النهار

النهار

باكستون... تنعشكم بالمياه المعدنيّة وتداويكم بالمياه الحراريّة!
المصدر: "النهار"
من عمق الريف البريطاني تطل عليكم بلدة باكستون Buxton الجميلة وكأنها لوحة فنية رسمتها أنامل الزمان. كل شيء في هذا المكان المغمور بالسحر والرومانسية يناديكم للارتماء في أحضان هذه البلدة الشهيرة بمياهها المعدنية التي تحمل اسمها، وبمياهها الحرارية العلاجية التي استخدمها الرومان منذ حوالي 2000 عام للتعافي من أمراض النقرس، والروماتيزم، وعرق النسا، والأعضاء المشلولة، والأعصاب المتصلبة.
باكستون... تنعشكم بالمياه المعدنيّة وتداويكم بالمياه الحراريّة!
فندق "إنسانا باكستون كريزنيت" وقبة "ديفونشاير" جاران.
A+   A-
من عمق الريف البريطاني تطل عليكم بلدة باكستون Buxton الجميلة وكأنها لوحة فنية رسمتها أنامل الزمان. كل شيء في هذا المكان المغمور بالسحر والرومانسية يناديكم للارتماء في أحضان هذه البلدة الشهيرة بمياهها المعدنية التي تحمل اسمها، وبمياهها الحرارية العلاجية التي استخدمها الرومان منذ حوالي 2000 عام للتعافي من أمراض النقرس، والروماتيزم، وعرق النسا، والأعضاء المشلولة، والأعصاب المتصلبة.
 
 
وباكستون هي واحدة من أرقى بلدات المنتجعات الصحية في بريطانيا، تتهادى على تلال مقاطعة "ديربيشير" Derbyshire في وسط بريطانيا، وعلى حافة "متنزه بيك ديستريكت الوطني" The Peak District National Park الذي يعد بوابة لهذه المنطقة ذات الجمال الطبيعي الأخاذ، حيث تتباين الأراضي الزراعية المتدحرجة والغابات والأودية العميقة مع الهضاب الحجرية العالية. والبريطانيون عاشوا في هذه البقعة الخضراء منذ آلاف السنين وتركوا إرثاً عظيماً من التاريخ الثقافي والمعماري الذي ستلمسونه حتماً عندما تحملكم أسفاركم إليها.
 

من لندن إلى باكستون!
تمتد الطريق من لندن إلى باكستون كحلم هادئ بين الحقول الخضراء والمروج النائمة. وسرعان ما تبدأ المدينة الصاخبة بالابتعاد شيئاً فشيئاً، لتفسح المجال لطبيعة غناء تبسط جناحيها لتحتضن المسافرين بلطف النسيم العليل ودفء الشمس. وتخترق الطرق الغابات المورقة، حيث تتراقص ظلال الأشجار على الأرض مثل رسائل حبٍ من الماضي. في الأفق، ترتفع تلال "ديربيشير" العتيقة، تحمل بين طياتها أسرار الزمن وجمال الطبيعة البكر. وتستمر الرحلة، والساعات تتلاشى كما تتلاشى النجوم في سماء الفجر. ومع كل ميلٍ يُقطع، تتفتح نوافذ القلب على مشاهد جديدة، من القرى الهادئة التي يسكنها أناس طيبون، إلى السهول الخصبة والمراعي، والأنهار الصغيرة التي تعكس ضوء الشمس كأنها درر متناثرة. وأخيراً، نصل إلى باكستون، تلك الجوهرة المختبئة في حضن التلال لتستقبلنا بشوارعها الضيقة المرصوفة بالحجارة، ومبانيها العريقة التي تروي حكايات ماض مجيد. هنا، تحت سماءٍ صافية، تتوقف السيارة، لكن الروح تستمر في السفر، تحلق مع الرياح بين جبال باكستون، تحمل معها ذكريات الطريق وصوت المحرك الذي غنى لحن الحرية لأربع ساعات متتالية.
 
جوهرة معمارية!
تجمع باكستون بين سحر الطبيعة وعبقرية الهندسة المعمارية في مزيج فريد يسرق الألباب. وزيارة باكستون ليست مجرد رحلة إلى الماضي، بل هي تجربة فنية وثقافية تغني الروح وتثري العقل. في كل زاوية من زوايا هذه البلدة العريقة، ستجدون المباني التي تحمل بين جدرانها ذكريات عصور مضت، لكنها تبقى شاهدة على جمال الهندسة وروعة الفن الذي لا يزول. في هذا الركن البديع من بريطانيا، يقف فندق "إنسانا باكستون كريزينت" Ensana Buxton Crescent شامخاً كجوهرة في تاج البلدة. وهذا الفندق العريق هو رحلة في عالم الفخامة والراحة منذ القرن الثامن عشر. وهو تجسيد لاثنين من الفنادق الكبرى التي كانت مشيدة فوق المياه الحرارية، وكانت الوجهة المفضلة للباحثين عن التعافي بتلك المياه العلاجية.
 
وعلى مدى سنوات طويلة اجتذبت باكستون أعداداً كبيرة من أصحاب النفوذ والأثرياء وكبار السن للعلاج بالمياه الحرارية. ولكن مع تقدم الطب الحديث لم تعد علاجات المياه الحرارية مفضلة لدى الكثيرين، فسقط المبنى وأُغلقت أبوابه. مع إطلالة عام 2020 أعادت شركة "إنسانا" الرائدة في إدارة المنتجعات الصحية وتشغيلها في أوروبا، افتتاح فندق"إنسانا باكستون كريزينت" بعد عملية تجديد استمرت 17 عاماً، وبتكلفة وصلت إلى 70 مليون جنيه إسترليني أو ما يعادل 90 مليون دولار أميركي. في رحاب الفندق ستكون بمتناول الضيوف 81 غرفة غاية في الأناقة، وستة متاجر، ومطعم واحد، وثلاثة مسابح منفصلة بما في ذلك مسبح خارجي مع شرفة خارجية لكي ينعم الجميع بإقامة مكللة بالراحة والرفاهية.
 
  
 
المنتجع الصحي!
لا تطيب الإقامة في "إنسانا باكستون كريزينت" من دون التعريج على منتجعه الصحي الذي يضع تحت تصرفكم باقة متنوعة من العلاجات التي تشمل حمام باكستون المعدني بثاني أوكسيد الكربون CO2 Buxton Mineral Bath الذي يفيض بالمياه المعدنية الحرارية، ويساعد على الاسترخاء وخفض ضغط الدم في الجسم. وعلاج حزمة الطين الحراري Therapeutic Thermal Mud Pack التي تأتي من بحيرة هيفيز في المجر، وتحتوي على مستويات مركزة من المعادن التي يتم تسخينها لتصل إلى 40 درجة مئوية لتطبيقها على المفاصل لتخفيف آلام المفاصل والمساعدة على الاسترخاء. هذا بالإضافة إلى العلاج في كهف الملح Salt Cave الذي هو عبارة عن غرفة مصنوعة يدوياً من كتل الملح الطبيعي المجري. فكل ما عليكم القيام به هو الاستلقاء على الكرسي وتنشق الهواء المالح لعلاج جهاز التنفس. وإذا أحببتم الاسترخاء فما عليكم إلا تجربة علاج حمام المساج المائي Hydro Massage Bath الذي يوفر نفاثات لطيفة لتدفئة العضلات واسترخائها. ويمكنكم هنا استخدام علاج التدليك تحت الماء Underwater Jet Massage فهو مثالي لتخفيف التوتر.
 
ويطيب في المنتجع الصحي أيضاً اختيار العلاج المعروف بتدليك حركة الأمواج Wave Motion Massage. تحاكي هذه التقنية المبتكرة الحركات اللطيفة والإيقاعية للبحر، ما يوفر تجربة استرخاء عميقة. أثناء العلاج، يتحرك جدول خاص بحركة الأمواج بهدوء ويدور، ما يسمح للجسم بالتحرك في ثلاثة أبعاد. تساعد هذه الحركة اللطيفة في تخفيف توتر العضلات، وتحسين مرونة المفاصل، وتعزيز الشعور العام بالرفاهية.
 

وجهة سياحية للجميع!  
وباكستون هي وجهة سياحية محببة لجميع أفراد الأسرة، كونها تزخر بالمعالم السياحية والنشاطات الترفيهية التي تلاقي استحسان الجميع. ولذلك ندعوكم لزيارة "دار باكستون للأوبرا" Buxton Opera House  التي تعد من بين أهم المسارح الإقليمية الرائدة في بريطانيا والتي تقدم عروض الرقص، والكوميديا، وعروض الأطفال والتمثيل، وعروض الرقص على الجليد. هذا بالإضافة إلى زيارة حدائق "بافيليون" Pavilion Gardens الخلابة التي توفر مساحة واسعة للمشي لمسافات طويلة بين الزهور والاستمتاع بالمناظر الطبيعية وتنشق هواء باكستون المنعش. ويمكنكم أيضاً تجربة ركوب القطار للتنزه وسط هذه الحدائق الغناء. اسألوا كل من حملته أسفاره إلى باكستون عن أكثر المباني المثيرة للإعجاب، فسيأتي الجواب مشابهاً. إنها قبة "ديفونشاير" The Devonshire Dome التي كانت في السابق إسطبلات للخيول قبل أن تتحول إلى قاعة معمارية مذهلة تجمع بين البساطة والضخامة، وتستخدم اليوم كمركز ثقافي وجامعي. تم تصميم هذه القبة التي تتعالى في أفق البلدة في القرن الثامن عشر على يد المهندس المعماري جون كار، وبطلب من دوق "ديفونشاير" الخامس. وتُعد اليوم واحدة من أكبر القباب ذات الهيكل الحر في أوروبا، وتحتضن 44 عموداً. تمثل القبة رمزاً للقوة وتظهر دقة العمارة الفيكتورية التي انطلقت من بريطانيا لتغزو أكثرية بلدان العالم. فعند زيارتكم باكستون لا تنسوا استكشاف عبق تاريخها الغافي على مبانيها العتيقة، ولا تنسوا أيضاً ارتشاف مياهها العذبة أو الارتماء في مياهها الدافئة لاسترجاع الصحة والعافية في رحاب الريف الإنكليزي الجميل. لتجعلوا من زيارتكم باكستون تجربة لا تنسى فما عليكم سوى زيارة بئر "سانت آن" St Ann’s Well المعروفة بأنها زودت سكان باكستون بإمدادات من المياه الحرارية. وقد وصف الفيلسوف الإنكليزي توماس هوبز هذه البئر بأنها من عجائب منطقة "بيك ديستريكت"، إذ إن مياهها تشفي الأعضاء المشلولة، والأعصاب المتصلبة. ومن ضمن جولتكم السياحية في المدينة لا تنسوا زيارة مياه باكستون المعدنية الطبيعية التي بدأت رحلتها في عباب البلدة منذ 5000 عام جراء المطر المتساقط على التلال المتموجة في تلك المنطقة ثم تسللت عبر الصخور لتتحول تدريجياً وببطء شديد إلى الأسفل عبر الحجر الجيري، وبعدها يتم ضخها طبيعياً لتصبح جاهزة للتعبئة.

بوابة العالم السري!
تخفي باكستون في أعماقها مجموعة من الكهوف الطبيعية التي تشكل متحفاً جيولوجياً فريداً. تعتبر هذه الكهوف بمثابة بوابة لعالم سري تحت سطح الأرض، مليء بالأسرار والجمال الطبيعي.
 إذا كنتم من محبي المغامرات فندعوكم إلى زيارة كهف "بولز" Poole’s Cavern وهناك سيكون بانتظاركم مرشد سياحي ليأخذكم بجولة داخل ذلك الكهف المكون من الحجر الجيري ومعاينة كيف غطت الهوابط البلورية تلك المساحة على مدى ملايين السنين.
يستقبل الكهف الزوار يومياً، وتستمر الرحلة بداخله حوالي 45 دقيقة حيث سيعرفكم المرشد السياحي إلى الممرات الرائعة تحت الأرض وهو يقص على مسامعكم مجموعة من الأساطير المثيرة. تجربة القارب الفريدة ستكون بانتظاركم في كهف "سبيدويل" Speedwell Cavern، وفيه ستتنقلون عبر ممرات مائية تحت الأرض، وستدخلون ممرات مائية تشكلت عبر آلاف السنين، ما يجعله وجهة مثالية لعشاق الجيولوجيا والمغامرات على حد سواء. أما أكثر الكهوف شهرة في المملكة المتحدة فهو كهف "بلو جون" Blue John Cavern الشهير بجماله الطبيعي الخلاب وتاريخه الغني. يضم الكهف رواسب نادرة من حجر "بلو جون" الذي يتميز بألوانه الزرقاء والبنفسجية الفريدة، كما يعتبر بمثابة كنز جيولوجي إذ يمكن للزوار اكتشاف صالات عرض كبيرة تحتوي على تشكيلات صخرية رائعة تعود إلى ملايين السنين. ومن بين كهوف باكستون العديدة يبرز كهف "تيتان" Titan Cave أو "الكهف العملاق" الذي هو الأعمق في البلاد. يبلغ عمقه أكثر من 141 متراً، ويقدم تجربة فريدة للباحثين عن الإثارة، ويشتهر بمساحاته الشاسعة، وارتفاعاته الشاهقة، وتشكيلاته الصخرية المذهلة التي تعكس عظمة الطبيعة وقوتها عبر الزمن. هكذا تدعوكم باكستون لاكتشاف كنوزها الطبيعة المخبأة تحت أرضها، وارتشاف مياهها المعدنية العذبة، والاسترخاء في مياهها الدافئة لتسترجعوا الصحة والعافية في إحدى أجمل بقاع بريطانيا على الإطلاق.
 
كيفية الوصول إلى باكستون: 
تسيّر العديد من شركات الطيران العربية رحلات منتظمة إلى مطار "هيثرو" اللندني، أو إلى مطاري "مانشستير" و"بيرمينغهام" القريبين من باكستون. 
تستغرق الرحلة بالسيارة من لندن إلى باكستون حوالي 4 ساعات، ستعبرون خلالها الطريق المعروفة باسم "كات أند فيدل" Cat and Fiddle وهي من أشهر الطرق في منطقة "بيك ديستريكت" وتتميز بتعرجاتها وسط أبهى المناظر الطبيعية.
تستعرق الرحلة بالقطار من محطة "يوستون" Euston في لندن إلى بلدة "ماكلسفيلد" Macclesfield القريبة من باكستون حوالي ساعة و50 دقيقة. 
تستغرق الرحلة بالسيارة من مطار "مانشستير" إلى باكستون حوالي 45 دقيقة.
تستغرق الرحلة بالسيارة من مطار "بيرمينغهام" إلى باكستون حوالي ساعة و40 دقيقة. 
يمكنكم الحصول على المزيد من المعلومات عن فندق "إنسانا باكستون كريزنت" من خلال النقر هنا
يمكنكم الحصول على المزيد من المعلومات عن بلدة باكستون من خلال النقر على الموقع الإلكتروني هنا. 
 

الكلمات الدالة