نسبة العمليات انخفضت إلى 50%... ومستشفيات تطبق خطة الطوارئ الصحية!

تحوّل لبنان من مستشفى الشرق المتميّز بخدماته الصحية إلى ساحة معركة صحيّة لإبقاء المريض على قيد الحياة. أزماتٌ عدّة في أزمة واحدة يواجهها القطاع الاستشفائي؛ فانهيار البلاد يأخذ معه صحّة المواطن رهينة جديدة. ومع اشتداد هذه المشكلات، التي أصبحت تفوق قدرة المستشفيات على التحمّل، انضم إليها أخيراً، وليس آخراً أزمة الفيول. هذه الأزمة وحدها كفيلة بإقفال العمليات الجراحية وتأجيل أخرى ناهيك بتبعاتها على المرضى، الذين يتلقّون علاجهم في المستشفيات.

وعليه، أعلنت مستشفيات عدّة تحديد أيّام العمليات فيها، أو تقليص عدد هذه الغرف.

"النهار" نقلت بعض الصرخات الطبيّة في المستشفيات نتيجة القرار الأخير، فهل من يستجيب لها؟

 

رزق: تأجيل العمليات "الباردة"

 

 

"نقاوم باللحم الحي" عبارةٌ واحدة اختصر بها مسؤول التواصل والإعلام في مستشفى رزق، مساعد رئيس الجامعة للمشاريع الخاصة، سعد الزين، الوضع الصحي في المستشفيات. وفي ظلّ غياب خليّة أزمة أو خطّة لإدارة الأزمات العديدة الأوجه في البلاد، وضع كلّ مستشفى خطوطه الحمر، مولياً بذلك اهتماماً بصحة المريض في الدرجة الأولى، إذ بات من مسؤوليّات المستشفيات البحث عن الأدوية المفقودة ومحاولة تأمين الأدوات الطبية،بموازاة تأمين الفيول من أجل العمل في الأقسام  كافة، سواء الطوارئ والعيادات الخاصة وصولاً إلى غرف العمليات الجراحية.

ووفق الزين، اتخذ المستشفى قراراً يقضي بالقيام بالعمليات الطارئة فقط، وتأجيل العمليات الباردة، بسبب عدم القدرة على توفير الفيول والنّقص الحادّ في المعدّات الطبية كالتخدير مثلاً. وأدّى التعامل مع هذه الأزمات إلى جمع وضغط المواعيد في الأقسام كافّة، واعتماد طرق عدّة للقيام بواجبهم الإنساني.

ومع كلّ هذه المشكلات، تطرّق مسؤول التواصل والإعلام في مستشفى رزق إلى أزمة أخرى هي كيفية تأمين البنزين للأطباء والعاملين في المستشفى، ومواجهة غلاء تكاليف المواصلات.

 

 

المعونات: غرف العمليات للحالات الطارئة

 

 

صرخة مستشفى رزق كمعاناة المستشفيات الأخرى في البلاد، إذ أكّد جرّاح الأطفال في مستشفى المعونات وجامعة الكلسيك، الدكتور عيسى عيسى، أنّ نسبة العمليّات انخفضت إلى 50% أو 60% مقارنةً بالأمس القريب، وانحصرت بالعمليات الطارئة، التي تتمثل بحوادث السير والالتهابات الطارئة، أي كلّ وضع صحيّ لا يتحمّل التأجيل. فقد وصلت الأمور إلى مرحلة، وصفها عيسى بجملة: "كلّ مستشفى يادوب يقوم بمرضاه" نظراً إلى غياب المستلزمات الطبّية، وأبسطها: الضمادات.

 

وفي كلّ الجنون الذي نعايشه في البلاد، بات المطلوب وضع حلّ جذريّ، وتعاون جميع الجهات الحكومية والاستشفائية والطبية والنقابية، بالإضافة إلى بناء خليّة أزمة بإشراف وزارة الصحّة لإدارتها وتنسيق احتياجات المستشفيات في هذه الأوضاع.