الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

في عيد الحب عادات وتقاليد منبثقة من الأساطير

المصدر: النهار
ريم قمر
عيد الحب
عيد الحب
A+ A-

تحتفل معظم شعوب العالم بعيد الحب في 14 شباط (فبراير) من كل عام. في هذه المناسبة الجميلة، يتم تبادل الحلوى والزهور والهدايا بين الأحباء، وكل ذلك باسم القديس فالنتين. لكن من هو هذا القديس الغامض ومن أين أتت هذه التقاليد؟ تعرّف إلى تاريخ عيد الحب، وما ترافق معه من عادات وتقاليد التي ما زال بعضها مستمراً حتى اليوم.

 

أسطورة القديس فالنتين

يسود بعض الغموض حول تاريخ عيد الحب وقصة القديس فالنتين. فلقد بدأ الاحتفال بعيد الحب في شهر شباط (فبراير) منذ زمن طويل باعتباره شهر الرومنسية. يطلق على عيد الحب تسمية عيد القديس فالنتين، وقد ارتبطت هذه المناسبة بتقاليد مسيحية ورومانية قديمة.

بحسب الكنيسة الكاثوليكية يوجد ثلاثة قديسين على الأقل يُعرفون بفالنتين أو فالنتينوس. تقول إحدى الأساطير أن فالنتين كان كاهنًا خدم خلال القرن الثالث في روما. خلال هذه المرحلة قام الإمبراطور كلوديوس الثاني بحظر زواج الشباب  لقناعته أن الجنود العزاب هم أفضل بكثير من أولئك الذين لديهم زوجات وعائلات. تحدى فالنتين هذا القرار الظالم واستمر في تزويج العشاق في السر. عندما اكتشفت تصرفات فالنتين، أمر كلوديوس بإعدامه.

 
 

كما وتشير قصص أخرى إلى أن فالنتين ربما يكون قد قُتل لمحاولته مساعدة المسيحيين على الهروب من السجون الرومانية القاسية، حيث تعرضوا للضرب والتعذيب في كثير من الأحيان. وهناك أسطورة أخرى تتحدث عن  قصة فالنتاين المسجون الذي وقع في حب فتاة ربما تكون ابنة أحد السجناء. قبل وفاته، كتب لها رسالة موقعة "From your Valentine"، وهو تعبير ما زال مستخدمًا حتى اليوم. على الرغم من اختلاف أساطير عيد الحب وغموضها، إلا أن جميع القصص تؤكد على شخصية فالنتين الجذّابة والمتعاطفة والأهم من ذلك الرومنسية. بحلول العصور الوسطى، أصبح فالنتين أحد أشهر القديسين في إنجلترا وفرنسا.

 

 

الاحتفال بعيد الحب عبر التاريخ

يعتقد البعض أنه يتم الاحتفال بعيد الحب في منتصف شهر شباط (فبراير) لإحياء ذكرى وفاة فالنتين. ولكن من المرجح أن الكنيسة قررت إعلان عيد القديس فالنتين في هذا التاريخ في محاولة منها لـ "تنصير" الاحتفال الوثني بعيد Lupercalia الذي كان يجرى في الوقت عينه. وكان هذا المهرجان مخصصا للاحتفال بالاله فاونوس، إله الغابات والحقول عند الرومان، وكذلك بمؤسسي روما التوأمين رومولوس وريموس.

خلال المهرجان، كان كهنة Luperci يجتمعون في كهف مقدس حيث يُعتقد أن الرضيعين رومولوس وريموس، قد تلقيا الرعاية من ذئب. فيقوم الكهنة بذبح عنزة كرمز للخصوبة. ثم ينزعون بعد ذلك جلود الماعز، ويغمسونها في دم الأضاحي ويخرجون إلى الشوارع، ويصفعون فيها بلطف كل النساء والمحاصيل الزراعية ليصبحن أكثر خصوبة في العام المقبل. كما وتقوم الفتيات العازبات بوضع أسمائهن في جرة كبيرة ويقوم بعدها كل عازبي المدينة باختيار اسم امرأة تصير زوجته المستقبلية.

 
 

مع بدء المسيحية في روما حُظر هذا الاحتفال. وفي نهاية القرن الخامس، أعلن البابا جيلاسيوس يوم 14 شباط (فبراير) عيد القديس فالنتين. ومع ذلك، لم يكن ذلك اليوم مرتبطًا بالحب. وخلال العصور الوسطى، ساد الاعتراف بهذا التاريخ كعيد للحب والرومنسية في فرنسا وإنجلترا بحيث كان هذا التاريخ يشكل ايضا بداية موسم تزاوج الطيور. كان الشاعر الإنجليزي جيفري تشوسر  أول من أعلن عيد القديس فالنتين يومًا للاحتفال الرومنسي وذلك في قصيدته " Parlement of Fouls".

 

 

"كيوبيد" ملاك الحب

غالبًا ما يتم تصوير كيوبيد على أنه ملاك عارٍ يطلق سهام الحب على العشاق. لكن الإله الروماني كيوبيد له جذوره في الأساطير اليونانية باعتباره إله الحب اليوناني، إيروسEros . يعتقد البعض انه ابن نيكس وإريبوس؛ والبعض الآخر يقول أنه ابن أفروديت وزيوس.

وفقًا لشعراء اليونان القدامى، كان إيروس شابًا وسيمًا خالدًا يلهو بمشاعر الآلهة والرجال، مستخدمًا الأسهم الذهبية لتحريضهم على الحب وزرع النفور عند الآخرين. لم يكن حتى الفترة الهلنستية، حيث بدأ  كيوبيد يصوّر على أنه الطفل السمين المشاغب والمرح، الذي يظهر اليوم كرمز للحب.

 
 

بطاقات عيد الحب

يتم الاحتفال بعيد الحب في مختلف أنحاء العالم، الا أنه يحمل طابعا خاصا في الولايات المتحدة، وكندا والمكسيك والمملكة المتحدة وفرنسا وأوستراليا. في بريطانيا العظمى، بدأ الاحتفال بعيد الحب على نطاق واسع في حوالى القرن السابع عشر. وبحلول منتصف القرن الثامن عشر، كان من الشائع أن يتبادل الأصدقاء والعشاق هدايا رمزية صغيرة لاظهار المودة والعشق. كانت تترافق معها عبارات مكتوبة بخط اليد، وبحلول عام 1900 بدأت البطاقات المطبوعة تحل محل الرسائل المكتوبة بسبب التحسينات في تقنية الطباعة. كانت هذه البطاقات الجاهزة وسيلة سهلة للأشخاص للتعبير عن مشاعرهم.

وفي أميركا بدأ الأحبة بتبادل البطاقات المصنوعة يدويًا منذ أوائل القرن الثامن عشر. ولقد ابتكرت هاولاند، المعروفة باسم "أم عيد الحب"، إبداعات متقنة باستخدام الدانتيل الحقيقي والأشرطة والصور الملونة. ظل هذا التقليد شائعاً حتى اليوم، فيتم إرسال 145 مليون بطاقة عيد الحب كل عام تقريبا.

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم