الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الراعي دعا الجيش لمنع إطلاق صواريخ من لبنان: للانتهاء من المنطق العسكري واعتماد منطق السلام

المصدر: "النهار"
البطريرك الراعي في الديمان.
البطريرك الراعي في الديمان.
A+ A-
 
أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رفضه "إقدامَ فريقٍ على تقريرِ السلمِ والحربِ خارجَ قرارِ الشرعيّةِ والقرارِ الوطني المنوط بثلثي أعضاء الحكومة وفقاً للمادّة 65، عدد 5 من الدستور"، معتبراً "أنَّ لبنانَ لم يُوقِّع سلاماً مع إسرائيل، لكن الصحيحَ أيضاً أنَّ لبنانَ لم يُقرِّر الحربَ معها، بل هو ملتزمٌ رسميّاً بهدنة 1949"، مهيباً "بالجيشِ اللبنانيِّ المسؤول مع القوات الدولية عن أمن الجنوب بالسيطرة على كامل أراضي الجنوب وتنفيذ دقيق للقرار 1701 ومنع إطلاق صواريخ من الأراضي اللبناني لا حرصاً على سلامة إسرائيل، بل حرصاً على سلامة لبنان".
 
وقال الراعي، في عظة قداس الأحد، من الديمان: "إنّنا نقف إلى جانب أهلنا في الجنوب لنشجب توتّر حالة الأمن. وقد سئموا -والحق معهم- الحرب والقتل والتهجير والدمار"، مديناً "الخروقاتِ الإسرائيليّةَ الدوريّةَ على جنوب لبنان، وانتهاك القرار الدوليّ 1701"، وشاجباً "تَسخينَ الأجواءِ في المناطق الحدوديّة انطلاقاً من القرى السكنيّةِ ومحيطِها". 
 
ورأى الراعي أن لبنان "حاليّاً في مفاوضاتٍ حولَ ترسيمِ الحدودِ، ويَبحث عن الأمنِ، والخروجِ من أزَماتِه، وعن النهوضِ من انهيارِه شبه الشامل، فلا يريد توريطه في أعمالٍ عسكريّةٍ تَستدرِجُ ردوداً إسرائيلية هدّامة"، داعياً إلى "أن ننتهي من المنطق العسكري والحرب واعتماد منطق السلام ومصلحة لبنان وجميع اللبنانيّين".
 

وفي الموضوع الحكومي، أكّد الراعي أنّ "الواقع المرّ والموجع لم يمسّ بعد قلوب المسؤولين وضمائرهم. فإنّهم لم يغيّروا شيئاً في سلوكهم لا بعدَ مؤتمر ِباريس، ولا بعدَ ذكرى 4 آب التي هزّت الرأي العام الداخليّ والعالميّ، ولا بعد تسخينِ جبهةِ الجنوب في هذه الأيّام لحرفِ الأنظارِ عن قدسيّة ووهج قدّاس شهداء وضحايا انفجار المرفأ على أرضه، وقد استقطب أنظار العالم كلّه ومسّهم في أعماقهم".

ووجّه سؤالاً إلى المسؤولين والسياسيّين: "كيف ستُقنعون الشعبَ أنّكم أهلٌ لقيادتِه نحو الخلاص وكلُّ يومٍ تزّجونه في أزمةٍ جديدة؟ كيف ستقنعون العالم أنكم أهلٌ للمساعدةِ ولا تَكترثون للمؤتمراتِ الدوليّةِ المخصَّصةِ لإغاثةِ اللبنانيّين والجاهزةِ لإنقاذِ لبنان؟ بل كيف ستُقنعون أنفسَكم بأنّكم كنتم على مستوى المسؤوليّةِ والآمال؟ هل فيكم شيء من الإنسانيّة لتشعروا مع الناس في بؤسهم؟".

واستنكر عدم تأليف حكومة حتى الساعة متسائلاً: "لماذا لا يتمّ تأليف حكومة بعد كلّ ذلك؟ أهو الخلافِ على توزيعِ الحقائبِ الوزاريّةِ؟ فهذا عيب في الظروفِ العادية، ومخزٍ في الظروفِ المأسوّية التي يعيشها اللبنانيّون، وأنتم لم تشعروا بها إلى الآن؟ تَتصارعون على الوزارات، لكنّكم تَتصارعون على ما لا تَملِكون لأنَّها ملك الشعب. فابحَثوا بالأحرى عن وزراءَ يَليقون بالوزاراتِ لا عن وزاراتٍ تؤمِّنُ مصالحَكم. أم هو خلاف على الصلاحيّات؟".
وشدّد الراعي على رفضه التذرّع بالصلاحيات لتأخير التشكيل الحكومي، وقال: "لا يَحِقُّ لأيِّ مسؤولٍ أن يَتذرَّعَ بنقصٍ في صلاحيّاتِه لتغطيةِ تأخيرِ تأليفِ الحكومة، أو لأيّ آخر أن يتَحجَّجَ بفائضِ صلاحيّاتٍ ليَفرِضَ حكومةً على الشعب. فالصلاحيّاتُ لم تكن يوماً مِعيارَ القدرةِ أو العجز عن تشكيلِ حكومة"، داعياً "كلَّ مسؤولٍ يَشعُر بأنّه يَتمتّعُ بصلاحياّتٍ إلى تحملِّ مسؤوليّاتِه وتأليفِ الحكومة وإنقاذ البلاد على الفور، والقيامِ بواجباته تجاه شعبِه ووطنِه".

 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم