالله، الذي فقد أحد أقاربه لوكالة "فرانس برس": "نحن نتمنى أن يرحم الله الضحايا كلهم وأن تتم محاسبة المسؤولين عن ما جرى بشدة، يجب أن تتم محاسبة كل إنسان أخطأ" في هذا الحادث.

من جهته، أكد سليمان خريسات، وهو ممرض متقاعد فقد اثنين من أقاربه، أنّ "المستشفى كان يعاني في السابق من نقص في الكوادر الطبية والتمريضية، ولكن نقص الأوكسجين هذه المرة كان الأكبر والاصعب والأمر على... المرضى الذين لم يأخذو حقوقهم الطبية الكاملة".

ويعقد مجلس الوزراء اجتماعاً طارئاً لبحث مستجدات الحادث، فيما يعقد مجلسا النواب والأعيان جلسة طارئة، غداً الأحد، لبحث تداعياته.

وقال رئيس مجلس النواب عبد المنعم صالح، في بيان: "يُفترض في مثل هذه الأوقات الصعبة أن تتعامل جميع المؤسسات بشكل لا يحتمل التقصير والخطأ، بخاصة عندما يتعلق الأمر بالعناصر العلاجية الأساسية كالأوكسجين".

وشدّد على ضرورة "عدم التهاون في محاسبة كل من يثبت تقصيره في هذه الحادثة وغيرها، وتحميل المسؤولية المباشرة والأخلاقية في كل مراتب المسؤولية عن هذه الحادثة الأليمة".

وقال رئيس النيابات العامة القاضي يوسف ذيابات لقناة "المملكة" الرسمية، إنّ "ثلاثة مدعين عامين باشروا إجراءات التحقيق لمعرفة جميع ملابسات الحادث".

ووفق مصدر طبي، فإنّ المستشفى يعالج نحو 150 مريضاً من المصابين بكورونا.

ويشهد الأردن منذ اسابيع ارتفاعا في عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا، وبلغت الأعداد الجمعة 55 وفاة و7705 إصابات جديدة لتصل الحصيلة الإجمالية إلى 464,856 إصابة و5224 وفاة.

وقرّرت الحكومة، الأربعاء، زيادة ساعات حظر التجول الليلي ومنع إقامة صلاة الجمعة وقداس الأحد وإغلاق الحدائق العامة والنوادي الليلية والمراكز الرياضية.

وأعلنت، الثلثاء، تعليق الحضور الشخصي للطلبة في كافة مراحل التعليم في المدارس والجامعات.

وأعادت السلطات الاسبوع الماضي فرض حظر التجول أيام الجمعة.

وعلى صعيد اللقاحات، تسلّم الأردن، مساء الجمعة، أول شحنة كبيرة من لقاح "أسترازينيكا" المضاد لكورونا، في خطوة يفترض أن تتيح للحكومة المضي قدماً في حملة التطعيم الوطنية التي بدأت منتصف كانون الثاني.

وبدأ الأردن، في 13 كانون ثاني، حملة تطعيم ضد فيروس كورونا مستخدما لقاحي "فايزر/بيونتيك" و"سينوفارم" الصيني مستهدفاً في مرحلته الأولى الكوادر الصحية وكبار السنّ.

وكان الأردن أجاز الإستخدام الطارئ لخمسة لقاحات هي "فايزر/بيونتيك" و"سينوفارم" الصيني و"أسترازينيكا" و"جونسون آند جونسون" و"سبوتنيك-في" الروسي.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم