الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

القطرية سارة الأنصاري تُعصرن الجلابيات العربية

المصدر: النهار
فرح نصور
من تصاميم سارة الأنصاري
من تصاميم سارة الأنصاري
A+ A-
 
 
شغف التصميم رافقها منذ نعومة أظفارها. كانت تصمّم وتقدّم أفكاراً في الأزياء لصديقاتها في الجامعة، عندما التفتت إلى موهبة دفينة لم تكن تعرفها عن نفسها. طوّرت موهبتها في عالم التصميم واختارت عصرنة الجلابيات العربية ودمجت مختلف الثقافات العربية في أزيائها لتخرج بـ "لوحة فنية" في كلّ جلابية. مصمّمة الجلابيات القطرية، سارة الأنصاري، تروي لـ "النهار العربي" رحلتها في عصرنة الجلابيات.  
 
اكتشفت سارة موهبتها بالتصميم مصادفة عبر صديقاتها المقربات خلال دراستها الجامعية. كانت حينها حريصة على تصميم ما تراه مناسباً لشخصية كلّ واحدة منهنّ في مختلف المناسبات، وتكون فخورة جداً بهذا الإنجاز خصوصاً عندما ينال إعجابهنّ وإعجاب من حولهنّ، إلى أن شعرت بأنّه حان الوقت المناسب للبدء فعلاً بوضع الخطوات الأولى لطرح أفكارها وتصاميمها الشخصية بشكلٍ مدروس وأوسع. وكانت تشدّد على "ألّا أحيد عن هويتنا الجميلة والعامرة بالتصاميم الفخمة والتي ليس لنا غنى عنها في أغلب المناسبات".
 
درست آداب اللغة الإنكليزية في جامعة قطر، والتصميم كان هواية انصقلت من خلال الممارسة وحضور الدورات التدريبية. وانطلقت في مجال تصميم الجلابيات منذ سنتين، وكانت تعمل قبلها في مجال الموارد البشرية.
 
 
 
 
تميل جداً إلى التصاميم التقليدية والتراثية، ليس على مستوى التراث الخليجي فقط، بل الشامي والمغربي وغيرهما من الثقافات التراثية العالمية.
 
انجذبت جداً منذ نعومة أظفارها إلى كلّ ما هو تقليدي وتراثي، واستشعرت جماليات التفاصيل وما تحويه القطع من دقة وألوان متداخلة، خصوصاً الخيوط الذهبية التي يطلق عليها (الزري) وتفاصيل التطريز والخرزات المتناثرة حولها، وما للقطع الفضفاضة من جماليات وهيبة.
 
كان لجدة المصممة القطرية تأثير بالغ في صقل هذه الموهبة، فهي كانت تهتم كثيراً بمظهرها الخارجي الذي يحمل الملامح التقليدية بكلّ تفاصيلها، وتحرص على نقش الحناء ولبس الذهب بشكلٍ يومي. وكانت سارة تنجذب كثيراً لما تراه بجدتها، رغم أنّها كانت تعاصر نوعيات أخرى من الأزياء الحديثة التي لم يكن لها أثر عليها كما كانت تفعل جدتها.
 
ولأنّ الذهب بأشكاله ترسّخ بذهنها وكذلك الطاووس، حرصت كثيراً على أن تبني تصاميمها بشكلٍ استثنائي وخاص بالـ vintage couture. أدخلت سلاسل الذهب والتصاميم الخاصة بقوالب الذهب الخليجية على القطع، كما أدخلت الطاووس أو أجزاء منه لإعجابها الشديد بهذا الطائر وبجمال قوامه وزهو ألوانه دون باقي الطيور وما يوحيه من جمال بتفاصيله وألوانه، وما له من أثرٍ جميل على النفس والناظر.
 
ونمط الأزياء في علامتها "vintage couture"، هو القديم الحديث الذي يجمع ما بين الاستخدام الخفيف والراقي في الوقت نفسه، والذي لا يمكن حصره في مناسبات معينة. وجميع قطعها ذات تصاميم يدوية، ومصادر الأقمشة المستخدمَة مختلفة، حتى أنّ جزءاً منها مصمَّم لتلبية حاجات التصاميم.
 
 
 
 
أمضت فترة بالتفكير بعرض الملابس التراثية بشكلٍ مغاير لما تراه. كانت شغوفة بعرض أفكارها بحلّة جديدة، بعيدة من التكرار، لكن ليس بتغيير المضمون بل بإبرازها ممزوجة بنوعٍ من الحداثة لتتماشى مع جميع الأذواق والمراحل العمرية من أجل إيصالها للجيل الجديد المنشغل كثيراً بمعاصرة الجديد في الأزياء العالمية، إلّا القلة منهم. وكان لتصاميمها أثر واضح، إذ استقطبت أذواق من ثقافات أخرى وعدد من الجنسيات الأجنبية التي شغفت لامتلاك هذه القطع.
 
كما حرصت على دمج الثقافات في القطعة الواحدة، وجمعت ما بين التراث الشامي (الفلاحي) والمغربي والخليجي بقطعة واحدة.
 
وقالت: "لأنّنا في دولتنا الحبيبة قطر، دوحة الجميع، نهتمّ بتقارب الثقافات ونرحّب بالجميع"، وترجمت ذلك في خط أزيائها الخاص والاستثنائي، فالموروثات العربية التقليدية الأخرى تحمل جماليات متناهية الدقة تسمح لمتذوّقها وللمهتم بالتصميم، بدمجها بالأزياء وهذا ما كانت تصر على تنفيذه وعرضه بحثاً عن التميّز وترجمة الدمج الثقافي في أزيائها.
 
 
 
 
وعبّرت سارة عن حبّها واهتمامها بالخط العربي في أزيائها، وذلك لاهتمامها بالشعر والخطوط العربية، إذ أضافت تلك الخطوط على التصاميم فجعلتها أشبه بلوحات فنية. فالأزياء برأيها، ليست ملابس فقط، لكنّها أيضاً رسالة تعكس المرأة من خلالها شخصيتها وثقافتها وذوقها وجمالها النابع من الداخل.
 
أهمّ لحظات مسيرتها هي التفاف عائلتها وأقاربها وصديقاتها حولها، وتشجيعهم المستمر والوقوف بجانبها بشكلٍ دائم. إضافة إلى كسب ثقة الزبائن، ممّا جعلها على اتصال دائم بهم، وبهذا، كوّنت علاقات واسعة وملهمة ومهمة في مسيرتها هذه.
 
وارتدت من تصاميمها شخصيات محلّية مهمة، وعدد من مدوّنات الموضة والمؤثرات في المجتمع.
 
 
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم