نيكولا بوس: زبائن الشرق الأوسط يطلبون الأحجار النادرة والأجمل

في عام 2000، انضم نيكولاس بوس إلى فان كليف أند آربلز كمدير للتسويق. الآن والرئيس والمدير التنفيذي لهذه الأمبراطورية في بلاس فاندوم، نجح في فرض أجواء شعرية على تلك الدار التي تأسست منذ حوالي أكثر من مئة سنة من خلال زواج آستيل آربلز وألفرد فان كليف. وتعتبر ماركة فان  Van Cleef & Arpels لأفخم المجوهرات غير قابلة للتقليد. يشعر نيكولاس بوس بالرضا في هذه البيئة الفنية. ولهذا السبب كان مخلصًا لـ Van Cleef & Arpels منذ 20 عامًا. دار المجوهرات هذه مشهورة عالميًا، والتي اشتهرت منذ عام 1906 بإبداعاتها الشديدة. فهي تشكل تراثًا لأكثر من قرن من التاريخ والابتكار وتتناغم مع العالم المعاصر.

 

إلتقيت نيكولا بوس عدة مرات في باريس، فهو يشغل الآن منصب رئاسة الدار ومديرها الفنّي، فهو من خلال وضع نظرته الذكورية على عالم المجوهرات الأنثوي، تمكن من استخدام العمل اليدوي الفني الدقيق للمجوهرات لإعطائه صورة جديدة. منذ ذلك الحين، تم وضع البعد الفني لتلك الحرفية مع سحر الأحجار في خدمة قياس الوقت.

 

إلتقته "النهار العربي" في باريس، فبادرناه بالسؤال:

في وقت تميل فيه بعض التقاليد الحرفية إلى الضياع، كيف تؤهل سياق توظيف الحرفيين؟

تختلف البيئة الحالية لتوظيف الموهوبين عما كانت عليه منذ حوالي 20 عامًا، ويمكنني أن أقول إن الظروف جيدة جدًا اليوم. قبل عقدين من الزمان، كنا نواجه مشاكل حقيقية مع الحرفيين المسنين الذين يتقاعدون. اليوم، أود أن أقول إن العثور على الحرفيين في ورش العمل لم يعد مشكلة، وذلك بفضل العمل الذي تمّ على مر السنين من قبل الدور الفاخرة والمدارس والعديد من المبادرات العامة في فرنسا، والتي ساهمت معًا بشكل كبير في تغيير السياق. فإن الجيل الجديد قوي وذو مهارات عالية ومتحفز ومدرب جيدًا.

 
 

ما الذي فعلته دار فان كليف أند آربلز للترويج للحرفية؟

لقد جعلنا التدريب من أولوياتنا في ورشة العمل الباريسية الخاصة بنا، حيث وظفنا حاليًا 50 حرفيًا. اليوم، حيث إن هدفنا هو نقل معرفتنا وخبرتنا، فإن التعلم هو أولويتنا الأولى. قبل خمسة عشر عامًا، كان الأهم بالنسبة لنا تحقيق أهداف الإنتاج والوفاء بالمواعيد النهائية. ولكي تظل الإنتاجية التي هي ضرورية، فإننا نخصص الآن موارد كبيرة للتدريب ونقل المعرفة. يقوم الآن بعض الخبراء المؤهلين لدينا بالتدريس في مدرستنا للفنون الجميلة École des Arts Joailliers. في ورشة العمل، نتأكد أيضًا من تعاون أعضاء الفريق الشباب مع الحرفيين ذوي الخبرة في قسم الأجزاء المعقدة، حتى يتمكن المتدرّب من التعلم من خلال تجربة عملية حقيقية.

 

نريد أن نسألك الآن عن Van Cleef & Arpels في منطقة الشرق الأوسط...

هناك قصّة تاريخيّة بين زبائن الشرق الأوسط وهذه الدار العريقة، إننا نستقبلهم منذ زمن طويل في محلاتنا الباريسية في ساحة فاندوم وأيضاً في جنيف أو موناكو، اليوم أصبحنا قريبين منهم من خلال تمركزنا في كافة البلدان العربية تقريبا مثل السعودية وقطر والبحرين والكويت وعمّان....

 

ماهو السر الذي يصنع عظمة هذه الدار؟   

البساطة بعنوانها الكبير، والسريّة، فهي لا تبحث عن أن تضع في الواجهة مصمميها وزبائنها كما أنها لا تبوح بأسماء المشاهير الذين يتزيّنون بروائعها، فبالرغم من أن هذه الدار الفخمة هي من أشهر الدور المعروفة عالمياً، فالملوك والمهراجا والمشاهير صنعوا شهرتها مثل غريس كيلي، آفا غاردنر، صوفيا لورين، جاكي كينيدي، ماريا كالاس، اليزابيت تايلور، شارون ستون.....اليوم القائمة طويلة.

 

 

كيف تصنّف ثقافة زبائن الشرق الأوسط بالنسبة الى المجوهرات؟

في هذه المنطقة من العالم، الناس تقدر المجوهرات الثمينة، فهم لديهم خبرة في نوعية الأحجار ويركزون عليها جداً ويطلبون الأحجار الأجمل والنادرة جداً. وهم يثقون جداً بالماركات الشهيرة مثل ماركتنا. هناك تآلف في ما بيننا، فإننا نتقاسم نفس الأذواق للأماكن الفنيّة من حيث العدد المتزايد للمتاحف وتطور جامعي القطع الفنية وأيضاً تزايد التبادل الثقافي. كما أنّهم يقدّرون العناية التي نخصها لمجموعاتنا الجديدة ولاسيّما التقنيات التي طوّرناها خلال السنوات التي مرّت. يمكنك التعرّف إلى قطعة Van Cleef& Arpels من بعيد لأنها تتميّز بالفرادة والنوعية والترصيع الغامض بحيث لا يمكن اللجوء الى التقليد.

 

ماذا تعني بالترصيع الغامض؟

الترصيع الغامض هو الرصف للأحجار الكريمة، أحياناً من الياقوت الأحمر، الذي لا يظهر الرطوبة، يبقى لغاية الآن ذا تقنية لا مثيل لها، الأمر يتشابه مع القطعة الشهيرة المعروفة والتي أطلقنا عليها إسم "حالة غرور" والمرصعة بالأحجار الكريمة.

 

ماذا عن تغيير شكل المجوهرات في الدار؟

هي خصائص تتميّز بها الدار، إذ لدينا ميل للمجوهرات التي يمكن تغيير شكلها، فالعقد الذي هو على شكل سحّاب مرصع بالألماس والمصنوع بمهارة يدويّة يمكن تحويله الى إسوارة، وقلب القطعة يمكن فكّه ليتحوّل الى بروش أو أقراط للأذن.

 

هل تستقبلون زبائن الشرق الأوسط الذين يرغبون بقطع خاصة لهم؟

نعم دون شك، ففي ساحة فاندوم في باريس، يقوم رسامو هذه الدار الذين لا يتوقفون عن تقديم الأفكار الجديدة لتصميم المجوهرات والساعات بالاستماع والحوار مع الزبائن.في هذه الحالة، البائع والمبدع يتأقلمان مع طلب الزبون، يستقبلانه معاً ويقدمان له رسوماً تتناغم مع رغباته.

 

من أين تستوحون تصاميمكم وكيف تصف أسلوبكم؟

أسلوبنا مطبوع بالحياة، بالرهافة وبالشعر، فالطبيعة فيه ساحرة وفاتنة، قد نستوحي من الحشرات، الأزهار، الأوراق أو شخصيات القصص والأساطير. إنّ خطوط مجوهراتنا بعيدة عن الجمود وتعطي قيمة للحركة كثيراً.

 
نشر على "النهار العربي"