الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

طرابلس... مساجد ومدارس تعكس رونق الفن المملوكي

المصدر: النهار
ريم قمر
الجامع المنصوري الكبير
الجامع المنصوري الكبير
A+ A-

تمتاز مدينة طرابلس عن غيرها من المدن اللبنانية كونها عابقة بالحضارة والتاريخ. تحتضن المدينة داخل أحيائها التراثية أكثر من أربعين بناءً تاريخيًا وأثريًا من مساجد ومدارس وخانات وحمامات تعود بمعظمها إلى عهد المماليك الذين اهتموا بإعادة بناء المدينة وأعطوها أهمية استثنائية. لا تزال هذه الأبنية المميزة بطرازها المعماري والفني الإسلامي شاهدة على غنى المدينة وازدهارها في تلك الحقبة. ندعوك لتكتشف معنا هذه المجموعة من أجمل الجوامع والمدارس الإسلامية في المدينة.

 

نصوير مارك فياض
 
 

الجامع المنصوري الكبير

يعدّ جامع المنصوري الكبير من أعظم وأكبر وأجمل مساجد مدينة طرابلس القديمة. بني هذا المسجد في الفترة المملوكية بين عامي 1294 و1315 مكان كنيسة صليبية كبيرة كانت تعرف باسم "كنيسة العذراء ذات البرج". أطلق عليه اسم الجامع المنصوري الكبير نسبة الى فاتح طرابلس "المنصور قلاوون".

يتميز المسجد ببساطة بنائه وتصميمه؛ فهو يتألف من صحن فسيح يتوسطه حوض الوضوء التي تعلوه قبة. وتحيط بالصحن الأروقة المعقودة التي تزيده أناقة وجمالًا.

يتميز المسجد بمئذنته المربعة الشكل والمصممة وفقًا للتصميم اللومبردي، بالإضافة إلى الساعة الشمسية التي تساعد في تحديد وقت الأذان.

 

نصوير مارك فياض
 
 
 

نصوير مارك فياض
 

 

جامع طينال

يقع جامع طينال على مدخل مدينة طرابلس الجنوبي، وهو يعتبر واحداً من أعرق مساجد طرابلس وأجملها.

أمر ببناء المسجد الأمير سيف الدين طينال في العام 1336، مكان كنيسة الكرمليين الصليبية التي كانت مبنية على أنقاض معبد روماني كان مكرسًا لعبادة "البعل القدّوس".

يتميز المسجد بجمال تصميمه الذي يجمع بين عناصر الفن الروماني والإسلامي، فيحتوي المسجد على عدد من الأعمدة الغرانيتية مع تيجانها، وهي تزين قاعة الصلاة الخارجية. وتفصل بين قاعتي الصلاة بوابة جميلة تزينها المقرنصات والمرمر الملون، وهي تعدّ من أجمل مخلّفات الفن المملوكي في المنطقة. وللمسجد خمس قبب خضراء اللون متفاوتة الحجم تميزه عن باقي مساجد المدينة.

 

نصوير مارك فياض
 
 
 
نصوير مارك فياض
 

 

جامع ومدرسة الطواشية

بني هذا الجامع في النصف الثاني من القرن الخامس عشر في عهد الأمير سيف الدين الطواشي ، ولقد كان عبارة عن مدرسة لتعليم القرآن الكريم وفقه الحديث. ومع تعطّل عمل المدارس المملوكية التي أنشئت في كافة أرجاء المدينة، تحوّلت الطواشية الى جامع في سوق الصاغة.

تضم المدرسة ضريحاً لأحد الأولياء، وقاعة للصلاة. وهي تتميز بهندستها الإسلامية المملوكية الظاهرة في بوابتها التي تزينها المقرنصات والنقوش المتداخلة الجميلة.

 
نصوير مارك فياض
 
 
 

نصوير مارك فياض
 

 

جامع الأويسية

بنى هذا المسجد محيي الدين الأويسي، أحد شيوخ الطريقة الأويسية وذلك في النصف الثاني من القرن الخامس عشر. يقع على مقربة من القلعة، وهو من أبرز المعالم التاريخية في المدينة.

يتميز المسجد بقبته الكبيرة التي أعيد ترميمها في الفترة العثمانية. إلى جانب المسجد كانت تقوم كنيسة صليبية حوّلت فيما بعد الى مسجد كان يعرف سابقًا بجامع السروة، ولكنه دُمج لاحقاً مع جامع الأويسية. يوجد في حديقة المسجد ضريحان الأول لمحمود بك السنجق والثاني لحاكم طرابلس العثماني أحمد باشا الشلق. كما وألحق بالمسجد مدرستان لتعليم القرآن والفقه الإسلامي.

 
نصوير مارك فياض
 
 
نصوير مارك فياض
 
 

المدرسة النورية

بنى هذه المدرسة الأمير سنقر بن عبدالله النوري في العام 1333. تتميز المدرسة بمحرابها الذي يعدّ الأجمل في المدينة والذي يتميز ببلاط الرخام المزخرف بالفسيفساء المتعدد الألوان. وفي الطرف الشمالي من المدرسة يوجد ضريح يُعتقد أنه بني على يد الأمير طرمش بن عبد الله الدوادار.

 
نصوير مارك فياض
 

 

جامع ومدرسة البرطاسية

بني هذا المجمّع الذي يضم مدرسة وجامعًا في القرن الرابع عشر. تقع هذه المدرسة على ضفة نهر أبو علي وهي تتميز بتصميمها الذي يعكس جمال الفن المملوكي. يتم الدخول إليها عبر مدخل فخم تتعاقب فيه مداميك سوداء وأخرى بيضاء.  يؤدي المدخل إلى فناء مربع تغطيه قبة كبيرة ومرتفعة ترتكز على أربعة مثلثات كروية مقرنصة. وكسي الجدار بالرخام المتعدد الألوان، وزيّن المحراب بالفسيفساء المذهبة التي زادته رونقًا وفخامة. مئذنة الجامع مربعة الشكل تنير واجهاتها نوافذ صغيرة متوأمة.

 
نصوير مارك فياض
 

 

جامع التوبة

بني جامع التوبة على يد السلطان الناصر محمد بن قلاوون في القرن الرابع عشر، وهو يشبه بتصميمه الداخلي الجامع المنصوري الكبير. شهد المسجد أعمال ترميم وتجديد خلال الفترة العثمانية بعد أن تضرر من جراء فيضان نهر أبو علي. يمكن الدخول إلى المسجد من بابين في الجهة الشرقية والشمالية، وهو يتميز بفنائه الخارجي الذي كانت تتوسطه بركة ماء مخصصة للوضوء.

 
نصوير مارك فياض
 

 

المدرسة السقرقية

بنيت المدرسة في العام 1359 على يد سيف الدين اقطرق الذي كان حاجبًا في نيابة المدينة. تتميز المدرسة ببنائها المستطيل والقبة الجميلة التي تعلوه. كما ويزين واجهتها شريط طويل من الكتابات التي هي عبارة عن نص وكتابة قرآنية وشعار أميري يتمثل بسيف. وعند مدخل المدرسة وضع عمودان ضخمان من الغرانيت. تحتوي المدرسة على ضريح مقبب يحمل آيات قرآنية مكتوبة بالخط الديواني.

 

نصوير مارك فياض
 
 
 

نصوير مارك فياض
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم