الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

BTDT... ورق مُعاد التدوير يخترق الصناعة الأجنبية

المصدر: "النهار"
شربل بكاسيني
شربل بكاسيني
مجموعة دفاتر BTDT المميزة (تصوير حسام شبارو).
مجموعة دفاتر BTDT المميزة (تصوير حسام شبارو).
A+ A-
بين مجموعة دفاتر وصناديق موضّبة، يقف ألان توفيق صاحب مشروع "Been There Done That"، تشغله "شَحنة قطر". يربّت على كتف حمّودي، عامل التوصيل الذي يتهيأ للمغادرة إلى المطار، للاهتمام بشحنة تشقّ طريقها نحو الدوحة. "نحاول أن نفتح طريقاً خارجية ونوسّع سوقنا"، يقول شارحاً.
 
يقوم مشروع BTDT على صناعة سلع مكتبية من أوراق مُعاد تدويرها، في قالب عصري يُراعي حداثة التصميم. وتضمّ المجموعة اليوم، دفاتر، مفكّرات، جداول للتخطيط الزمني، دفاتر رسم وورق تغليف.
 
(تصوير حسام شبارو).
 
يُدرك ألان تقلّبات السوق اللبنانية وحجم الخطوة التي أقدم عليها وزوجته ساندرا قبل ثلاثة أشهر، حين قرّرا خوض غمار الصناعة البديلة الهادفة، التي تسعى قدر المستطاع إلى دعم السوق المحلّية والمحافظة على البيئة. وقد ولدت فكرة BTDT مع تفاقم الانهيار الاقتصادي، الذي أرغم ألان على ترك وظيفته، يوم كانت الهجرة سبيلاً لتأمين حياة كريمة لزوجته وطفلتهما.
 
أراد الثنائي رمي حجر أخير صوب الشجرة لعلّها تُسقط ثمرة قبل الرحيل، فجاء المشروع كاملاً مكمّلاً؛ ثمرة خبرة ألان في مجال الطباعة التي وظّفها، إلى جانب موهبة ساندرا مصممة الغرافيك في الرسم والتنميق.
 
(تصوير حسام شبارو).
 
"هكذا انطلقنا"، يقول ألان بفخر وضحكة، "وبتنا نَتبع المشروع الذي صار يقودنا عبر استجابة السوق وتفاعله، وردّ فعل الزبائن".
 
حتى اليوم، نجحت علامة BTDT التجارية في اختراق السوق اللبنانية المحصّن بسلع مستوردة كادت أن تُغرقه. يخطو ألان وساندرا بثباتٍ وحذر خطوة تِلو الأخرى "على قد البساط" حاملَين مولودهما، يدعمهما ظرفٌ ثُنائي الأضلع، قوامه النزعة التي وُلدت لدى اللبنانيين، عقب عاصفة كورونا وزلزال المرفأ، لدعم المنتج المحلّي والمشاريع الصغيرة، بالإضافة إلى المنافسة الشرسة التي باتت حليفة السلع اللبنانية الجيدة، في وجه الأخرى المستوردة التي ارتفع سعرها بفعل أزمة الدولار.
 
(تصوير حسام شبارو).
 
"نفتقر في لبنان إلى المعامل التي تُنتج ورقاً مُعاداً تدويره خالياً من الشوائب، ناعماً ورقيقاً"، يشرح توفيق لـ"النهار"، "لذا نستورد أوراقاً مصادقاً عليها من مجلس رعاية الغابات (FSC) لاستخدامها في الكتابة والرسم".
 
بدورها، تسعى BTDT إلى دعم زملائها في مهمّة الإنقاذ الاقتصادي، عبر تعاونها مع مصمّمين ورسّامين لبنانيين (الرسام ميشال روحانا ورسام الكاريكاتور برنارد الحاج في الدرجة الأولى)، ومنشآت صغيرة وحديثة العهد، عبر مجموعة The Local Bundle التي أطلقها المشروع بالتعاون مع ثلاث علامات تجارية لبنانية قبل موسم عيد الميلاد، ونُفذت في سرعة قياسية.
 
(تصوير حسام شبارو).
 
يرى ألان أنّ الظرف، وإن بدا قاتماً، يشكّل فرصة سانحة أمام المبتكرين وأصحاب المشاريع الصغيرة لبلورة أفكارهم وقولبتها، وطرحها في السوق المحلّي. "أحياناً، لا يمكنك أن تعزم على المضيّ بعيداً، بل عليك أن تسير في طريقك حتى النهاية" يقول.
 
(تصوير حسام شبارو).
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم