كيف نحمي أنفسنا من السلالات المتحوّرة لكورونا؟

ظهرت أكثر من 3 سلالات متحورة لفيروس كورونا في الشهرين الأخيرين، وما أكدّه الخبراء أن هذه السلالات تعتبر أكثر انتشاراً بنسبة عالية تصل إلى 70 في المئة.

وإذا كان العالم قد أدرك سبل الوقاية من الفيروس بسلالته الأصلية بعد أكثر من عام على ظهوره، عادت معدلات القلق والخوف ترتفع خشية عدم التمكن من السيطرة على الأمور مع هذا الارتفاع الملحوظ في معدلات الانتشار للسلالات المتحورة. علماً أن الخبراء لم يفاجأوا بهذه السلالات الجديدة لاعتبار أن ذلك يعتبر حالة طبيعية مع أي فيروس يمكن أن يظهر.

لماذا يجب أن نقلق بشأن السلالات المتحورة؟

ما يدعو للقلق بحسب الخبراء مع السلالات المتحورة أنه من المتوقع أن تزيد معدلات الإصابة إلى حد كبير ما قد يزيد من الضغوط على القطاع الصحي ومما يؤدي في الوقت نفسه إلى المزيد من الوفيات بسبب فقدان القدرة على السيطرة على الوضع نظراً لعدم توافر الإمكانات. لكن لا تزال الدراسات مستمرة للتأكد ما إذا كانت السلالات المتحورة أيضاً تسبب في الوقت نفسه المزيد من المضاعفات وما إذا كانت اللقاحات المتوافرة تسمح فعلاً بالوقاية منها كما تسمح بالوقاية من السلالة الأصلية، بحسب ما ورد في Healthline.

كيف يمكن أن نحمي أنفسنا من السلالات المتحورة؟

السلاح الأساسي في مواجهة السلالات المتحورة كما بالنسبة إلى السلالة الأصلية هو الحدّ من التعرض للفيروس عبر الحدّ من المخالطة الاجتماعية. لكن كون السلالات المتحورة قابلة للانتشار أكثر من السلالة الأصلية بنسبة كبرى، المطلوب هنا المزيد من الحرص لاعتبار أن انتقال الفيروس قد يحصل بعدد أقل من الجزئيات تنتقل من شخص إلى آخر.

1- التشدّد في إجراءات الوقاية

ينصح الخبراء بالتشدد في إجراءات الوقاية من السلالات المتحورة إلى أن يتم تلقيح ما لا يقل عن ثلثي الناس، وذلك عبر استخدام الكمامة والحدّ من المخالطة الاجتماعية بحيث تقتصر المخالطة على من يمكن الوثوق بمخالطاتهم.

2- تحديد الأشخاص الذين تتم مخالطتهم

بقدر ما يزيد عدد الأشخاص الذين تتم مخالطتهم يزيد خطر التقاط العدوى بشكل أو بآخر. فبقدر ما يزيد معدّل الإصابات لا تعود مخالطة عدد أكبر من الناس آمنة، لأن فرص أن يكون أي كان مصاباً تزيد حكماً. الانعزال التام يعتبر صعباً لكن باختيار أشخاص محدّدين يمكن مخالطتهم هم أهل بالثقة لجهة معدّل المخالطة لديهم والأشخاص الذين يخالطونهم يمكن أن يساعد. أما التوسع في العلاقات الاجتماعية فيزيد الصعوبة والخطر حكماً.

3- الحدّ من التبضع في المتاجر

من الأفضل الحدّ من التبضع في المتاجر لأنه بقدر ما تزيد الأوقات التي يمكن تمضيتها في المتاجر الكبرى يزيد الخطر أكثر. لذلك، من الأفضل اللجوء إلى اختيارات أخرى كالديليفري أو الشراء أونلاين.

4- التغيير في نظام العمل والدراسة

اختلفت ظروف العمل والدراسة اليوم، وأصبح الاتجاه بمعدلٍ أكبر إلى العمل من بعد والدراسة من بعد. وفي الحالات الأخرى، يمكن التفكير باحتمالات العمل أو الدراسة في الخارج حيث يكون ذلك ممكناً لاعتبار أن المخالطة في الأماكن المغلقة يزيد الخطر. فبات معروفاً أن معدلات الإصابة تزيد نتيجة المخالطة في أماكن العمل من هنا أهمية العمل من بعد وإقامة الاجتماعات أونلاين أو عند الحاجة في الباحات الخارجية. كذلك بالنسبة للدراسة عندما تسمح الظروف المناخية بإقامة الصفوف في الخارج.

5- إقامة الصلوات في الباحات الخارجية

تبين أن خطر انتقال العدوى يزيد في الأماكن المغلقة وتحديداً في الأماكن التي يمكن ثمة اتجاه فيها إلى الصراخ أو رفع الصوت ومنها دور العبادة. وقد لا يحبذ الكل الاكتفاء بالصلاة في المنازل، أيضاً يمكن أن تقام الصلوات في الباحات الخارجية للحد من الخطر.

6- استخدام الكمامة المناسبة

مما لا شك فيه أن استخدام الكمامة يعتبر من الوسائل التي تساعد على الحد من انتشار الفيروس. وصحيح أن الكمامة القماشية يمكن أن تساعد، إلا أن معدل الوقاية هنا يختلف بحسب نوع القماش وعدد الطبقات المستخدمة وما إذا كانت الكمامة مناسبة تماماً للوجه. للذلك، يجب الحرص على استخدام الكمامة المناسبة والفضلى هي الكمامة الجراحية وكمامة N95، وإلا فيمكن استخدام كمامتين في الوقت نفسه إذا لم تكن الكمامة مصنوعة من طبقتين. وأياً كان تنوع الكمامة المستخدمة من المهم أن تكون مصنوعة من طبقتين وأن تكون مناسبة تماماً للوجه.

7- استخدام السائل المعقم بشكل متكرر

تشدّد الـCDC على أهمية الحفاظ على نظافة اليدين بغسلهما بشكل متكرر بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل. أما في الأوقات التي لا يكون ذلك فيها ممكناً فيجب الحرص على استخدام السائل المعقم لليدين في خارج المنزل عند لمس أي غرض أو سطح.

8 -تلقي اللقاح

من المهم الحصول على لقاح كورونا ما أن يصبح متوافراً لاعتباره السبيل الوحيد لمواجهة الفيروس وكونه يبدو فاعلاً في مواجهة السلالات المتحورة أيضاً. هذا وقد لا تكون هناك حاجة إلا إلى تعديل فيه عندما يثبت ذلك، لتأمين الوقاية من السلالة المتحورة. مع الإشارة إلى أنه تم التأكيد على أن بعض اللقاحات قادرة على تأمين الوقاية من السلالة المتحورة أيضاً. وبالتالي يعتبر ضرورياً تلقي اللقاح بأسعر وقت ممكن لوقف انتشار الوباء.
 
نُشِر في "النهار العربي"