مصمّمة الحقائب الفاخرة تايلر إليس لـ"النهار": "الرفاهية" كأداة تسويق وهذا مصدر إلهامي

تايلر إليس ليست فقط مصمّمة حقائب يد فخمة ومميّزة، بل هي أيضاً ابنة عملاق الموضة Perry Ellis Tyler، الذي عمّت شهرته أميركا خلال الثمانينيات، وأصبح بعد وفاته مرجعاً مهمّاً في عالم الأزياء. ورغم أنّ Tyler Ellis ولدت من خلال التلقيح الاصطناعي، نظراً لأنّ والدها كان مثليّ الجنس، فقد استطاع الجين الذي يحمل الفنّ الإبداعي أن ينتقل إلى عروقها ويجعل منها أشهر مصممي الأكسسوارات في العالم.

قبل أن ندخل في سيرة حياة Tyler Ellis لا بدّ من إلقاء نظرة على سيرة حياة والدها.

Tyler Ellis

سيرة حياة Perry Ellis Tyler

ولد إليس في فرجينيا سنة 1940، وهو وحيد لعائلة من الطبقة الوسطى في أميركا. عمل والده في تجارة الفحم والزيت. نال ليسانس في العلوم التجاريّة، وما لبث أن جذبه عالم المال والأعمال، فاختار الموضة عنواناً لمشوار حياته. تنقّل في عدّة دور للأزياء، ليفتتح بعد ذلك داره؛ مشغله الكبير في نيويورك، حيث لاقى الشهرة بسرعة نظراً لأسلوبه الأنيق ولمسته المبدعة. سنة 1981 ارتبط بعلاقة عاطفيّة عميقة مع محاميه Laughlin Barker، الذي أصبح في ما بعد رئيس قسم الترخيص لماركة Perry Ellis العالميّة. في شباط سنة 1984 كان إليس مرتبطاً بصداقة عميقة مع الكاتبة والمنتجة التلفزيونية بربارة غالاغر، فقرر إنجاب ولد منها من خلال التلقيح الاصطناعي. وفي تشرين الثاني 1984 ولدت Tyler Allexandra Gallagher Ellis  التي أصبحت في ما بعد مصمّمة عالميّة، وبلغت مرتبة الشهرة من حيث تصميم الحقائب الفخمة.

تايلر إليس ترتدي فستان زفاف من تصميم راف سيمونز لديور كوتور

سنة 1985 ظهر إليس في عرض أزيائه تعباً وقد خسر الكثير من وزنه. وسرت إشاعة يومها بأنه التقط فيروس الإيدز من شريكه لولين باركر، الذي كان يخضع أثناءها لجلسات كيميائيّة على أثر تفشّي السرطان في الرئة، بسبب مرض الإيدز. لم ينفِ إليس هذا الأمر ولم يؤكده، وظلّت صحّته تتدهور بسرعة. لكنه رغم ذلك، ظلّ يتردد على ابنته تايلر ألكسندرا ووالدتها في لوس أنجلوس، حيث اشترى لهما بيتاً.

بيري إليس وعشيقه لوفلين باركر مع تايلر إليس

وبعد موت شريكه باركر سنة 1986 أصيب إليس بشلل نصفي. لكن رغم ذلك، بقي مصرّاً على الصعود الى المنصّة في نهاية العرض متكئاً على معاونيه، إلى أن دخل في الغيبوبة ثمّ فارق الحياة في 30 أيار عن عمر يناهز 46 سنة، تاركاً إرثاً كبيراً من الإبداع والفنّ في عالم الأزياء والموضة الأميركيّة، وابنة وحيدة مطبوعة بشخصيته الإبداعيّة وعشقه للفن. عام 2011، أسّست تايلر خطّ حقائب يد فاخرة حسب الطلب، وأطلقت عليه اسم تايلر ألكسندرا. لم تعرف تايلر والدها أبداً، لكنّ إرثه يلهمها باستمرار.

تايلر إليس مع والدتها باربرا غالاغر

 لمَ الحقائب؟ "أعتقد أنني ابتعدت عن الملابس دون أن أعي لأنّ والدي فعل ذلك". وأضافت: "مع الحقائب، يمكنني أن أكون أنا فقط". فالأكسسوارات، وخاصة حقائب اليد الفاخرة، كانت دائماً جزءاً مهمّاً جداً من مظهرها. بينما تصف تايلر مظهرها بأنه غير رسمي للغاية. ارتدت تايلر في حفل زفافها من Ben Shriner عام 2014، فستان Dior Haute Couture المصنوع يدوياً من تصميم Raf Simons، وقال راف إنه معجب كبير ببيري إليس.

تواصلنا مع مصممة الحقائب المعروفةTyler Ellis  عبر زوم، فكان هذا الحوار المشوّق:

كيف وردت فكرة تصميم الحقائب؟

في المجتمع الأميركي هناك الكثير من النساء الأنيقات، لذلك أحببت تقديم التصاميم الفخمة وحقائب عملية لهنّ. وكلّ تصميم أقدّمه مزوّد بحزام، إذ يمكن أن تحمل الحقيبة باليد أو تعلّق على الكتف. أنا أؤمن كثيراً بالمزج بين النوعيّة والحاجات اليوميّة، ويجب أن تحصل المرأة العاملة على حقيبة أنيقة يمكن أن تحملها ليلاً أو تستخدمها نهاراً في جميع المناسبات.

ماذا يعني لك أن تكوني ابنة المصمّم الأميركي الشهير Perry Ellis Tyler؟ 

والدي هو رمز مهمّ في أميركا، وسيبقى أحد عظماء الموضة في التاريخ. تُوفيَ عندما كان عمري 18 شهراً لذلك لا أعرفه حقّ المعرفة. نشأت في كنف والدتي في لوس أنجلوس حيث أمضيت طفولتي، وطوال تلك الفترة لم أشارك في أيّ عرض من عروض أزياء نيويورك. وكوني ابنة رجل مشهور جعل الأمر شاقّاً وصعباً عليّ، حين تخرّجت في الكليّة بدرجات عالية. وبعد القيام بالعديد من التصاميم، أحاطني شيء من الخوف، خوف من الفشل، أو عدم الوصول الى ما أحلم به. ولكن بالفعل لا يمكن الإنسانَ أن ينجح أو يصل الى مركز معيّن من دون تكرار المحاولة أو التجربة. الموضة تجري في دمي، والأزياء لا تزال محور اهتمامي في الحياة. وأعتقد أنني محظوظة جداً في الحياة وشاكرة لوالدي، هذا الرجل الرائع والموهوب.

أودّ أن أعرف ما هو أبرز ما يميّزك في حياتك المهنية؟ 

كانت السجادة الحمراء جزءاً مثيراً للغاية من عملي. اختيار نساء مثل كيت بلانشيت وأوبرا وينفري وجنيفر لوبيز وسكارليت جوهانسون حمل تصاميمي، يعني الناس كثيراً وخاصّة عندما يكون لديهنّ إمكانية الوصول إلى أيّ شيء وكل شيء. على المستوى الشخصي، فإنّ سماع قصص من عميلاتي عن كيفية إيقافهنّ والإطراء عليهنّ عند حمل إحدى حقائبي، بدلاً من استخدامهنّ حقائب اليد "ذات العلامات التجارية" والملصقات، يجعلني أبتسم وأشعر بالفخر. لن تجدي شعار Tyler Ellis على الأجزاء الخارجية من حقائبي، لأنّ العمل اليدوي والصور الظلّية والموادّ المستخدمة تتحدث عن نفسها. لا أحبّ شيئاً أكثر من العميلات السعيدات اللواتي يشعرن بالخصوصيّة عند حمل حقائبهنّ الفريدة من نوعها من Tyler Ellis.

لقد قلت من قبل بأنّ الرفاهية فقدت الكثير من المعنى... ماذا تقصدين بهذا وكيف تعيد علامتك التجارية إحياء الرفاهية الحقيقية؟

اليوم، تستخدم العلامات التجارية السائدة والمنتجة بكميات كبيرة وغير المكلفة، مصطلح "الرفاهية" كأداة تسويق للترويج لمنتجاتها المصنوعة آلياً. أنا شخصياً أرى العناصر الفاخرة على أنها تصاميم نادرة للغاية وخالدة ومتقنة الصنع، وهو مفهوم أسعى جاهدة لإعادته إلى الحياة. نُفِّذت جميع تصاميمي يدوياً في مصنع مملوك لعدة أجيال في Le Sieci، إيطاليا، بواسطة حرفيين محليّين مدربين تدريباً عالياً. أُسّسَت شراكتنا على رغبتنا المتبادلة لإتقان كل جانب من جوانب كل تصميم. من الأطر المعدنية الخاصّة بي، وصولاً إلى المشابك، إلى بطانات ثاير بلو المميزة الخاصّة بي، والسحّابات. جميع جوانب إبداعاتي مصمّمة خصيصاً لـ Tyler Ellis. تعدّ أهمية جودة الخدمة عاملاً رئيسياً آخر في عالم النخبة للرفاهية، الذي يستثمر فيه عدد قليل من العلامات التجارية اليوم. ويعمل فريقي المتفاني مع شبكة حصرية من أفضل المدابغ الإيطالية والفرنسية، للعثور على اللون أو الظلّ الدقيق الذي أحلم به.

ما الذي يميز  Tyler Ellis عن العلامات التجارية الفاخرة الأخرى؟

أعتقد بقوّة أنه إذا لم نفعل ذلك بشكل صحيح، يجب ألّا نفعله على الإطلاق. إنّ آرائي في أهمية الحرفية الفائقة والتصميم الفريد والجاذبية الخالدة والوظائف العملية والاهتمام بالتفاصيل المعقدة، هي بمثابة الحمض النووي الأساسي لعلامتي التجارية. هدفي هو ترسيخ جذوري في عالم الرفاهية، والنموّ ببطء، والاستمرار في اكتساب ثقة الصناعة واحترامها، مع بناء إرث Ellis. أنا فخورة للغاية بعملي، وأتأكد من أنّ كلّ قطعة منتجة تلبّي أعلى المعايير الممكنة، المعايير الخاصّة بي.

من أين تستلهمين تصاميمك؟

عادة ما أجد مصدر إلهامي من السفر. كان لارس نيلسون (المدير الإبداعي السابق لـ Nina Ricci) معلماً لي في بداية مسيرتي المهنية. كنا نتجوّل في باريس، مدينة الأنوار السحرية، وكان يشير إلى الجدران الحجرية القديمة، أو مقابض الأبواب، أو فتحة غلايات الشاي، فكانت الإلهامات الجديدة تتدحرج على لسانه. لقد بدأت حقاً الاهتمام بمحيطي وإدراك مقدار ما يقدّمه العالم. استوحيت مثلاً رمز كوز الصنوبر من رحلة قمت بها إلى الفاتيكان قبل سنوات من بدء Tyler Ellis. حتى يومنا هذا ما زلت أتذكر الوقوف في بلاط Pigna وأنا أنظر إلى نافورة الصنوبر المخروطية الشكل الجميلة القديمة، مفتونة. وبعد سنوات أصبحت جوهر التوقيع الأساسي لعلامتي التجارية.

ما هي الموادّ التي تستخدمينها في الحقائب؟ وهل يعكس تصميمك الحقيبة شخصيّة المرأة التي تحملها؟

عندما تحملين حقيبة من تصميم تايلر أليس يجب أن تشعري بالتميّز والمستوى الرفيع، فأنا أعمل وأقدّم الجلود الجميلة والمميّزة، كما أستخدم الكثير من الجلود الغريبة. لكن عندما أختار جلداً معيّناً أحبّ تقديم التصاميم المختلفة، فأستخدم مثلاً الكروكو أو جلوداً راقية. كذلك أستخدم جلود الأسماك، ما يعبّر عن أقصى درجات الفخامة، وهي غير مألوفة في الأسواق التجاريّة.

نودّ أن تذكري لنا أيّ حقيبة فاخرة تلهمك؟

لطالما انجذبت إلى جمالية تصميم حقيبة Coco Chanel الخالدة. يمكن التعرّف إلى نمطها الجلدي المبطّن الشهير والسلاسل المبطنة أيضاً بالجلد.