تحاوروا وتناقشوا إذا أردتم بناء وطن

سلمى مرشاق سليم
*أديبة وباحثة
 
إن أردتم وطناً حقيقياً، فعليكم بالاستمرار بالمبادئ التي استُشهد لقمان من أجلها، وأن تقتنعوا بها. الحمل ثقيل عليكم، اقبلوا فكرة الحوار ومنطق العقل لخلق وطن يستحقّه لقمان. ابتعدوا عن السلاح الذي لا يفيدنا فقد أضاع ابني.


العالم صعب أعرف، لكن يجب ألّا يكون مجرماً. ماذا فعلوا بلقمان؟ أنفقوا عليه ستّ رصاصات؟ "كتّر خيرهم"! 
ذبحوني. غرزوا خنجراً في قلبي من أجل ماذا؟ ماذا استفادوا؟ الاختلاف ليس مسوّغاً للقتل. تحاوروا وتناقشوا إذا أردتم فعلاً بناء وطن، وأنا مستعدّة للمساعدة على تأسيس بلد يليق بالشعب اللبناني ويليق بلقمان.


هم أضاعوا طاقة كانت موجودة في لبنان، أتساءل اليوم ماذا استفادوا؟ أنا أمّه وأحتاج إليه وأتكلّم عنه بأنانية الأم، وخسارتي لا تعوَّض. لكنّ لقمان لم يكن طاقة لي فقط، بل كان طاقة لبنانية لسعة معرفته وقراءاته وتحليلاته. كان لقمان صديقي وشريكي في الفكر والقراءة والمناقشة، ولم أكن أمّه فقط. لم أكن تلك المرأة التي أرضعته واهتمّت به، بل جمعتنا علاقة فكرية قويّة.
تربّينا على أنّ الفكر والعلم والأخلاق أهمّ ما في الحياة، ومتى عارضتنا الحياة ننكفئْ وننزوِ في بيوتنا نكتب ونقرأ ونحلّل. نعم العالم صعب، أعرف. لكن يجب ألّا يكون مجرماً.


حرقة قلبي على لقمان باقية ما حَييت. لكنّ المبادئ التي تربّى عليها واقتنع بها ستبقى. نحن مستمرّون، نحن مستمرّون، سنبقى هنا.


أشعر بالندم كلّما شتمت القاتل أو دَعَوت عليه. "ربّنا سيحاسب، أنا أؤمن بأنّ ربّنا سيحاسب". تمسّكوا بالفكر والعلم والحوار لتبنوا وطناً.


(*أقوال مقتبسة من حوارات وكلمات السيدة مرشاق بعد اغتيال ابنها الناشط والمفكر لقمان سليم)