الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الدوحة ترى لدى "طالبان" "براغماتية": لعدم إصدار أحكام مسبقة عليها

المصدر: "أ ف ب"
نائبة وزير الخارجية القطرية لولوة الخاطر خلال مقابلة مع وكالة "فرانس برس" (أ ف ب).
نائبة وزير الخارجية القطرية لولوة الخاطر خلال مقابلة مع وكالة "فرانس برس" (أ ف ب).
A+ A-
اعتبرت قطر أنّ "طالبان" أظهرت "براغماتية، وينبغي الحكم على أفعالها، لأنّها الحاكم الأوحد في أفغانستان"، من دون أن تذهب إلى حدّ الاعتراف الرسمي بالحركة الإسلامية المتطرّفة.

وقالت نائبة وزير الخارجية لولوة الخاطر في مقابلة حصرية مع وكالة "فرانس برس" إنّه "يعود للشعب الأفغاني وليس المجتمع الدولي أن يقرّر مصيره".

ولعبت الدوحة دور الوسيط الرئيسي بين حركة "طالبان"، التي افتتحت مكتباً سياسياً في قطر في العام 2013، والمجتمع الدولي، بما في ذلك واشنطن إلى أن استكملت الحركة الإسلامية سيطرتها على البلاد الشهر الماضي.

وأضافت الخاطر: "أظهروا قدراً كبيراً من البراغماتية. دعونا نغتنم الفرص المتاحة ونحكم على تصرّفاتهم"، موضحةً أنّهم "الحكّام الفعليّون. لا شكّ في ذلك أبداً".

وأعلنت حركة "طالبان" أمس نواة حكومتها الجديدة، وعلى رأسها القيادي المخضرم المدرج على قائمة سوداء للأمم المتحدة الملا محمد حسن أخوند.

ولفتت الخاطر، المتحدّثة باسم سلطات قطر على الساحة الدولية ووجه الحملة الإعلاميّة المرتبطة باستراتيجية مواجهة فيروس كورونا، إلى "بعض الإشارات الطيّبة من حكّام أفغانستان الجدد".

وأكّدت لوكالة "فرانس برس" الإثنين أنّ "حقيقة تمكّن العديد من الذين تمّ إجلاؤهم من مغادرة كابول، بما في ذلك العديد من الطالبات، أمر مهمّ لأنه لولا تعاونهم لما كان ذلك ممكناً".

وقالت الخاطر إنّ "الاعتراف القطري بالحركة (طالبان) لن يأتي على الفور"، مضيفة: "نحن لا نتسرّع في الاعتراف، لكننا في الوقت ذاته لا نوقف انخراطنا مع (طالبان). نحن نسلك الطريق الوسط".

قطر تحت الأضواء 
وتحدّثت الخاطر كذلك عن أنّ "حركة (طالبان)، ومنذ عودتها إلى السلطة، تركت إلى حدّ كبير السّلطات الصحيّة الأفغانيّة، بما في ذلك المُسعفات، يتمتّعن بالحرّية في ما يتعلّق بمواصلة استجابتهن لفيروس كورونا".

وتابعت: "هل الصورة ورديّة؟ لا، ليست كذلك"، مشدّدةً على أنّ "المخرج من الأزمة سيكون عبر عملية بناء الثقة، وسيكون تدريجياً. لكن يجب أن نستجيب بشكل أساسي لجميع الخطوات الإيجابية من جانبهم (طالبان) عبر اتخاذ خطوات إيجابية من جانبنا".

وتكثّفت الدعوات من الدول الغربية والمنظمات غير الحكومية للحركة من أجل احترام حقوق المرأة والأقليات بعد استيلائها المفاجئ على الحكم.

وقالت الخاطر إنّ "أفغانستان دولة ذات سيادة يجب أن تكون لشعب أفغانستان كلمته"، مضيفةً "عندما نتحدّث عن تجاوب أفغانستان مع المجتمع الدولي، فهذا لا يعني أنّ المجتمع الدولي يمكنه أو ينبغي عليه أن يتحكّم في مصير الشعب الأفغاني".

وبرزت قطر، حليفة الولايات المتحدة، كلاعب رئيسي في عمليات الإجلاء والجهود الديبلوماسية بشأن أفغانستان، علماً أنّ الإمارة الخليجية الثرية تستضيف أكبر قاعدة جوّية أميركية في المنطقة.

وعبر نحو نصف أكثر من 120 ألف شخص تمّ نقلهم جواً من أفغانستان، قطر التي تعمل أيضاً على إعادة فتح مطار كابول المتوقف عن العمل منذ الانسحاب الأميركي نهاية الشهر الماضي.

ورسمت الصفقة التي أُبرمت بين إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب و"طالبان" في الدوحة في شباط من العام الماضي، مسار انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان الذي اتسمّ بالفوضى، بينما كانت الحركة المتشدّدة تسيطر على البلاد وسط غياب أيّ مقاومة من جانب القوات العسكرية الحكومية.

وفشلت المحادثات المتقطّعة بين الحكومة الأفغانية و"طالبان" في الدوحة التي أعقبت الاتفاق، في تقديم مخطّط عملي لولادة حكومة جامعة.

لا تقتلوا الوسيط 
ورداً على سؤال حول الانتقادات التي تعرّضت لها قطر لجهة إعطائها شرعية لحركة "طالبان"، قالت الخاطر "لا تقتلوا الوسيط"، مضيفةً "قطر كانت الوسيط، كنّا نسهّل إيصال وتبادل الرسائل".

وسُلّطت الأضواء الدولية على قطر بعدما ساهمت في تسهيل إحدى أكبر عمليات النقل الجوّي في التاريخ في أعقاب سيطرة "طالبان" على البلاد. وأشرفت الخاطر إلى حدّ كبير على عمليات الإجلاء في الدوحة والتقت بعض الذين تمّ إجلاؤهم.

وفي زيارة استمرت يومين إلى الدوحة، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن تقديره لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بسبب الدور الذي لعبته بلاده.

وتوّجت زيارات قام بها وزراء ومبعوثون بينهم بلينكن إلى الدوحة، أسبوعاً من الديبلوماسية الدولية على أرض العاصمة القطرية.

وأوضحت الخاطر أنّ "كثيرون شكّكوا في وساطتنا ومقاربتنا، لكنني الآن أعتقد أنّنا نضع هذه الشكوك قيد الاختبار الحقيقي والعالم بأسره ينظر إلينا للمساعدة في هذه الوساطة وتسهيلها".

وتابعت: "إذا احترمت (طالبان) حقوق الإنسان وحقوق المرأة، وخصوصاً التعليم، فستكون هناك فوائد لذلك. وإذا لم يفعلوا، فستكون هناك عواقب".

ورغم التحدّيات اللوجستية على الأرض، قالت المسؤولة القطرية إنّها "تأمل في استئناف جهود إيصال المساعدات"، معتبرةً في الوقت ذاته أنّه "لا ينبغي تسييس وكالات الأمم المتحدة وعملها".

ورأت أنّ "المزيد من المشاركة من جانب الأمم المتحدة بشكل عام سيكون مفيداً"، لكن "لا ينبغي تسييس وكالات الأمم المتحدة ويجب أن تركّز على المساعدات الإنسانية والتنموية".
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم