بالفيديو - "الشارقة القرائي للطفل 12" يودّع 80 ألف زائر ويوجه رسالة: افتَح نافذة لخيالك"

 بعد 11 يوماً من مهرجان "الشارقة القرائي للطفل"، اختتمت فاعلياته بلحظات جمعت فرحة الصغار وضحكة ذويهم، فكان مساحة تواصلية لاكتساب المعارف واختبار التطبيقات الذكية، وشكّل محطة تلاقي ثقافات متنوعة وإطلاق لخيالهم الإبداعي نحو اللامستحيل، حيث ضمّ 537 فاعلية في في الشارقة وأبو ظبي ودبي والفجيرة ورأس الخيمة، وتعرفوا إلى نجوم من الوطن العربي والعالم.

وبعدما رسم المهرجان خريطة للأحداث الثقافية، ها هو يدوّن أهم المحطات المبتكرة في التواصل مع العلماء، والحضّ على الإقدام والتجربة.

قصة تروى ولا تنتهي

وما بين إبداعات الفنون وجماليات الطرح الأدبي، عاش أكثر من 80 ألف زائر، لحظات استثنائية مزجت بين فاعليات الثقافة، والفنّ، والعروض المسرحية، حيث استمتع الجمهور بـ537 فاعلية قدّمها 32 ضيفاً من 15 دولة عربية وأجنبية، أبدعوا في الطرح، وأغنوا تجربة الأطفال بالكثير من الخبرات والتجارب العلمية والعملية.

مكتبات ثقافية لا تنضب

وعلى امتداد 11 يوماً، تحوّل المهرجان إلى مكتبة ضخمة، قدّمت لزوّارها 172 إصداراً  من 15 دولة عربية وأجنبية تصدّرت دولة الإمارات والمملكة المتحدة ولبنان قائمة المشاركين. كما فتح أمام الزوّار مساحة فنية رحبة من خلال الدورة الـ9 من "معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل" الذي شارك فيه 395 مبدعاً من 50 دولة، منهم 106 مبدعاً من 15 دولة عربية، و289 فناناً من 35 دولة أجنبية، ليتعرفوا إلى أجمل اللوحات التي شكّلت لغة بصرية استثنائية تخاطب القرّاء الصغار.

العالم كلّه على خشبة المسرح

وتجاوز المهرجان دوره في دعم صناعة الكتاب وأدب الطفل، حيث قدم على خشبة المسرح عروضاً متميزة، في مقدمتها: عرض "كتاب الأحلام" الذي يعدّ أول عمل مسرحي أشرفت على إنتاجه هيئة الشارقة للكتاب، وشارك فيه كلٌ من وديمة أحمد، وهبة الدري، وأحمد بن حسين، وبدر الشعيبي وآخرون. كذلك استضاف نخبة من الأعمال المسرحية أبدعت فيها نخبة من النجوم، إلى جانب مجموعة من الأعمال المسرحية التي حظيت باهتمام كبير من الزوار.

المهرجان انطلق من الشارقة إلى كلّ إمارات الدولة

وللمرّة الأولى في تاريخه، لم يكتفِ المهرجان في تقديم فاعلياته وأنشطته في مركز "إكسبو" الشارقة، بل التقى أهل مدينة دبا الحصن وكلباء نخبة من الكتّاب والمبدعين، فيما استضافت أبوظبي عدداً من الفاعليات الثقافية في ياس مول، واستقبلت مكتبة الصفا في دبي جلسات ثقافية حشدت حولها فنانين ورسامين ونقاد، ووصل فاعليات الحدث إلى كلّ من الفجيرة ورأس الخيمة التي فتحت أبواب مؤسساتها الثقافية أمام مبدعو الوطن العربي والعالم.

وفي هذا السياق، أكد رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد العامري، أنّ الحدث الثقافي شكل بوابة استكشف من خلالها الأطفال مواهبهم وقدراتهم، مضيفاً أنّه "كان فرصة استثنائية خاصة في ظلّ هذه الظروف لالتقاء الأطفال بأقرانهم، وإعادتهم إلى التفاعل مع الكتاب وصنّاعه عن قرب، من خلال توفير فضاء للعب واكتساب الخبرات في مختلف المجالات".

وفي الوقت الذي شدد فيه العامري على ضرورة الاستثمار بالأجيال الجديدة والارتقاء بطاقاتها ومواهبها، استناداً إلى رؤية عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سلطان بن محمد القاسمي، أبدت منسقة عام مهرجان الشارقة القرائي للطفل، خولة المجيني، حرصها أن يكون المهرجان قد شكل بوصلة لبناء شخصية الطفل ووعيه الثقافي ورعاية مواهبه دون الوقوف عند حدود ما.

إجراءات احترازية لمواجهة كورونا

وقدم المهرجان نموذجاً مميزاً في تنظيم فاعليات دولية وجماهيرية مع مراعاة كافة الاجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من فيروس كورونا، حيث كانت تبدأ يومياً وطوال أيام المهرجان عمليات تعقيم تتولاها فرقٌ متخصصة تمتلك أحدث الأجهزة التي تعمل بتقنيات متطورة وبالاشعة فوق البنفسجية لتعقّم كافة أرجاء المهرجان، ليكون الحدث بيئة ملائمة لزوّاره، في الوقت ذاته تم توفير ماسحات حرارية ومعقمات، إضافة إلى سياسات التشديد على ضرورة الالتزام بارتداء الأقنعة وتطبيق سياسات التباعد الجسدي.

فاعليات طهي.. وقصص مصورة

وعلى امتداد الحدث، تذوّق الزوّار أشهى الأطباق التي أبدع في تقديمها، 4 من أشهر الطهاة العرب على امتداد 20 فاعلية طبخ متخصصة. وأتاح الحدث فرصة لعشاق القصص المصورة (الكوميكس) للاستفادة من 110 ورشات قدّمها متخصصون وخبراء من مختلف دول العالم، إلى جانب 22 عرضاً ترفيهياً فنياً شارك فيه مبدعون من إيطاليا وبولندا.

ويعتبر مهرجان الشارقة القرائي للطفل واحداً من أهم الفاعليات الثقافية والمعرفية الموجهة للأطفال واليافعين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وقد تجاوز دوره من كونه معرضاً للكتاب إلى حدث متكامل، يساهم في إغناء معارف الزوار بالعلوم والآداب النافعة، بمشاركة نخبة من المؤسسات والجمعيات والمراكز المعنية بالأطفال.