الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

فرانك سوربييه: أسلوبي يتأرجح بين التقاليد والجرأة واللبنانيات راقيات وجذابات

فاديا صليبي
من أزياء فرانك سوربييه.
من أزياء فرانك سوربييه.
A+ A-

فرانك سوربييه، هو مصمم فرنسي للأزياء الراقية، ولد عام 1961. وهو جزء من دائرة مغلقة للغاية من عشرة مصمّمي أزياء معترف بهم رسميًا من الاتحاد الفرنسي للهوت كوتور. بدأ عمله في "خلق إطلالات بحسب الاتجاهات" ومستشار تسويق. في عام 1987، قدّم أول مجموعة ملابس جاهزة له وتعاون في العديد من الحملات الإعلانية. في عام 1991، قدّم مجموعته التجارية الأولى. في عام 1996 أصبح عضوًا في اتحاد تصميم الأزياء الفرنسية، ثم في عام 1999 عضوًا ضيفًا في غرفة اتحاد تصميم الأزياء الباريسية. وفي عام 2004، فارس الفنون والآداب. في كانون الثاني 2005، حصل على تقدير من نظرائه ووزارة الصناعة، وأصبح  Grand Couturier أي "الخياط الكبير". في عام 2006، ابتكر أزياء المسرح لجوني هاليداي. في 24 تشرين الثاني 2010، أصبح أول مصمم أزياء حائز على ماجستير في الفن من وزير الثقافة.

 

"النهار العربي"، التقاه في باريس، فكان هذا الحوار الشيّق.

 

 لكأنك تخليتَ عن الألبسة الجاهزة، فتركيزك هو أكثر على الهوت كوتور...

 

لا أعتقد أنّ كلمة "تخليت" هي صحيحة مئة في المئة، فعندما أصبحتُ "عضوَ ضيف" في النقابة عام سنة 1999، فكرتُ في أن أتوقف عن تصميم الألبسة الجاهزة، واعتمدتُ الهوت كوتور كي لا أقع في مسألة استثمار المال في الألبسة الجاهزة وانتظار الوقت لحصد الأرباح، بعد أن أكون قد مررتُ بعامل ابتكار مجموعة ثياب وبيعها، لكنني من وقت لآخر، أصدرُ مجموعة خاصة للألبسة الجاهزة دو لوكس.

 
 

ولكن من المعروف أنّ الهوت كوتور مُكلف لجهة التحضير والتنفيذ والأقمشة...

هذا صحيح، ولكن إذا أردت أن تسمحي لنفسك بشراء الهوت كوتور بكلفة أقل من دار ديور أو شانيل، فيمكنك ذلك. فأنا مثلا أحاول بقوّة أن أتدبر هذا الأمر من خلال ابتكار أشياء جميلة بواسطة مواد سهلة المنال نوعاً ما. وهناك عمل جدّي ومهم على مستوى المواد والشخصنة والقماش.

 

هل الهوت كوتور مربح لك؟

نعم، طبعاً، لا سيّما أنّ الهوت كوتور كان حلمي منذ زمن. إذاً هو هدف شخصي. وإذا أردنا أن نتكلّم إعلامياً، فالهوت كوتور قطاع مربح، ثمّ إن هناك نوعين من استهلاك الألبسة، استهلاك يقتصر على شراء ملابس رخيصة نضعها ثم نرميها، واستهلاك آخر يرتكز على التفتيش عن القطعة الفردية. إذاً هناك نساء يرفضن شراء سترة شبيهة بتلك التي ترتديها جارتهنّ، فيبحثن عن المميّز.

 
 

أنت أول مصمّم أزياء هوت كوتور في فرنسا يتم تكريمك بلقب Maitre d’Art. هل يمكنك أن تشرح لقرائنا الطابع الفريد لهذا العنوان والاختلاف عن مصمّمي الأزياء الراقية الآخرين؟

تعتمد علامة Haute Couture على وزارة التجارة والصناعة الفرنسية، بينما تعتمد علامة Maitre d’Art على وزارة الثقافة الفرنسية. ترتبط علامة Haute Couture مباشرة بالأزياء فقط. تمنح علامة Maitre d’Art لتكريم جميع أنواع التقنيات وتؤكد على التفرّد والتميز للحفاظ على هذا التراث ونقله. من ناحيتي، فإنّ تقنية الضغط، وتلبيس القشرة الخارجية للدانتيل أو حتى lyrette هي بعض من التقنيات التقليدية المختلفة التي اعترفت بها وزارة الثقافة الفرنسية وكافأتها.

 

بناءً على وجهة نظرك، ما هو مستقبل الأزياء الراقية؟

يجب أن تصبح الأزياء الراقية أكثر فأكثر فنية وثقافية، كنوع من الأداء يعتمد على التقنيات التقليدية والجودة الراقية. كمختبر، تتيح الهوت كوتور الفرصة للتجربة وتحقيق أهداف غير متوقعة وإيجاد طرق جديدة للخلق، هذا ما يجب أن يكون عليه الإبداع. بين التجريب والحرية. في الوقت الحاضر، إختفى الأساس والغرض الأساسي من تصميم الأزياء الراقية من أجل عملية تجارية أكثر. في حين أن الحد الفاصل بين الإبداع والفن دقيق جداً، يتم تصميم مجموعات الأزياء الراقية الآن بطريقة يمكن بيعها مباشرة. يجب على الهوت كوتور أن يخلق روائع حقيقية: كل قطعة فريدة من نوعها. ربما يكون مستقبل الهوت كوتور هو العودة إلى الأساس،  يجب دمج التقنيات الجديدة في عملية إنشاء الهوت كوتور.

 

كيف تصف لنا أسلوبك؟

هو بحث بين التقاليد والجرأة.

 

الى أيّ امرأة تتوجّه في تصاميمك؟

امرأة اليوم أصبحت متشابهة عموماً في كل الدول، والذوق يلعب دوره. بصراحة، أصمم للأوروبيات والشرقيات أكثر من الأميركيات، والذي يهمني هو المرأة بشكل عام، إن كانت أميركية او فرنسية أو سعودية أو ألمانية، المهم عندما تأتي إليّ، يجب أن تكون راغبة في ارتداء المميّز لدى فرانك سوربييه وليس لدى شانيل أو ديور أو حتى إيلي صعب. أنا لا أقصد الانتقاص هنا. بل أتوجه الى المرأة التي تبحث عن الشيء المختلف.

 

كيف تصف العلاقة بينك وبين النساء اللواتي يقصدنك؟

هنّ يأتين إليّ من بلدان مختلفة، مما يغني ثقافتي، فالفرنسية مثلا ليس لديها حاجات السعودية نفسها. فهنّ لا يأتين للأشياء ذاتها، من المهم أن نعلم أن الخياطة لديها اصطلاح خاص، فالفرنسية هي امرأة عمليّة، عندما تأتي لتوصي على فستان فهي تطلبه لمناسبة خاصة تلتقي فيها أشخاصاً إلى عشاء مثلاً، أما السعودية فقد تطلبه لعرس قريبتها. فالحافز هنا يختلف، والتعاطي يختلف.

 

طالما تتكلّم عن المرأة الشرقية، فكيف تنظر إليها؟

أراها حيوية ومتلألئة، عموماً الأمور تسير بشكل جيّد معها، ولديّ الكثيرات من الشخصيات العربية.

أهي متطلّبة؟

نعم، ولكن لا يزعجني هذا الأمر، خصوصاً أنها تعشق الأناقة وتحب الابتكار. لقد سنحت لي الفرصة للتعرف الى لبنانيات أيضاً لأنهنّ يتكلمن الفرنسية. فكان التواصل سهلاً جداً، وقد بدون لي راقيات وجذابات وهذا من صفات المرأة الشرقية كما يتحلين أيضاً بالذكاء وتوقد الذهن.

 

من أين تستوحي تصاميم الهوت كوتور عادة؟

كل شيء ممكن أن يؤثر فيَّ: فيلم، كتاب، شعر، لحظة من الحياة، رغبة ما، أذكر جيّدا أنني صممت مجموعة عكست الحرب في العراق. فكان العرض عن الشرق الأوسط وعن الشمولية الموجودة في كل الأديان. فالموضة إذاً، لا تقف عند حدود بلاد المصمّم، بل تتخطاها الى العالم أجمع. فعندما حدثت حرب العراق، جاءت العروض كتاريخ يكتب ليراسل الأفراد والفلاسفة.

 
 
 
نُشر في "النهار العربي". 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم