الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بالصور- من جنين إلى رام الله... شيرين أبو عاقلة تدخل مكتبها للمرة الأخيرة

المصدر: "النهار"
مراسم تشييع الصحافية شيرين أبو عاقلة في رام الله (أ ف ب).
مراسم تشييع الصحافية شيرين أبو عاقلة في رام الله (أ ف ب).
A+ A-
جاب جثمان الزميلة شيرين أبو عاقلة المدن الفلسطينية من جنين، حيث قُتلت برصاص الجيش الإسرائيلي، وصولاً إلى رام الله في الضفة الغربية، بعد 25 سنة قضتهم في النضال الصحافي لأجل القضية الفلسطينية.

وبعد تشريح جثتها في مستشفى جامعة النجاح في نابلس، نقل، مساء اليوم، آلاف الفلسطينيين جثمان أبو عاقلة إلى رام الله وهم ينشدون "شكراً شيرين".

ونثر فتية فلسطينيون الورود في الموقع الذي قتلت فيه أبو عاقلة قرب مخيم جنين، وتظهر فيه آثار دماء.

وعُلّق علم فلسطيني كبير على جذع الشجرة التي قضت تحتها والذي ظهرت عليه آثار رصاص.

 
وكان في استقبال جثمان شيرين أبو عاقلة مئات الصحافيين والإعلاميين والناشطين والكتّاب، ثم أدخل الجثمان مكتب قناة "الجزيرة" القطرية في رام الله، للمرة الأخيرة، حيث مكتبها الذي عملت خلاله لـ25 عاماً.

وعمَّت أجواء من الحزن الشديد بين الصحافيين لحظة دخولها إلى مكتبها للمرة الأخيرة، وسط بكاء الحاضرين.

وعقب مسيرة التشييع، نقل جثمان أبو عاقلة إلى المستشفى الاستشاري في ضاحية الريحان، حيث سينطلق التشييع صباح غد الخميس من مقر الرئاسة، فيما ستوارى الثرى في مسقط رأسها في بلدة بيت حنينا بالقدس بعد غد الجمعة.
 

 
تنديد دولي بقتل أبو عاقلة

توالت الدعوات إلى إجراء تحقيق شفاف ومعمّق في مقتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، أحد أبرز وجوه قناة "الجزيرة"، خلال تغطيتها عملية اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت قناة "الجزيرة" القطرية إنّ القوات الإسرائيلية "اغتالت" أبو عاقلة "بدم بارد" و"برصاص حي استهدفها بشكل مباشر"، كذلك حمّل مسؤولون فلسطينيون إسرائيل مسؤولية قتلها.

وروى الصحافي علي السمودي، الذي يعمل أيضاً في قناة "الجزيرة"، وكان إلى جانب شيرين وأصيب برصاصة قبلها في أعلى ظهره، أنّ "ما حصل أننا كنا في طريقنا لتصوير عملية الجيش. فجأة أطلقوا علينا النار، لم يطلبوا منا أن نخرج، لم يطلبوا منا التوقف، أطلقوا النار علينا".

وأضاف في تسجيل مصوّر وهو يجلس على كرسي متحرك في المستشفى وتظهر الضمادات على كتفه: "رصاصة أصابتني، الرصاصة الثانية أصابت شيرين".

وقال السمودي: "لم تكُن هناك أي مقاومة، ولو كان هناك مقاومون لما كنا ذهبنا إلى هذه المنطقة".

وقال مجيد عويس، الذي شاهد ما حصل، إنّ أبو عاقلة "أصيبت بالذعر عندما أصيب زميلها علي السمودي، قبل أن تصاب هي الأخرى".
 


من جهتها، طالبت الأمم المتحدة التحقيق في مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة في الضفة الغربية.

وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في تغريدة عبر "تويتر"، إنّ "أجهزتنا موجودة على الارض للتحقق من الوقائع"، مطالبة بـ"وقف الإفلات من العقاب" وبتحقيق "مستقل وشفاف".

وقالت المديرة العامة لـ"اليونيسكو" أودري أزولاي إنّ "قتل صحافي يمكن التعرّف اليه بسهولة في منطقة نزاع، انتهاك للقانون الدولي"، داعية "السلطات المعنية الى التحقيق في الجريمة واقتياد المسؤولين عنها الى القضاء". كما دعت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إلى "النظر في الأمر في شكل شفاف".

وتحمُل أبو عاقلة التي تتحدر عائلتها من بيت لحم وتقيم في القدس، الجنسية الأميركية.

بدورها، طالبت فرنسا بفتح "تحقيق شفاف" في مقتل الصحافية الأميركية الفلسطينية "في أسرع وقت ممكن لإلقاء الضوء الكامل على ملابسات هذه المأساة".

وطالب الاتحاد الأوروبي بتحقيق "مستقل".

وردّاً على سؤال عن موقف إسرائيل من تحقيق دولي، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عمون شفلر إنّ أنظمة التحقيق الداخلية "صلبة"، والجيش سيجري تحقيقه الخاص.

وأكد أنّ إسرائيل "لا يمكن أن تستهدف عمداً غير مقاتلين"، واصفاً مقتل أبو عاقلة ب"مأساة لم يكن يجب أن تحصل".

وعرضت إسرائيل على الفلسطينيين القيام بتحقيق مشترك.
 


"شكراً"

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أكدت مقتل أبو عاقلة برصاص إسرائيلي.

ودانت الرئاسة الفلسطينية "جريمة إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للصحافية شيرين أبو عاقلة"، محمّلة "الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة".

ووصفت حركة "حماس" الإسلامية مقتل أبو عاقلة بـ"جريمة جديدة ومركبة... واغتيال متعمد".

وأعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" أنّ سبعة صحافيين قتلوا منذ 218 خلال تغطيتهم للنزاع العربي الإسرائيلي.
 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم