الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أنطاليا: غنى الطبيعة وعبق التاريخ

المصدر: "النهار"
طبيعة أنطاليا الخلابة.
طبيعة أنطاليا الخلابة.
A+ A-
كتبت رولا حميد
 
من الشاطئ الفيروزي إلى الجبال المكللة بالأشجار من كافة الأصناف، إلى التاريخ العميق العابر لمختلف الحقب تتمثل كل منها بمعالم ذات صلة، ومن المغاور المختلفة الأصناف، منها التاريخي، ومنها الطبيعي بمتصاعدات وهابطات، إلى الشلالات الساحرة يكسر رذاذها ضوء الشمس فإذا الفضاء قوس قزح. إنها معالم أنطاليا، المنطقة المتوسطية الواقعة جنوبي غرب آسيا الصغرى، طبيعياً، وتركيا الحضارة سياسياً. 
 
 
وأنطاليا قد تكون أشهر من أن تُعرَّف. هي أجمل القِبلات السياحية في العالم، تطورت بناها السياحية لتستقطب الملايين من أنحاء العالم، مؤمِّنة بذلك حالة تفاعلية إنسانية بين مختلف شعوب العالم يقصدونها للمتعة بأصناف متنوعة، منها الساحلي ومنها الجبلي ومنها التاريخي ومنها البيئي، وقد لا ينتهي التوصيف. 
 
أما ما هو السحر الذي يجذب السياح، فهذا ما نستعرضه في جولة في أنطاليا، التي احتلت المرتبة الثالثة عالميّاً بعد باريس ولندن من حيث السياحة عام 2011، وتمتاز باحتوائها على العديد من الأماكن التاريخيّة القديمة، والتضاريس المتنوّعة، والطبيعة الخلابة، والشواطئ الساحرة، والشلالات المذهلة. 
 
من أشهر وأكثر الأماكن السياحيّة فيها شلالات دودان، والمدينة القديمة، ومنتزه أتاتورك، ومتحف أنطاليا، والمتحف المائي، والمدينة المائيّة، وأليمبوس تلفريك وغيرها...
 
 
تُعدّ مدينة أنطاليا من أشهر مدن تركيا الساحلية، وتقع في الطرف الجنوبي للامتداد الطبيعي المعروف بـ"آسيا الصغرى"، أو تركيا حالياً. وبذلك، هي مدينة مطلة على الحوض الشرقي للمتوسط من جهة الشمال، في الموقع الجغرافي الأكثر لطفاً، والأكثر اعتدالاً، ما جعل المنطقة محط أنظار الطامعين.
 
وهي وجهة رئيسية للسيّاح من كافة أنحاء العالم، وتبلغ مساحتها حوالى 1417 كيلومتراً مربعاً، تمتد على طول 37 كيلومتراً، منها 11 كيلومتراً مخصصة للشواطئ.
 
ويُعتبر حي لارا أحد أرقى أحياء مدينة أنطاليا التركية، ويشتهر بفنادقه الفارهة، وشاطئه المميز برمال ذهبية ومياه فيروزية براقة. 
 
تتميز مدينة أنطاليا بسحرها وطبيعتها، ببحرها وشلالاتها المتدفقة من أعلى الجبال إلى أسفلها بصوتها الرائع، وأهمها:
 
شلالات دودان: تعود تسمية شلالات دودان إلى نهر دودان الذي يغذيها ولا يزيد طوله عن 15 كم على الرغم من أن مصدر المياه يبعد تقريباً مسافة 40كم من نقطة ظهور الشلال، تسير خلاله المياه تحت الأرض طيلة هذه المسافة. 
 
 
شلالات كورشونلو: من أجمل المشاهد لما تقوم به قطرات الماء المتناثرة من الصخور نتيجة لتدفق الماء القوي، وهو تشكيل قوس قزح مذهلاً بألوانه السبعة المتداخلة. تقع على بعد 20 كيلومتراً من شمال شرق مدينة أنطاليا. وتتدفق الشلالات على منحدر عالٍ يقدّر ارتفاعه بنحو 18 متراً، ويربط سبع بحيرات بشلالات صغيرة تقع داخل وادٍ بعمق 2 كيلومتر.
 
شلالات مانافجات: أحد أجمل شلالات أنطاليا، وأشهر الشلالات المائية في تركيا، تشكّل جزءاً من نهر مانافجات العظيم حيث تقع على بعد 3 كيلومترات من قرية مانافجات. يبلغ عرض شلال مانافجات 40 متراً وارتفاعه نحو 2 مترين، إلا أن تدفقه غزير جداً.
 
 
الحدائق
حدائق أنطاليا - أتاتورك: منظرها الطبيعي الساحر بين البحر والمدينة والجبل، يستقطب آلاف السياح، حيث الأجواء الرائعة لجبال طوروس، والمنحدر البحري الذي تكسوه الأشجار، والزهور الفواحة، ومن مميزاتها أن الشمس تشرق عليها 300 يوم في السنة.
 
حديقة "كاراليجلو": أنشئت على المنحدرات، ما أعطاها منظراً ساحراً حيث يتوافر فيها الكثير من الألعاب التي تجلب الفرح والسرور للأطفال، وهي من أجمل حدائق أنطاليا وأكبرها، وتتنوع فيها الورود مع العشب لتعطي رونقاً ولا أبهى.
 
حديقة "تيرميسوس": تقع على بعد 34 كيلومتراً شمال غرب مدينة أنطاليا في قلب جبال طوروس العظيمة، وهي واحدة من أفضل حدائق أنطاليا وأجملها. أما تيرميسوس المدينة فهي واحدة من أهم المدن القديمة. 
 
حديقة حيوانات أنطاليا: تأسست الحديقة عام 1986م وفيها أصناف من الحيوانات المتنوعة ومنها النادر، وتتميز بوجود جداول المياه، والأنهار الصغيرة في أرجائها.
 
 
وفي إقليم أنطاليا، عدة مدن متمايزة، كل منها بخصائص خاصة، ومنها: 
 
كاليتشي: تقع في وسط مدينة أنطاليا، وتتميز بسحرها التاريخي؛ تحتوي على أهم معالم المدينة الأثرية التي تجذب السياح، كما تتميز بشوارعها المرصوفة بالحصى، وأزقتها الضيقة التي تعجّ بالحياة طوال اليوم.
وتُعتبر من أهمّ الأماكن السياحية؛ حيث تنطلق منها الرحلات البحرية لمشاهدة مدينة أنطاليا، وجبال طوروس من البحر، أو للغوص في قاع البحر الأبيض المتوسط واستكشافه. 
 
مدينة كاش: مدينة مغمورة، رغم أنها تجمع بين المعالم التاريخية، والأسواق، والشواطئ الخلابة، والفنادق الفاخرة، والمطاعم التركية الشهية، رغم أنها تحافظ على طابعها كبلدة صغيرة للصيد، والغوص، والسباحة.
 
مدينة كالكان: تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط وعلى بعد 210 كيلومترات غرب مدينة أنطاليا، وفي مكان مليء بأشجار الصنوبر والسرو والأزهار، ويعود تاريخها لمئات السنين، وتنتشر أمامها مجموعة من الجزر الرائعة. تحوي العديد من أماكن السياحة مثل هضبة بازرغان، ومعالم أثرية وتاريخية مثل كهف مافي، ومدرج كانثوس الروماني، وأماكن سياحية وترفيهية أخرى.
 
مدينة فاسيليس: أثرية قديمة جداً. أسسها روديانز قبل الميلاد، وقضى فيها الاسكندر المقدوني فترة طويلة لما تتمتع به من طبيعة خلابة، وموقع تاريخي هام لمحبي التاريخ.
 
منطقة سيدا: من البلدات ذات الطبيعة الخلابة في تركيا، تقع بين مدينتي أنطاليا وألانيا، وتبعد 78 كيلومتراً عن مركز مدينة أنطاليا، تتمايز بغناها التاريخي المجود فيها، تمثل كل منها حقبة من الحقب التاريخية المتلاحقة والحضارات القديمة.
 
كيمير أنطاليا: تتمتع بمزيج مثالي من المعالم التاريخية الرائعة والشواطئ الجميلة ذات السحر والروعة، وتقع بين أحضان الطبيعة وأذرع جبال طوروس العظيمة والخلجان الخلابة.
 
منطقة بيليك: ساحلية تتيح الاستمتاع بالسباحة وركوب الأمواج والغوص والتزلج على المياه.
 
المغاور
مغارة دملاطاش: اكتُشف الكهف بطريق الصدفة نتيجة لتفجير الصخور بواسطة الديناميت من قبل العمال، وعندما دخلوا إلى الكهف واجهوا العديد من الهوابط، والصواعد، في لوحات طبيعية مدهشة.
 
كهف كاراين: كهف صغير مع الكثير من التاريخ، فهو واحد من الكهوف التي قطنها البشر حيث توجد فيه بقايا بشرية للذين عاشوا في أنطاليا منذ آلاف السنين. يقع على بعد 30 كم فقط من المدينة.
 
 
معالم متنوعة
وادي كوبرولو: يمتد على مساحة كبيرة تقدر بحوالي 366 متراً، وعمقه 400 متر؛ ونظراً لجماله ولجذبه الكثير من السياح فقد تم الإعلان عنه كحديقة وطنية في العام 1973م.
 
برج هيديرليك: يقع على منحدرات مدينة أنطاليا، ويطل على خليجها ليكون من أبرز الأماكن السياحية في أنطاليا.
 
تلفريك أوليمبوس: ينقلك من البحر إلى قمم الجبال، افتتح عام 2007م ويقع في منطقة أوليمبوس وهي سلاسل جبلية رومانية تمتد إلى تركيا تغطي قممها الثلوج لارتفاعها الشاهق إذ يبلغ ارتفاع التيلفريك حوالى 2365م.
 
المتحف المائي: يعتبر المتحف المائي المعروف بأكواريوم أنطاليا أكبر حوض للأسماك في أوروبا؛ حيث يبلغ طوله حوالى 131م، ويتيح للسائح مشاهدة الآلاف من المخلوقات البحرية، والأسماك التي جُلبت إلى مدينة أنطاليا من مختلف البحار والمحيطات حول العالم، بما فيها أسماك القرش غير المتوحشة التي يستطيع السائح السباحة معها، كما يحتوي المتحف على أكبر قاعة في العالم مغطاة بالثلوج، حيث تبلغ مساحتها حوالى 150م²، ودرجة الحرارة في القاعة خمس درجات تحت الصفر. 
 
 
بوابة هادريان: يوم زار الامبراطور هادريان مدينة أنطاليا في العام ١٣٠م، شُيّدت له هذه البوابة إحياءً لذكرى زيارته، وفي المدينة معالم تاريخية هامة وفريدة.
 
متحف أنطاليا: تأسس المتحف سنة 1922م، وأنشئ في موقعه الحالي في سنة 1972م، وفي عام 1985م حُدِّث ليضم أهم القطع الأثرية في تركيا، ويقسم المتحف إلى قاعات عرض مختلفة يدل كل منها على حقبة زمنية في تركيا.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم