تصعيد بين إسرائيل و"الجهاد الإسلامي"... مساعٍ مصرية للتهدئة دون نتيجة (صور وفيديو)

واصل سلاح الجو الإسرائيلي ضرب أهداف تابعة لحركة "الجهاد الإسلامي" في غزة لليوم الثاني على التوالي اليوم الأربعاء، فيما أطلق مسلحون فلسطينيون في القطاع صواريخ باتجاه إسرائيل مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار ودفع إسرائيليين إلى الاحتماء في ملاجئ بأماكن بعيدة وصلت إلى تل أبيب.

وجاءت الجولة الثانية من إطلاق النيران عبر الحدود خلال أسبوع واحد، بعد أن شن الجيش الإسرائيلي أمس الثلثاء ضربات استهدفت ثلاثة من قيادات حركة "الجهاد الإسلامي" قائلا إنهم كانوا يخططون لهجمات على إسرائيليين، إثر شهور من العنف المتصاعد.
 
مساعٍ مصرية للتهدئة
وقال داود شهاب مسؤول المكتب الإعلامي للحركة لـ"رويترز" إن القاهرة التي توسّطت في جولات سابقة من القتال بدأت في التوسط لوقف إطلاق النار، لكن لم يرد تأكيد بعد من الجانب الإسرائيلي.
 
وفي هذا السياق، أفيد بأن المساعي لم تنجح بعد، نسبةً لرفض إسرائيلي لمطلب فلسطيني يقضي بوقف سياسة الاغتيالات.
 
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف بشكل استباقي مواقع إطلاق صواريخ تابعة للحركة. وهزت سلسلة من الانفجارات مناطق متفرقة بينها ما قال شهود إنه معسكر تدريب في الجزء الشمالي من قطاع غزة ومنطقة مفتوحة في الجنوب.
 
وردّت الفصائل الفلسطينية من خلال إطلاق صواريخ من غزّة، تم إسقاط بعضها، فيما نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" معلومات عن إصابة إسرائيلي نتيجة سقوط صاروخين على منازل في عسقلان وسديروت.
 

وقال مسؤولون في قطاع الصحة بغزة إن الضربات أسفرت عن مقتل أربعة على الأقل. وأعلن الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن القتلى من عناصر الجبهة.

وبعد دقائق من الضربات الإسرائيلية، دوت صفارات الإنذار محذرة من سقوط صواريخ في المناطق السكنية الإسرائيلية القريبة من غزة في بادئ الأمر لكنها دوت بعد ذلك بقليل في مناطق داخل وحول تل أبيب العاصمة التجارية لإسرائيل والتي تبعد 60 كيلومترا إلى الشمال من القطاع.

وقال متحدث باسم الجيش إن أكثر من 270 صاروخا أطلقت في غضون ساعتين. وأعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، والتي تضم الجهاد الإسلامي وحركة المقاومة الإسلامية حماس التي تتولى السلطة في القطاع، مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ.

لكن مسؤولي الجيش الإسرائيلي قالوا إنهم لم يروا أي دلالات على أن "حماس"، التي يعتقد أن ترسانتها تحتوي على مئات الصواريخ، أطلقت أي صواريخ بنفسها.
 

وأضافوا أن الضربات الإسرائيلية كانت موجهة فقط إلى أهداف مرتبطة بحركة "الجهاد الإسلامي"، وهي حركة مدعومة من إيران وتتمركز في غزة وتزايد نشاطها في الضفة الغربية منذ عام.

"مستعدون للتصعيد"
في غزة، يمكن رؤية أدخنة في السماء مع إطلاق الصواريخ. ووقعت انفجارات في الجو ناجمة عن اعتراض نظام القبة الحديدية الدفاعي الصاروخي، ولم ترد أنباء حتى الآن عن وقوع إصابات في إسرائيل.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لرؤساء مجالس البلدات القريبة من غزة في بيان "نحن مستعدون للتصعيد".

وأدت سلسلة الضربات التي شنتها إسرائيل منذ قبل فجر أمس الثلاثاء إلى مقتل 20 فلسطينيا من بينهم ما لا يقل عن خمس نساء وخمسة أطفال وثلاثة من قيادات الجهاد الإسلامي وأربعة من عناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ومن بين قتلى اليوم فتاة عمرها عشرة أعوام.

وقالت الغرفة المشتركة إن إطلاق الصواريخ جاء ردا على الضربات الإسرائيلية التي وصفتها بأنها "قصف همجي وغادر لمنازل مدنية أدى إلى عدد من الشهداء المدنيين الأبرياء الآمنين في غزة".

كانت حركة "الجهاد الإسلامي" قد أطلقت أكثر من مئة صاروخ الأسبوع الماضي على إسرائيل، كما قصفت طائرات إسرائيلية أهدافا في غزة في تبادل للنيران استمر لساعات بعد وفاة قيادي مضرب عن الطعام من الجهاد الإسلامي في سجن إسرائيلي.

وقال مسؤول إسرائيلي لراديو كان إنه حتى قبل بدء إطلاق وابل الصواريخ اليوم الأربعاء، تم إجلاء ما يصل إلى 30 بالمئة من سكان المناطق الإسرائيلية القريبة من غزة كإجراء احترازي.
 

وفي غزة، ظلت المتاجر والمدارس مغلقة وواصلت إسرائيل إغلاق معبرين لحركة البضائع والأشخاص مع غزة. ومن شأن هذا الإغلاق تعطيل دخول البضائع والوقود والمساعدات الإنسانية وكذلك نقل المرضى الذين يتلقون العلاج في مستشفيات في الضفة الغربية وإسرائيل.

وفي وقت سابق اليوم قال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت فلسطينيين فتحا النار عليها في الضفة الغربية المحتلة، وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي انتماء القتيلين لها.

وأضاف الجيش أن الفلسطينيين أطلقا النار على جنوده من سيارة قبل أن يسقطا قتيلين بالرصاص. وقال إنه عثر على بندقية في السيارة وإنه لم تقع إصابات في صفوفه.