الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

اثنتان أفضل من واحدة... هل تحدّ الكمامتان من انتشار العدوى؟

المصدر: النهار
هل علينا تغيير وسيلة الحماية تجاه الفيروس؟
هل علينا تغيير وسيلة الحماية تجاه الفيروس؟
A+ A-
ارتفع منسوب القلق والحذر بعد ظهور سلالات جديدة متحورة لفيروس كورونا وانتشارها في أكثر من 60 دولة. الإصابات المرتفعة التي سُجلت في مختلف أنحاء العالم يُقابلها توصيات جديدة تشدد على ارتداء كمامتين بدلاً من واحدة لتأمين الحماية اللازمة. فهل تكون الحماية المزيفة مع بعض الكمامات سبب انتشار الفيروس أكثر، خصوصاً أن الدراسات تؤكد أن أكثر من 50% من الناس يحملون الفيروس من دون أن يدركوا ذلك؟
علَت في الأونة الأخيرة أصوات بعض الخبراء ينصحون فيها بتغيّر سلوكياتهم في الحماية خصوصاً في مسألة الكمامة. وأوضح كبير خبراء الأمراض المعدية بالولايات المتحدة أنتوني فاوتشي أن "ارتداء كمامتين في آن واحد قد يكون أكثر فاعلية لوقف انتشار فيروس كورونا".
وعندما سئل عما إذا كان القناع المزدوج أو استخدام قناع N95 يُحدث فرقاً، اعتبر أنه من المحتمل أن يحدث ذلك، قائلاً: "إذا كان لديك غطاء بطبقة واحدة ووضعت طبقة أخرى عليه، فمن المنطقي أن يكون أكثر فاعلية، وهذا هو السبب في أنك ترى الأشخاص إما يقومون بارتداء كمامتين معاً أو صنع نسخة من قناع N95".
هذا التسويق والتشديد على الكمامتين أو على كمامة القماش التي تعتبر أقل فعالية مقارنة بالكمامة الطبية، كررته مستشارة رئيس حكومة تصريف الأعمال للشؤون الصحية بترا خوري في تغريدات لها على "تويتر" بالقول: "بعد أن أصبح هناك المزيد من الأدلة على أن المتغير B117 هو أكثر فتكًا بنسبة 30٪ هناك المزيد من الدعوات لتغيير الممارسات السابقة في ما يتعلق بوضع الكمامة. تحمي الأقنعة المصنوعة من القماش بشكل أقل؛ فهي تلتقط قطرات الرذاذ الخاصة بكم ولكنها توفر حماية ضعيفة في ما يتعلق بالاستنشاق، لذلك يجب أن يستخدمها أقل من 95٪ من الناس لتكون فعالة".
وأضافت: "هل حان الوقت لبدء وضع كمامتين والتحول إلى الأقنعة المختصة؟ في شهر كانون الأول الماضي عندما تصدرت أخبار المتغير B117 عناوين الصحف باعتباره معدياً للغاية، قمت باستبدال أقنعة القماش إلى الأقنعة المزدوجة، حيث إن أكثر من 50 ٪ من الانتشار يأتي من الأشخاص الذين يحملون كوفيد بدون أي أعراض".
فهل علينا استبدال الكمامة القماشية بالطبية؟ وهل علينا ارتداء كمامتين بدل واحدة لزيادة الحماية أكثر وضمان عدم التقاط العدوى؟
 

يوضح الإختصاصي في الأمراض الجرثومية في مركز بلفو الطبي الدكتور متى متى لـ"النهار" أن "السلالات الجديدة أكثر انتشاراً من السلالة الأولى لفيروس كورونا، إلا أن نوعية الكمامة تحدد نسبة الحماية. علينا أن نعرف أن الكمامات لا تؤمن الحماية نفسها، الكمامة القماشية تحمي أقل من الطبية، والطبية تحمي أقل من كمامة N95 . وهذا بات معروفاً، وحتى بالكمامة القماشية ليست جميعها متشابهة وتختلف حسب نوع الكماش وسماكته وعدم وجود ثغرات في صنعها.
كذلك، وضع الكمامة يؤثر أيضاً على تأمين الحماية، فحتى لو ارتدينا كمامة N95 بطريقة خاطئة تزيد من مخاطر التقاط العدوى. لذلك يجب أن تكون الكمامة جيدة على الوجه ودون منفس أو تسرب للهواء. كما أن الكمامة غير قادرة على حماية العينين، وعليه يجب ارتداء Face shield أو نظارات لتأمين حماية أكبر خصوصاً في الأماكن العامة والمكتظة والتي تعتبر أكثر الأماكن خطورة لالتقاط العدوى.
وبالتالي تحمي الكمامتان أكثر من الكمامة الواحدة، وحتى في حال تعرُّض الأولى إلى الرطوبة أو الغبرة، تكون الثانية ما زالت نظيفة وقادرة على تأمين الحماية اللازمة. وتلعب نوعية الكمامة دوراً في الحدّ من انتشار الفيروس وعدم التعرض له بنسب كبيرة مقارنة بالكمامات الأخرى.
مضيفاً أن "استخدام الكمامة الطبية أكثر من يومين يؤثر على فعاليتها، وتصبح غير قادرة على توفير الحماية المطلوبة مقارنة بالكمامة الجديدة. لذلك يجب تغيير الكمامة بطريقة مستمرة، ويمكن للشخص ارتداء كمامة طبية وفوقها كمامة قماشية، في حين تعتبر كمامة N95 للطاقم الطبي والتمريضي لأنهم على تماس مع مرضى كورونا وهم معرضون أكثر لخطر العدوى. ولكن الشيء الأكيد أن كمامة القماش وحدها لم تعد كافية ولا تؤمّن الحماية كما نظن. والأهم يجب عدم ارتداء الكمامة نفسها لوقت طويل دون استبدالها لأنها تصبح غير كافية ولا تعطي فعالية مطلقاً في الحماية.
هل من علاقة بين انتشار السلالات الجديدة وعدم فعالية الكمامة؟
برأي متى أنها "توثر لأنه عندما يصبح لدى الفيروس سرعة أكبر على الانتشار والعدوى، تصبح الحماية المتوسطة التي كانت تعطيني فعالية غير فعاّلة. حالياً ليس هناك توصيات جديدة وما زالت الإجراءات الوقائية الضرورية تكمن في ارتداء الكمامة الجيدة والتي تؤمّن الحماية اللازمة، غسل اليدين والتباعد الاجتماعي".
أما بالنسبة إلى أخذ اللقاح والإصابة بالفيروس، يؤكد أن "اللقاح لا يعطي نتيجة من اللحظة الأولى، ونحتاج إلى أيام حتى نحصل على حماية أولية وتكوين أجسام مضادة، ونعرف تماماً ان فعالية الجرعة الأولى ليست كبيرة ونحتاج إلى أخذ الجرعتين لتأمين الحماية الكاملة تقريباً، ومع ذلك قد يُصاب بعض الأشخاص بالفيروس بالرغم من أخذهم اللقاح".




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم