جعجع: لن يكون هناك "اتفاق معراب" جديد لإيصال باسيل للرئاسة ولا وجود لـ"داعش" لولا "حزب الله"

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنّ "مقياس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وحزبه لم يكن يوماً المصلحة اللبنانية العليا بل مصلحة ولاية الفقيه ومصلحة الأمة التي يحكمها الفقيه".

ولفت جعجع، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، إلى أنّه "في ظل الوضع المذري الذي يعيشه اللبنانيون يشنّ نصرالله هجوماً ليس من بعده هجوم، على أميركا من جهة، او على السعودية من جهة أخرى"، متسائلاً: "هل مثل هكذا كلام يساعد الشعب اللبناني في ظل هذه الظروف الصعبة؟".

كما أكد أنّ "سبب التصعيد اللبناني على الخليج العربي واضح، أي أنّ نصرالله يريد أن يطمر الشعب اللبناني أكثر فأكثر، أي أنه يدفعه اكثر نحو جهنم التي وضعه فيها، حزب الله وحليفه "التيار الوطني الحرّ"، الذي يغرق اكثر فأكثر من خلال الموقف السياسي الذي يتخذه، والذي بدوره يكرّس عزلة لبنان أكثر فأكثر، ويقطع عنه بعض المساعدات التي لا تزال تصل الى بيروت، في الوقت الذي لا بدائل لنصرالله عن الحروب والحروب ومن ثم الحروب، فقد شن نصرالله هجومًا على اميركا والسعودية، بإطار الصراع القائم بين العالم الغربي ككل والسعودية ودول الخليج من جهة وبين ايران من جهة أخرى على خلفية مفاوضات جنيف التي وصلت الى خواتمها، وبالتالي المواقف الى تصعيد، وايران ليست واثقة بان اميركا ستعطيها ما تريد، من هنا ستزيد ضغطها عليها لتحصل على اكثر ما يمكن ان تتخذه من المؤتمر، ومن هنا يمكننا ان نفهم تصعيد نصرالله منذ يومين".

وفي مقابلته التلفزيونية، اعتبر أنّ هجوم نصرالله على السعودية هو من منطلق محاولة كسر رأس الحربة الذي يواجه التمدد الايراني في المنطقة، والسعودية رأس حربة في العالم العربي، إذا انها تضع الأخير بمواجهة إيران وهكذا يفسر سبب كلام نصرالله، الذي كان حديثه مليئاً بالمغالطات والمجازفات للواقع، لكي لا نقول انها أكاذيب"، مؤكداً أنّه "لولا (حزب الله) لا وجود لـ(داعش)، فهما وجهان لعملة واحدة، ولا وجود لتنظيم (داعش) في لبنان، ولسنا بحاجة للحزب لكي يدافع عن لبنان بوجه (داعش)، وهناك الكثير من التنظيمات التي حاولت مراراً وتكراراً السيطرة على لبنان وكان واضحاً مصيرهم، وعندما يتركون الدولة اللبنانية تستقيم والأجهزة الامنية المتمثلة بالجيش تتصرف سيزول كل خطر".

عن العلاقات مع المملكة العربية السعودية، قال جعجع: "السعودية لا تَزال تعتبر أن بعض الجزر في لبنان يؤمل منها خيراً خصوصاً بعودة لبنان الدولة والكيان، الذي يعرفه العرب منذ أكثر من سبعين عاماً، وهناك بعض الامل بلبنان من خلال وجود احزاب ومجموعات سياسية مثل القوات اللبنانية التي يؤمل خيراً بعملها للمحافظة على لبنان امام بقية العالم، وخطة المواجهة سهلة جدّاً، وبعد 4 اشهر، هناك انتخابات نيابية، والشعب اللبناني اصبح على بينة من امره"، متوجّهاً إلى اللبنانيين بالقول: "التغيير بيدكم انتم، فعلى الرَّغمِ مِن ما يَحصُل في لبنان الا ان نظامه لا يَزال ديمقراطيًّا، هذا التغيير لا يصح الّا من خلال اقتراعكم داخل الصندوق، فلبنان ليس لديه تجاوزات وانتهاكات على المستوى الانتخابي على الرَّغمِ مِن بعض التجاوزات الطفيفة والتي لن تؤثر، كيفما نضع الورقة تصدر النتيجة".

وأضاف: "بما يتعلق بكيفية استفادة بلدي من خلال علاقتنا مع السعوديين، فهي علاقة صداقة ونظرة مشتركة للأمور فيما يتعلق بلبنان، والكثير من القضايا الخاصة بالمنطقة، ويمكننا أن نفيد بلدنا بالتواصل معها والاقرار بان السعودية ليست بلداً يستهان به في المنطقة، اذ انه بلداً يتمتع بثقل سياسي، وعلينا عدم اغلاق باب المملكة على لبنان، حتى لا نتقلب 180 درجة عليه".



أما عن المعركة الرئاسية المقبلة، فأكد جعجع أنّه "من غير الممكن أن يكون هناك (اتفاق معراب) جديد، على الإطلاق لإيصال رئيس (التيار الوطني الحر) جبران باسيل لسدة الرئاسة، فإذا تجمّعت مجموعة ظروف كما تجتمع كواكب فلكية، تؤدي الى حالات معينة كل 10 الاف سنة، فاذا حدثت يوماً فهي ليست عادة، فكل حدث يكون لديه ظروفه ومازالت هذه هي قناعتي، ورئيس الجمهورية الذي يزحف، ويتقلب ويغير مواقفه، لا يكون رئيساً للجمهورية، واكبر دليل ما نشهده اليوم في لبنان، والمعنى بقلب الشاعر".

وقال جعجع: "شئنا أم أبينا رئيس حزب (القوات اللبنانية) هو رئيس أكبر حزب مسيحي في الوقت الحاضر ورئيس إحدى أكبر الأحزاب اللبنانية، فمن الطبيعي أن يكون مرشّحاً للانتخابات الرئاسية، لكن لن أكون يوماً مرشحاً بالمعنى التقليدي والكلاسيكي".