الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

فنّ صناعة الرخام في حالات... شانتال جعجع تصبو نحو العالمية

المصدر: "النهار"
كميل بو روفايل
كميل بو روفايل
شانتال جعجع ومهندسة التصاميم (تصوير مارك فياض).
شانتال جعجع ومهندسة التصاميم (تصوير مارك فياض).
A+ A-
يعدّ الفن المعماري إحدى أهمّ ميزات التراث اللبناني الحديث، فنرى من أعلى التلال القرى باللون الأحمر، ويظهر قرميد البيت اللبناني القديم، أما أسفله فقناطر تشكّل واجهة الشرفة المطلّة على ساحة صغيرة تغطيها أشجار الكرمة.
 
(تصوير مارك فياض).
 
حافظ اللبناني على تقاليده الجميلة. لذلك تراه، عندما يقرر بناء منزله في القرية، متجهاً نحو تزيينه بالصخور وتلبيسه الحجر. ولكلّ من يظنّ أنّ الصناعة في لبنان خفيفة، عليه التوجه نحو حالات ليرى المعمل التابع لزوج شانتال جعجع، التي قررت الافادة من عمل زوجها في قطاع الصخور ونحتها، لتصنع تصاميم جميلة لتزيين المنازل بالرخام المنحوت يدوياً، الذي يأخذ أشكالاً جميلة وطبيعية، تلاحظ عليها كل تفاصيل النموذج الذي تجسده؛ فإن كانت على شكل ورقة شجر، تحرص شانتال وفريقها بلمساتهما الخاصّة على أن تراعي كل ميزات وتفاصيل هذه الورقة.
 
شانتال جعجع أمّ لولدين وشابّة طموح، قررت أن تمضي قدماً في مجال شغفها. بدأت الفكرة عندما صممت لابنها بيار (أي الصخرة)، صليباً هدية لكل من سيبارك لها بعمادته على مذبح الكنيسة، وكان هذا الصليب من الصخر الذي يقوم زوجها بتجميله في المصنع. لفت هذا التصميم نظر المهنّئين، وأخذوا يطلبون منها صنع نماذج مختلفة.

تشرح جعجع: "بعد ذلك تطورت الفكرة، وبدأت بالتجهيزات المنزلية المصنوعة من الرخام". مشروعها مكمّل لعمل زوجها، وقد تسلّمت الجزء الذي تحبه، وتصمم مع الفريق مجموعة فريدة من الأشكال المزخرفة يدوياً. وتحرص على أن تأخذ التصاميم الطابع الطبيعي، لذلك عندما تدقق فيها ستشعر بالهدوء وسكينة الطبيعة التي تعطيك السلام.
 


تسوّق جعجع لماركتها il marmo "المارمو" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتبيعها أونلاين. وتُرسل إنتاجها لمن يطلبه إلى الخارج عبر إحدى شركات الشحن. تسعى للتصدير في ظل الظروف التي يمرّ بها لبنان من أزمة سعر صرف، وتضخم، حتى تتمكن من تغطية تكاليفها ومعاودة استيراد هذا النوع من الصخر. بالإضافة إلى ذلك، يشكل الطلب الداخلي نسبة لا يستهان بها من المبيعات وبأسعار تنافسية.

تدقق في التفاصيل وهدفها صنع تحفة ذات جودة عالية. ينافس إنتاجها السلع المماثلة عالمياً، إن من ناحية جودة الرخام، وإن من ناحية العمل والمجهود الكبيرين في سبيل تحويل هذه الصخور إلى أشكال مختلفة قد تكون طاولة، أو رفوفاً للعرض، وغيرها. ولا يغيب عنها أيّ تفصيل أو لمسة لجعل القطعة ذات قيمة جمالية مرتفعة.
 
تضيف جعجع: "العبرة ليست بالاستحواذ على موادّ التصنيع، بل بالمعرفة التقنية، والحسّ الفني، والمجهود. هذا ما يميّز صناعياً عن آخر في هذا المجال. واللبناني معروف بإبداعه". تصنع الشكل الذي يريده المستهلك أيضاً. ولأنها تضع لمساتها اليدوية في المُنتج، تأتي الصخرة معبّرةً عن الفكرة والرسالة التي تسعى إلى وضعها فيها. وتؤكّد: "لا ينقصنا شيء لمنافسة السوق العالمي بالأفكار والنوعية".

تؤمن السيدة المفعمة بالنشاط بأن هناك نجاحا بعد كل خيبة أمل، والفشل ليس قدراً بل فرصة للتعلم والتقدم. لذلك تنصح المستثمرين بعدم اليأس من الوضع الراهن في لبنان. في رأيها، أن البدء في مشاريع صغيرة هو حلّ مثالي لبعض روّاد الأعمال، ومع الوقت والخبرة ستصبح مشاريعهم أكثر صلابة، حتى ولو كان الاستثمار في بلد غير مستقر كلبنان. وتلفت إلى أن الإيمان بالنفس وبالفكرة يسمح للفرد بأن يعيش بكرامة.
 


شانتال نموذج الأمّ الشابّة، التي تخوض في مجال الأعمال بكل ثبات وإيمان. ورغم الأوضاع الصعبة التي يمرّ بها البلد اقتصادياً، لا شيء، في نظرها، سينقذ الوضع إلّا القفزة نحو الاقتصاد المنتج، والاتكال على الذات، والطاقات الداخلية. بالفعل، لبنان غني جدّاً بشعبه المتنوع، وبطاقة أبنائه، ولا شيء سيمنع هذه الطاقات من الطموح وتنفيذ الأفكار. الشعب الذي يعشق الحرية لا يتخلى أبداً عن المبادرة الفردية.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم