ترميم 312 مسكنًا و75 منزلًا قيد الإنشاء أبرز إنجازات حملة "دفى" يعقوبيان لـ"النهار": سنستمر طالما الحاجة تفرض علينا الوقوف مع المتضررين

منذ اليوم الأول من صباح ذلك الإنفجار المشؤوم، قررت حملة "دفى" أن تتضامن مع المتضررين في 4 آب من خلال تشكيل لجنة إغاثة من أطباء متطوعين سهروا على متابعة أوضاع الجرحى وتوجيه الحالات الحرجة الى المستشفى، إضافة الى مجموعة شباب لبوا طلب التطوع من اجل تضميد الوجع العميق بعد هذه الفاجعة. 
 
ماذا يحصل اليوم؟ إزدادت دينامية فريق العمل المتطوع أكثر من أي وقت إكراماً للبنان، لناسه، وللكرامة الإنسانية. نبرة مؤسِّسة حملة "دفى" بولا يعقوبيان عكست ثقة كبيرة بالأيادي البيضاء، التي وقفت مع الحملة منذ إطلاقها الى اليوم ولا سيما في نجدة نكبة بيروت وأهلها.
 
ذكرت: "حملنا المكانس ونظفنا الطرق، ولملمنا الزجاج المكسر في البيوت، وحرصنا على تركيب النيلون على النوافذ في إنتظار إجراء مسح تقني لفريق من المهندسين المنتسبين ضمن لائحة "نقابة تنتفض" وهو يتلازم مع رصد يقوم به بعض أعضاء الحملة لحاجات كل مسكن على حدة، بدءاً من أثاث بعض أقسام المنزل وغرف النوم، وصولاً الى أدوات كهربائية في مطبخ، مروراً بتركيب الأبواب والزجاج للنوافذ وسواها".  
 
من المستفيدين من خدمات الحملة؟ تسارع في الإجابة: "إنطلقت الحملة واضعة ضرورة مساعدة أي مواطن لبناني بغض النظر عن طائفته، ومذهبه وسياسته، وهذا يسري اليوم على المتضررين جراء إنفجار 4 آب".
 
"فترميم البيوت المتضررة،" وفقاً لها، "إمتد من شوارع الأشرفية ومنها الرميل، الجميزة، المدور وسواها مروراً بالدورة وصولاً الى تركيب الزجاج المكسر في بعض المساكن في مناطق الباشورة، زقاق البلاط وخندق الغميق وبرج أبي حيدر". قالت: "تمكننا من ترميم بعض البيوت في وجود سكانها، فيما توفرت إقامة لـ300 شخص في فندقين، وهم ممن تضررت بيوتهم ويفتقرون لأي فرصة للإقامة عند أحد".  
 
كيف توسعت تلك الحملة ومن يدعمها؟ أجابت يعقوبيان "إن الحملة، التي ما زالت تقتصر منذ تأسيسها الى اليوم على مجموعة من المتطوعين كانت على موعد سنوي مع يوم خاص للتبرعات العينية، الى أن فرض الوضع في لبنان توسع مهامها ولا سيما مع بدء إنتشار الحرائق وتكاثرها في المناطق وتفاقم الوضع الاقتصادي ووقوع فاجعة مرفأ بيروت". قالت: "إزدادت الحاجة عند الناس، ما دفعنا الى الإعتماد على التبرعات العينية من الإغتراب والأيادي البيضاء في لبنان، وهذا ما سهل علينا توسيع دائرة الخدمات في مركز الحملة على جسر الفيات في إتجاه العدلية لتشمل إنشاء صيدلية توفر الدواء للمريض بعد موافقة الطبيب، الذي نتعاون معه في الحملة، على تناوله هذا الدواء وملاءمته لحالته، وصولاً الى تخزين كل الثياب والمواد الغذائية، والتبرعات العينية الناس الداعمة لنا في الحملة مروراً بتأسيس مطبخ "دفى" لتجهيز الوجبات الساخنة للناس". 
 
متى يتوقف العمل؟ أجابت: "إننا سنستمر في واجبنا الوطني تجاه الناس طالما الحاجة تفرض علينا الوقوف مع المتضررين".
 
أما المسؤولة عن برنامج إعادة ترميم هذه البيوت في الحملة، المتطوعة آية موسى، فقد لفتت الى أنه "تم ترميم 312 مسكنًا الى اليوم، حيث يقطن ما معدله 4 أشخاص في كل منزل، إضافة الى أن الأعمال الترميمية تمضي على قدم وساق في  75 منزلًا". وشددت: "مطلع هذا الأسبوع سننطلق في عملية إصلاح بناية في منطقة مار مخايل،" مشيرة الى أن "عملية الترميم تشمل إنهاء الأعمال الهندسية الخارجية والداخلية في كل مبنى مع تركيب النوافذ والأبواب وتجهيز بنى تحتية للمكان، إضافة الى توفير الأثاث أو التجهيزات الكهربائية وسواها. حرصنا على تركيب الزجاج المتكسر لـ 10 محلات ومتاجر من ميني ماركت ومحلات تزيين للشعر مثلاً من أجل توفير مصدر رزق لأصحابها بعد الفاجعة". 
 
المسؤولة عن النشاطات الاجتماعية في الحملة ومطبخ "دفى" المتطوعة أولفت منذر شددت على أن "المطبخ، الذي تم تأسيسه منذ عام تقريباً، يعمل بإنتظام لتوفير وجبات ساخنة وفي مناسبات عدة منها خلال شهر رمضان المبارك وذلك من خلال تبرعات عينية من أصحاب الأيادي البيضاء"، مشيرة الى أننا "نتابع أيضاً في قطعة الأرض الملاصقة لمركز العمل لـتأمين مساحة للزراعة، إضافة الى تخصيص جانب منها لتربية الدجاج وتوفير البيض منها". 
 
ماذا عن الميلاد؟ "سبق أن نظمنا عشاء ميلادياً لـ200 شخص من الأكثر عوزاً في المركز وذلك من خلال تعاوننا مع جمعيات أخرى"، مشيرة الى أننا "سنؤسس يومي الأربعاء والخميس 23 و24 منه "وحدة البعض" في الميلاد من خلال دعوتهم لتناول وجبة من وحي العيد، إضافة الى توزيع الثياب والهدايا على الأطفال". 
 
توقفت المسؤولة التنظيمية لليوم الخاص للتبرعات العينية في حملة "دفى" المتطوعة هالة عبيد عند أهمية هذ اليوم، الذي نظم يوم الأحد 20 الجاري في مجمع الفوروم"، مشيرة الى أن "الحملة منذ تأسيسها وفرت الثياب والمواد الغذائية ومستلزمات خاصة من حليب للأطفال، ولوازم لتنظيف الثياب والغسيل والحفاضات وسواها لنحو 400 ألف مواطن ومواطنة". وإعتبرت أن "كرم الناس وإندفاعهم للمساعدة والوقوف مع الآخرين يزداد مع مرور الوقت ولا سيما أننا على ثقة بأن تضامن الناس سيظهر اليوم أكثر من أي وقت حتى لو كنا نرزح تحت وطأة ضائقة اقتصادية ومالية خانقة يمر بها لبنان". 
 
rosette.fadel@annahar.com.lb 
Twitter :@rosettefadel