المقاصد الخيريّة الإسلاميّة... الإنسان أولاً

تأسّست جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بيروت عام 1878 وهي جمعيّة إنسانيّة تتوزّع خدماتها على ثلاثة قطاعات رئيسيّة: قطاع التّربية، قطاع الصّحة، قطاع الشّؤون الاجتماعيّة.
 
ومن هذا المنطلق فهي تعنى بالمتعلّم طفلاً وشاباً، بالإنسان وقاية وعلاجاً، كما تعنى بالمرأة والمسنّ من خلال مشاريع متنوّعة مواكبة لحاجات المجتمع.
كانت بدايات أعمال الجمعيّة افتتاح مدرسة للبنات في العام نفسه، ونظراً للإقبال الشديد من العائلات افتتحت الجمعيّة مدرسة ثانية للبنات ثم أخرى للذكور .استمرت الجمعيّة بالتوسّع بمزيد من المدارس والمعاهد الفنية المتخصصة والكليّات الجامعية متيحةً فرصاً أكبر للتعليم للجميع.
 
واليوم تدير جمعية المقاصد 13 مدرسة، معهداً للاعداد المهني والتقني وجامعة المقاصد التي تشمل كلية الدراسات الإسلامية وكلية التمريض والعلوم الصحيّة، أما صحيّاً فتدير مستشفى المقاصد وأربعة مراكز للرّعاية الصحيّة الأوّلية وثلاث مستوصفات نقّالة تقدم من خلالها الرّعاية الصحيّة العالية الجودة لجميع الشّرائح الاجتماعيّة من دون أي تمييز.
 
أما على الصعيد الاجتماعي، فتأسّست وحدة المتطوّعين المقاصديّين عام 2001 لتعنى بأمور الشباب وتأمين انخراطهم السّليم في المجتمع؛ واليوم وصل عدد المتطوعين إلى 750 شابًّا وشابة وتقوم هذه الوحدة بمشاريع تخدم المجتمع وتهدف إلى تنمية شخصيّة الشباب المقاصديّ عبر الدورات التدريبيّة والمشاركة في النشاطات المجتمعيّة.
 
في عام 2014، أنشىء مركز "ورد المقاصد" لتمكين النساء والشباب في منطقة طريق الجديدة في بيروت كأول مركز تنموي اجتماعي يهدف الى محو الأميّة وتطوير قدرات الشّباب والنسّاء، خصوصاً المهمّشات، من خلال تدريبهنّ واكتسابهنّ مهارات عمليّة تمكنّهنّ من الانخراط في مجالات مهنية وبيع منتوجاتهنّ الغذائيّة والحرفيّة. 
 
وتعمل الجمعية على خطّة استراتيجيّة وتنفذّها من خلال جدول زمني بحسب كل قطاع وتهدف من تنفيذ هذه الخطّة الى تطوير مرافقها وتحسين خدماتها الإنسانيّة والتربويّة والاجتماعيّة.
 
فهي تعمل على تحديث أقسام المستشفى وتجهيزها بأفضل الماكينات والأدوات، علاوة على رفع عدد الأسرّة حتى تتمكّن من استيعاب عدد أكبر من المرضى ويتبع ذلك الاهتمام بمراكز الرّعاية الصحيّة التي تستهدف الشرائح الاجتماعية التي لا تستطيع تحمّل كلفة العلاجات الاستشفائيّة.
تربويّاً، تسعى الجمعيّة دائماً الى تطوير البرامج وكسب شهادات والفوز باعتمادات عالميّة وتعزيز الشّراكات مع مؤسّسات تربويّة محلّيّاً وعالميّاً، إضافة الى تطوير وسائل التّدريب في المعهد المهني. 
 
أمّا جامعة المقاصد فهي تحصل حاليّاً على اهتمام واسع من إدارة الجمعيّة من أجل تأمين الدّراسة الجامعيًة للأفراد الذين يرغبون في الحصول على شهادة جامعيّة في مجال التمريض أو في الدين الإسلامي.
اجتماعيّاً، لن تتوانى الجمعية عن التوّقف لحظة في تلبية احتياجات المجتمع من خلال توزيع الحصص الغذائيّة والملبوسات والقرطاسيّة الى العائلات المحتاجة في بيروت والبقاع والشّمال هادفة الى تخفيض مستوى الفقر الذي يعانيه بعض اللّبنانيين واللاّجئين. كما أنّها تسعى الى تمكين المرأة اللّلبنانيّة والعربيَة لتنمية ذاتها كفرد كامل ومهمَ في المجتمع.
 
تحاول الجمعية جاهدةً الوصول الى شريحة المجتمع الأكثر حاجة والعائلات التي ليس لديها مدخول شهري لتتمكّن من مساعدتها بخاصة في ظلّ الظروف الاقتصادية المتردية التي وصل اليها البلد. 
 
كما أنّ الجمعية تهدف الى الحد من التسرب المدرسي من خلال مساعدة التلامذة عبر برنامج المنح المدرسية، لا سيما المتفوقين منهم. ولا تتأخّر الجمعيّة عن مساندة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو خطيرة من خلال مستشفى المقاصد وبرنامج دعم المرضى المحتاجين، ومن خلال مراكز الرعاية الصحية الاولية عبر توفير الادوية المزمنة، اللقاحات، وخدمات الرعاية الصحية الاولية والمتابعة المستمرة بخاصة للمسنين.
 
 إيرادات القطاعين الصحي والتربوي، إضافة الى الايرادات المحصلة من املاك الجمعية لا تكفي لتوفير الخدمات الاساسية ومنها الصحية والتربوية.  لذلك فقد عززت جمعية المقاصد مكتب التنمية والتمويل لتتمكن من خلاله من الحصول على المساعدات المالية والعينيّة من جهات مختلفة، سواء من أفراد قادرين على التبرّع أو من منظّمات دوليّة تعنى بالأعمال الإنسانيّة. وتستقبل الجمعيّة المساعدات والأموال من كل من يستطيع ويرغب في المساعدة، وأخيراً طوّرت الجمعيّة الرّابط الخاصّ بالتبرّع في موقعها الإلكتروني لإعطاء الفرصة الى المغتربين والأفراد من خارج لبنان في التّبرّع لإنقاذ الوطن من الحالة الصعبة التي يعانيها على كافة الأصعدة.
 
ويخلق تنوع وتعدد مرافق جمعية المقاصد حاجة دائمة الى التطوير والتحديث كما يحتم السعي المستمر لتمويل المشاريع القائمة الخدماتية والتربوية والصحية. 
من ناحية أخرى يوفر فريق عمل جمعية المقاصد الخدمات الاجتماعية للعائلات المحتاجة وقد ساعد فريق الكشاف والمتطوعين في المساعدة برفع الانقاض ومساعدات العائلات المتضررة خلال انفجار بيروت، كما وفرت وتوفر جمعية المقاصد الحصص الغذائية للعائلات المحتاجة وقدّمت طوال شهر رمضان الوجبات الساخنة للافطار، الخبز، اللحوم الى جانب المعمول وثياب العيد.
 
سوف يبقى لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت دور هام في تنمية المجتمع المدني من خلال المشاريع المستقبليّة التي تستهدف الإنسان أوّلاً والمواطن في سبيل بناء كلّ ما يلزم للوصول الى عدالة وحقوق ومساواة وتعليم وغذاء وشفاء وحياة لكلّ لبنان.