زوجان وراء نجاح لقاح كورونا... "شغف وتواضع وسنوات من الحلم"

أحدث خبر التوصل إلى لقاح كورونا من شركة "فايزر"الأميركية لصناعة الأدوية وشريكتها شركة التكنولوجيا الحيوية "بيونتك" ضجة عالمية وتساؤلات كبيرة، ولكن ما أثار دهشةً واعجاباً قصة الثنائي أوغور شاهين وزوجته أوزليم توريتشي اللذين قادا بأبحاثهما وتجاربهما إلى تحقيق الحلم المنتظر. قصتهما تستحق الوقوف عندها.

كرس الباحثان أوغور شاهين وزوجته أوزليم توريتشي حياتهما في عالم السرطان والأمراض المعدية، وقضيا سنوات في تطوير العلاجات المناعية للسرطان، وفق ما ذكر موقع Cnn. البداية كانت في العام 2008 حيث أسس الزوجان شاهين (53 عاماً) و توريتشي (53 عاماً) شركة بيونتك (BioNTech) في مدينة ماينز في ألمانيا. 
ولكن كيف وصل المهاجران من أصول تركية إلى ألمانيا، وكيف أصبحا اليوم بطلين في عالم الطب والعلم؟
ولد شاهين في مدينة اسكندرون في تركيا، وانتقل إلى كولونيا في ألمانيا عندما كان في الرابعة من عمره، حيث عمل والده في مصنع فورد، حسب وكالة رويترز. 
إلتقى شاهين بتوريتشي ، وهي ابنة طبيب تركي، خلال مسيرتهما الأكاديمية. شغفهما المشترك في الأبحاث التي تتناول علم الأورام جعلهما موحدين للغاية، حتى إنهما في يوم زفافهما قضيا بعض الوقت في المختبر قبل الاحتفال بهذا اليوم الكبير لهما، كما أفادت "رويترز".
ولأنهما عملا جاهدين في العلاج المناعي، تركزت جهودهما في السابق على مرضى السرطان، حيث استخدما جزيئات الحمض النووي الريبي RNA لتحفيز انتاج بروتينات معينة في الخلايا، والتي يمكن استخدامها لتدريب الجهاز المناعي على مهاجمة الخلايا السرطانية.
 
لم يكن العالم بعد في مواجهة مع الفيروس المستجد، إلى أن سمع شاهين عن انتشار جائحة #كورونا في الصين، وحصل على مستند علمي من ووهان حول فيروس كورونا. قرر شاهين أن يخطو خطوة صغيرة إلى الأمام والاستناد إلى أبحاثه الخاصة التي كان يعمل عليها طويلاً، والتعويل على الدور الذي يقوم به الحمض النووي الريبي في إرسال التعليمات الجينية للخلايا وتعديله بغية استخدامه في مكافحة #كورونا. 
بعد المنعطف الكبير الذي شهده العالم في تفشي الفيروس في ووهان، قامت شركة "بيونتك" بسرعة بتعيين حوالي 500 موظف للعمل على عدة مركبات محتملة، وفازت بعملاق الأدوية "فايزر" وشركة الأدوية الصينية "فوسن" كشريكين في آذار. 
وتقوم فكرة اللقاح على خداع الجهاز المناعي ببروتينات فيروسية، بحيث يمكن للأجسام المضادة أن تهاجم الفيروس.
 

وصفه أستاذ علم الأورام في جامعة ماينز ماتياس ثيوبالد، والذي عمل مع شاهين لأكثر من 20 عاماً، أنه "لم يتغير أبداً برغم من كل انجازاته، متواضع إلى أقصى الحدود. 
برأي شاهين أن "اللقاح لن يكون الأخير ضد فيروس كورونا، وأن عدداً منه وصل أيضاً إلى المرحلة الثالثة من التجارب". مشيراً إلى أن هدف شركة "بيونتك" بالتعاون مع شركة "فايزر" انتاج 1.3 مليار جرعة حتى نهاية العام 2021 في حال الحصول على الموافقة أو التصريح.