تعرّف إلى قصر ناووس في عين عكرين: من أضخم معابد الجبل اللبناني (صور)

تقع بلدة عين عكرين في قضاء الكورة على ارتفاع 650 متراً عن سطح البحر. تتميز بموقعها المشرف على سهل الكورة، وبساتين الزيتون المنتشرة في كلّ مكان.

عين عكرين تعني المياه العكرة، أو بحسب بعض الترجمات من السريانية العين الغزيرة. وذلك لكثرة ينابيع المياه التي تغذّي المنطقة. وكانت عين ماء على الطريق المؤدية الى البلدة، ترتوي منها المواشي، ما جعل مياهها عكرة باستمرار. لذلك يُعتقد، بحسب بعض المراجع، بأنّ القرية سُمّيت عين عكرين أي العين العَكِرة.

بالإضافة إلى موقعها المميز وطبيعتها الخلّابة، تتميز بلدة عين عكرين بأهمّيتها التاريخية، وخصوصاً أنها كانت مأهولة بالسكّان منذ أقدم العصور.

تحتفظ عين عكرين حتى اليوم بآثار هيكلين، يُعرف أحدهما محلياً باسم قصر ناووس. شُيّد المعبدان في العصر الروماني، في موقع يشرف على بلدة أميون وسهل الكورة، على أنقاض معابد أقدم عهداً. تعدّ هذه المعابد من أضخم الأبنية الدينية المبنيّة في الجبل اللبناني.

أمام كلّ معبد ساحة رئيسية كانت مخصّصة لتجمّع المؤمنين، يحيط بها سور مستطيل الشكل، بُنيَ بحجارة ضخمة يصل طول بعضها الى ستة أمتار.

يتمّ الدخول الى المعابد عبر مدخلين كبيرين ذوَي جانبين مدرّجين، يساعدان في تدعيم جدارَي الواجهة.  

تصوير ريم قمر

تنتشر في أرجاء الساحتين بقايا من الأعمدة، التي كانت تنتصب عند مداخل المعبدين. بالإضافة الى عدد من تيجان الأعمدة الكورنثية المنقوشة بشكل دقيق وجميل، شاهدة على أهمية المعابد وجمال هندستها.

وتنتشر بين حجارة المعابد أجران ومعاصر كانت مخصّصة لعصر الزيتون، وخصوصاً أنّ المنطقة كانت وما زالت تشتهر بزراعة الزيتون.

عُثر بجانب المعبد الشمالي الغربي على حجر كبير، عليه نقش يمثّل الإله بعل، ويحيط برأسه شعاع. ومن المرجّح أنه كان يتوسّط جبهة المعبد.

وفي التلّ الصخريّ الواقع شرقيّ المعبد الكبير، قبور مثلّثة الحنايا تعود الى العهود القديمة. وقد استمر استخدامها لاحقاً في العهود المسيحية البيزنطية، وخصوصاً أنّ علامة الصليب تعلو مداخل بعضها.

وفي العهد الصليبي، شيّد أمام المعبد الجنوبي كنيسة صغيرة للعذراء مريم، لا تزال معالمها ظاهرة حتى اليوم.

تصوير ريم قمر