خيّاط ملكات أوروبا إدوار فيرمولان لـ"النهار": أطوّع "الهوت كوتور" لتصبح في متناول اليد (صور وفيديو)

ولد في 4 آذار 1957 في Ypres (بلجيكا)، فكان Edouard Vermeulen الملقّب "بالمصمم المتوّج" مفتوناً - منذ البداية - بخطوط الهندسة المعماريّة وجماليّات المباني.

بعد تخرّجه مهندساً معماريّاً في جامعة Saint-Luc البلجيكية، قدّم أوّل إبداعاته في التصميم والديكور في أوائل الثمانينيات. في الطابق نفسه حيث كان يسكن، كان مصمّم الأزياء Paul Natan يعرض مجموعاته الخاصّة. في عام 1983، عندما تقاعد بول ناتان، احتفظ إدوارد فيرمولان، الذي كان شديد الحساسيّة تجاه مفهوم الاحترام ونقل المحتوى، بدار "NATAN". استمرّ زبائن بول ناتان المخلصون في التردّد إلى المشغل؛ ولإرضائهم، قام Edouard Vermeulen بتنمية شغفه المتزايد بالموضة. بناءً على التراث الحرفيّ للمكان، بدأ بدوره في إنشاء قطع كوتور.


فستان عرس ماتيلد ملكة بلجيكا من تصميم دار NATAN

 
 

ثم طوّر Edouard Vermeulen رؤيته الحادّة للأزياء الكلاسيكيّة والمتطوّرة في نفس الوقت، فأوجد هويّة قويّة خاصّة به.
في عام 1984، صمّم مجموعة كبسولة لأمسية عاديّة خيريّة، كان وراءها رئيسة الجمعيّة باولا ملكة بلجيكا، التي ساهمت في إطلاق الدار البلجيكيّة الشابّة في داخل الغوتا الأوروبيّة.

 

تكريم المبدع البلجيكي Edouard Vermeulen

 
خلال أسبوع الهوت كوتور لربيع وصيف 2023، قرّرت دار "NATAN" إقامة معرض في أوتيل Crillon على الجادّة الثامنة في باريس لعرض مجموعة الكوتور لربيع وصيف 2023.
 

تُشير المجموعة إلى صيف متلألئ ومشرق يولّد تحوّلاً يجلب طاقة جديدة راقية. المصمّم Vermeulen، الذي يتلاعب بالأشكال، يفسّر لوحة الصيف بأشكال مختلفة، ثنائيّة اللون حيناً، وثلاثيّة حيناً آخر، مع لمسات من التألّق تتدفّق منها الزخارف والأكسسوارات.

ماكسيما ملكة هولندا ترتدي أزياء من تصميم دار NATAN

 
 

بثوب بنّي أنيق مع الملكة الراحلة إليزابيت في آسكوت

 
مع زوجها ملك هولندا Willem-Alexander

 

مع كيت ميدلتون والأمير ويليام وقد وضعت الملكة ماكسيما قبّعة من تصميم دار NATAN

 

"النهار" قصدت المعرض، وقابلت مصمّم ملكات أوروبا Edouard Vermeulen. هو ليس إنساناً عادياً. هو رجل صريحٌ، يُسمّي الأشياء بأسمائها، ويتمتع بقمّة الرقيّ والذوق الرفيع.

 

الزميلة فاديا خزام الصليبي مع المصمّم Edouard Vermeulen

 

سألناه:

 

كيف اكتسبت ثقة ماتيلد ملكة بلجيكا وماكسيما ملكة هولّندا؟

أعرفهما منذ 25 سنة. كان لي الشرف أن أصمّم فستانَي زفافيهما، فاتّسمت العلاقة جرّاء ذلك بالثقة والتوافق.

 

معرض دار NATAN (صور)

 
 
 

كيف تصف ذوقيهما وأسلوبيهما؟

من دون شكّ، هناك اختلاف كبير؛ فملكة بلجيكا تنتمي إلى شمال أوروبا، وماكسيما ملكة هولّندا جنوبيّة؛ وأقصد بجنوبيّة أنّ أصولها تعود إلى أميركا الجنوبيّة، فمسقط رأسها الأرجنتين، وبالتحديد بوينس آيرس. إذن هناك اختلاف في البشرة، في الألوان، ولكن الملكتين تحبّان الموضة وفقاً لجدوَلَيهما الزمنيين، مع تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي عليهما، إذ إنّ المرور على البوتيكات لم يعد كافياً لمتابعة الموضة والاتجاهات.

 
 

هل هما متطلّبتان؟

لا، إنّهما ملكتان تعيشان في عالم الواقع، ومهمّتي أن أساعدهما على الاختيار ومعرفة كلّ شيء جديد؛ فأنا أصمّم لهما خزانتيهما من الملابس للاحتفالات والسّفر، وكلّ التفاصيل التي تدخل في النطاق اليوميّ.

 

أميرات الشرق الأوسط

أنت مصمّم الأغلبيّة من ملكات وأميرات أوروبا. هل حاولت التواصل مع أميرات الشرق الأوسط؟

ليس تماماً، لأنّ موقعنا الرئيسيّ كائنٌ في بروكسل، ولكنّنا اليوم بدأنا نفتتح البوتيكات وصالات العرض في عواصم الموضة، خاصة في باريس، ووجدنا أنّ من زبائننا المحتملين أناساً من منطقة الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، نحن على تواصل مع العائلة المالكة الأردنيّة؛ فإحدى شقيقات الملك تقصدنا دائماً، ولدينا أميرات من الشرق الأوسط يقصدن البوتيك عندما يأتين إلى باريس. الأغلبيّة من هؤلاء يقصدن باريس أكثر من لندن. لا شكّ في أنّ المرأة الغربيّة تعتمد البساطة أكثر من المرأة الشرق أوسطيّة. وفي باريس، هناك دُورٌ لا تعمل إلا لهنّ، ولكن باعتقادي بدأ الجيل الجديد في هذه المنطقة من العالم يتخلّى عن هذا النّمط.

 
 

بين الهندسة المعماريّة والموضة

درست الهندسة المعماريّة، ولكنك اخترت الخياطة مهنة، لماذا؟

عندما كنت تلميذاً في الهندسة المعماريّة، استأجرت شقّة، وفي نفس الطابق كان يوجد دار NATAN للأزياء، ولكنني أعتقد أنّني لم أكن مهتمّاً مئة في المئة بهذا المجال. لكنّ التعايش مع هذه الدار منحني الرّغبة في امتلاكها والعمل على استمراريتها التاريخيّة. بقيت أمارس المهنتين لمدّة تتراوح بين ستة أشهر وسنة، ثمّ قررت في ما بعد التوجّه إلى الهوت كوتور والألبسة الجاهزة.

 
كيف تعلّمت هذا الفنّ؟

عندما نحبّ الديكور والهندسة المعماريّة نحبّ الموضة أيضاً، لأنّها نوع من الهندسة. نحن نبني الزيّ، نختار اللون، الموادّ، التصميم. قبل التنفيذ، هناك الكثير من الأشياء المتشابهة بين الديكور والموضة.

 

كيف تنظر إلى الهوت كوتور اليوم؟

الهوت كوتور اليوم مفرطة، باهظة وغير متّصلة بالواقع. لكنّ ذلك الأمر يُلهم المصمّمين الشباب. وبالرغم من أنّني أعتبرها فنّاً إبداعيّاً فإنّ علينا أن نجعلها متّصلة بالواقع. هناك دائماً مشكلة الأسعار في الهوت كوتور، لذا أحرص على جعلها في متناول يد السيّدة الأنيقة من دون أن تدفع مبلغاً خياليّاً. لا شكّ في أنّني أستوعب بأنّ الدور الكبيرة تكرّس ساعات مكثّفة لتنفيذ فستان واحدٍ، ولكنّني أحاول أن أطبّق الخياطة المُعاصرة التي تفسح المجال للمرأة لأن ترتدي فستان كوتور في متناول اليد.

 

 

أنت محاطٌ حاليًّا بمصمّمين شباب، هل يجسّدون أفكارك أم أفكارهم؟

أنا أرى أنّ على كلّ دار تريد أن تبقى شابّة أن تستعين بمصمّمين من الشباب، لديهم رؤية جديدة في ما يخصّ الهوت كوتور، ورؤية واقعيّة لما تحتاجه الناس؛ فالفساتين المكلفة لم تعد مكرّسة إلّا للحفلات. أمّا لمناسبات أقلّ أهميّة فهناك نمط جديد. لقد تغيّرت النظرة إلى الأناقة، وإن تكن في الشرق الأوسط ما تزال سائدة على الأغلب، إنّما في الغرب الأمر تغيّر. اليوم، هؤلاء الشباب يفكّرون من هذا المنطلق: ماذا تنتظر المرأة من مجموعة الهوت كوتور؟ إذا كانت في الخمسين من عمرها، فهل تريد فستانَ سهرة يُمثّل الحلم وصالحاً للّبس؟ وإذا أردنا أن نتوجّه إلى الجيل الصاعد فعلينا أن نفكّر في كلّ تلك الأمور، وأن نحيط أنفسنا بمصمّمين شباب.

 

كيف تصف أسلوبك؟

بالنسبة لي الأنوثة هي أهمّ شيء كما لا يجب أن يقتصر الأسلوب على موسم واحد. أركّز على التفاصيل الدقيقة، على الرّصانة في القطعة، على السموّ بالمرأة، وأن تكون القطعة منفّذة للبس وليس للعرض.

 
 

ها هو دور التطريز في دار Natan؟

التطريز عنصر مهمّ جدّاً في الهوت كوتور، ولكن اليد العاملة تكلّف كثيراً هنا، ليس كما في الشرق الأوسط. أنا أرى مجموعات مطرّزة مثل تلك الخاصّة بالمصمّم إيلي صعب. أعتبره النموذج المبدئيّ للشخص الذي يُبدع ملابس جميلة.

 

مجموعة دار NATAN كوتور ربيع وصيف 2023 (فيديو وصور)

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 




Une publication partagée par Maison Natan (@natancouture)