الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

التعرض لفيروس كورونا بمعدلات كبيرة يزيد خطر المضاعفات

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
الجسم الطبي أكثر عرضة للخطر
الجسم الطبي أكثر عرضة للخطر
A+ A-

ليس سهلاً التعاطي مع وباء يحيط الغموض بالمعطيات المتعلقة به. فلا يزال الخبراء حتى اليوم، وبعد قرابة 9 أشهر على ظهوره، يكتشفون معلومات جديدة تظهر مغالطات عديدة في طريقة التعاطي مع الفيروس في مرحلة سابقة. هذا في مقابل معلومات جديدة تظهر فتسمح بالكشف عن طرق جديدة أكثر فاعلية لمواجهته وللوقاية منه. عن آخر المستجدات في موضوع كورونا تحدثت الطبيبة الاختصاصية في الأمراض الجرثومية في المركز الطبي للجامعة الللبنانية الأميركية -مستشفى رزق الدكتورة رولا حصني سماحة، فأشارت إلى أنه تبين أن التعرض إلى الفيروس بمعدلات مرتفعة قد يزيد من المضاعفات التي يمكن التعرض لها.

كيف يزيد الخطر مع التعرض إلى الفيروس بمعدلات أعلى؟

بقدر ما تكون كمية الفيروس التي يمكن التعرض لها بحسب سماحة، يزيد الخطر، كما أثبتت التجارب. وقد تزيد المضاعفات أيضاً. فزيادة المضاعفات ترتبط بارتفاع كمية الفيروس. لذلك يبدو الجسم الطبي أكثر عرضة للخطر عند تقديم الرعاية للمصابين، خصوصاً لمن هم على جهاز التنفس أو عند إجراء تدخل طبي يقضي بسحب البلغم أو وضع العلاج الدوائي الذي يساعد على التنفس. في هذه الأنواع من التدخلات الطبية من الطبيعي أن تزيد كميات الرذاذ الملوث بالفيروس التي يمكن التعرض لها. أيضاً، تشير سماحة إلى تقنية المنظار التي يمكن اللجوء إليها للمصابين أحياناً والتي يتعرض فيها الطبيب أو الممرض لكميات زائدة من الرذاذ الملوث بالفيروس.

ومما لا شك في أن الجسم الطبي هو دوماً الأكثر عرضة للخطر لجهة تعرضه إلى هذه المعدلات المرتفعة للفيروس أثناء تقديم الرعاية للمصابين. وهذا ما يدعو إلى اتخاذ تدابير أكثر تشدداً واعتماد وسائل الوقاية المناسبة والفاعلة. في هذه الحالة يخف الخطر بتراجع احتمال التقاط العدوى. مع الإشارة إلى أن معظم الإصابات في الجسم الطبي حصلت من خارج المستشفى، إذ تتخذ إجراءات وقاية متشددة أثناء تقديم الرعاية للمصابين وتستخدم مستلزمات الوقاية الطبية، فيما يحصل تهاون في خارج هذه الأوقات. لذلك، لوحظ بحسب سماحة ان معظم الذين اصيبوا من الجسم الطبي، التقطوا العدوى من أقارب أو من المحيط عامةً وليس من المصابين الذين يقدمون الرعاية لهم. لكن في الوقت نفسه، لا بد من التوضيح أن ثمة عوامل أخرى غير التعرض لكميات كبيرة من الفيروس، تساهم في زيادة المضاعفات كانحفاض المناعة ووجود مشاكل صحية معينة سابقة كالسكري وأمراض القلب والسمنة والسرطان. فهذه العوامل كلّها تسهم في زيادة خطر التعرض لمضاعفات عند الإصابة بكورونا، إضافة إلى الخطر الموجود في حال التعرض للفيروس بمعدلات مرتفعة.

هل يقتصر الخطر على الأطباء والممرضين لجهة التعرض إلى معدلات كبرى من الفيروس؟

يختلف ذلك بحسب عوامل عديدة ولا يمكن التعميم. فحتى خارج إطار المستشفى يمكن التعرض للخطر في حال زيادة إفرازات المصاب في محيطه. فقد يزيد الخطر أيضاً في حال التواجد في مكان أو منزل فيه مصاب وتزيد الإفرازات لديه في ظل عدم وجود تهوئة للمكان بالشكل المناسب. من المؤكد أن الإفرازات الملوثة والهواء الملوث تشكل عوامل خطر لالتقاط العدوى. وبشكل عام في كافة الاماكن المغلقة يزيد الخطر لاحتمال وجود مصابين. من هنا أهمية التشديد على التقيد بالإجراءات الوقائية باعتبار أن اتخاذها حق للآخرين وعدم اعتمادها انتهاك لحقوقهم.

اما عن عملية انتقال العدوى، فتشير سماحة إلى أن العدوى تنتقل بمعدلات أعلى في الأسبوع الأول ثم بعد أسبوعين يخف الخطر ويتواجع احتمال نقل العدوى إلى حد كبير. وفي الأسبوع الثالث بشكل خاص يصبح الاحتمال شبه معدوم لتراجع معدلات الفيروس في الجسم، وإن كانت الوقاية تبقى محبذة حتى في هذه الفترة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم