السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

دراسة في لبنان تربط بين ملوّثات الهواء وأمراض القلب... "الناس تدفع الثمن بصحتها!""

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
ما نتنشقه من تلوث سندفع ثمنه أمراضاً
ما نتنشقه من تلوث سندفع ثمنه أمراضاً
A+ A-



نعي تماماً أن للتلوث تأثيره في زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض على اختلافها، ومن بينها السرطان وتصلب الشرايين والسكري. ونعلم أيضاً أن أمراض القلب إلى ازدياد، ولكن ماذا لو كنا نعيش في بيئة ملوثة وفي نسبة أمراض قلبية وسرطانية مرتفعة؟ قادت مستشفى الجامعة الأميركية بأطبائها الدكتور حسين اسماعيل وكمال بدر والدكتورة نتالي خويري زغيب مع أستاذة مادة الكيمياء في الجامعة الأميركية في #بيروت والمتخصصة في تلوث الهواء، ومديرة مركز حماية الطبيعة، الدكتورة نجاة عون صليبا، بحث يظهر ارتباط تلوث الهواء من المولدات والسيارات بتضيق شرايين القلب.

شكّلت الحالات التي وصلت إلى طوارىء مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت حافزاً للتعمق أكثر في سبب أعراض القلب وعلاقتها بالتلوث. الملوثات في لبنان كثيرة، من مولدات كهرباء غير مطابقة للشروط، إلى انبعاثات السيارات... التلوث في كل مكان، والأمراض أيضاً.

لطالما رفعت عون صليبا الصوت عالياً حول نوعية الهواء ونسبة التلوث الذي نعيش فيه، ولطالما شكلّت نسبة السرطان في لبنان مادة اهتمام وبحث خصوصاً بعد تصدر لبنان المرتبة الأولى في الإصابات في الشرق الأوسط. والأصعب أن الانبعاثات الصادرة من مصادر محدودة لا تستوفي جميعها المعايير البيئية، وغياب الدولة يُعزز هذه الفوضى والناس "لا حول لها ولا قوة" أو لا ثقة لها بمحاسبة الدولة للمتقاعسين.

تتحدث أستاذة مادة الكيمياء في الجامعة الأميركية في #بيروت والمتخصصة في تلوث الهواء، ومديرة مركز حماية الطبيعة، الدكتورة نجاة عون صليبا لـ"النهار" أن هذه الدراسة تختلف عن الدراسات السابقة التي كانت تعتمد على عينات من الهواء، في حين أن هذه الدراسة شملت عينات بول للأشخاص الذين دخلوا إلى الطوارىء في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت. وقد شمل البحث 350 شخصاً وصلوا إلى طوارىء مستشفى الجامعة الأميركية ويعانون من أعراض قلب، غالبيتهم خضعوا لتمييل ولكن بعضهم جاءت نتيجة عارضهم سلبية أو False positive أي لا وجود لعارض قلب.

هذه الدراسة التي كانت بفضل جهود الطبيبين الدكتور حسين اسماعيل وكمال بدر (متخصصين في جراحة القلب) والدكتورة نتالي خويري زغيب. ومعاً نجحنا في الاحتفاظ بعينات البول بطريقة معينة وتحليلها والتي تتطلب بروتوكولاً خاصاً لضمان نجاح وصحة البحث علمياً.

وعليه، تم أخذ هذه العينات وتحليلها للبحث عن مؤشرات وعلامات متعلقة بمصادر التلوث، واستبعد الأشخاص المدخنين لأن التدخين يؤثر في نتيجة الفحص. وبالتالي خضعنا عينات البول للتحليل ومعرفة ما اذا كان وجود ملوثات الهواء في جسم الانسان لها علاقة بأمراض القلب أو قد تكون مسبباً لأمراض القلب.

علماً أن عينات المدخنين تشير إلى أن الشخص يتنشق ملوثات، وعندما نتحدث عن الملوثات نقصد بها كل ما يكون ناتجاً من حرق مثل المولدات أو السيارات...


وتشدد عون صليبا على أن "المفاجأة كانت عند الأشخاص غير المدخنين بوجود هذه الملوثات في جسدهم وارتباطها بأن يكون لديهم أمراض قلبية أو قد تكون مسببة للإصابة بأمراض قلبية. إذاً، كشفت العينات المأخوذة عن العلاقة بين الملوثات وأمراض القلب. وما وجدناه في عينات البول هي انبعاثات ناتجة إما من انبعاثات معامل الزوق أو المولدات أو السيارات.

ولكن ما الذي دفع المعنيين إلى اجراء هذه الدراسة وربط القلب بالتلوث؟ برأي عون صليبا أن ثمّة عاملين أساسيين للتفكير بالعلاقة بينهما:


* دراسات كثيرة في العالم ربطت بين تلوث الهواء وأمراض القلب، وهذه الفرضية معروفة (المكان الذي يوجد فيه تلوث يوجد فيه أشخاص يعانون من أمراض قلبية).

* التأكد من مدى تأثير الانبعاثات الناتجة من المولدات والسيارات، أي ملوثات محدودة بأمراض القلب والعلاقة بينهما.


ما العمل؟

تشير عون صليبا إلى أن "على الناس عدم القبول بوجود ملوثات تدخل إلى منزله سواء من أصحاب المولدات وأن يكون المولد لا يستوجب المعايير التي وضعتها وزارة البيئة. ويمكن للناس الإبلاغ في حال كان دخان المنزل يدخل إلى منازلهم، وعليه تحضر وزارة البيئة وتفرض على صاحب المولد تطابق المواصفات.

نحن ندور في حلقة مفرغة، وبينما نبحث عن الكهرباء والتوفير نضع صحتنا في المقابل. ولكن على الناس أن تحاور وتجد صلة وصل وحوار بينها وبين أصحاب المولدات لإيجاد الحل في ظل غياب الدولة.

وقد تلقيت معلومات تفيد عن استبدال موتورات السيارات بموتورات ديزل من باب التوفير في طرابلس، ولكن ما لا يعرفونه أنهم يتنشقون ملوثات وسموماً وسيدفعون ثمن ذلك على صحتهم. لذلك أتمنى على الأشخاص أن يعوا خطورة ما يقومون به أو يتعرضون له من دون معرفتهم وأن صحتهم على المحك خصوصاً بمخاطر الإصابة بأمراض القلب".

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم