الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

هجمات تنظيم "الدولة الاسلاميّة" داخل إسرائيل تثير قلقاً من خطر أمني جديد

المصدر: أ ف ب
عناصر من قوات الأمن الإسرائيلية وقفوا في البلدة القديمة بالقدس (31 آذار 2022، ا ف ب).
عناصر من قوات الأمن الإسرائيلية وقفوا في البلدة القديمة بالقدس (31 آذار 2022، ا ف ب).
A+ A-
تواجه إسرائيل التي تعتبر في حالة نزاع مع الفلسطينيين، عدوا جديدا، خصوصا بعد الهجمات الدامية الأخيرة التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها ما عزز المخاوف من تهديد أمني جديد للدولة العبرية. 

الأسبوع الماضي، شهدت إسرائيل ثلاث هجمات أسفرت عن مقتل 11 شخصا، تبنى التنظيم اثنين منها. 

وانضم عدد يعتبر قليلا نسبيا من الفلسطينيين والعرب في إسرائيل إلى التنظيم قبل هزيمته في سوريا في العام 2019. 

وتلقى التنظيم الذي تم إضعافه، آخر الضربات في شباط المنصرم بعدما أعلنت واشنطن مقتل زعيمه أبو إبراهيم القرشي خلال عملية إنزال جوي نفذّتها وحدة كوماندوس أميركية في شمال غرب سوريا. 

وقتل الأسبوع الماضي عنصرا شرطة هما شرطية تحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية وشرطي درزي وكلاهما في عمر 19 عاما، في هجوم وقع في مدينة الخضيرة (شمال) يتحدر منفذاه من مدينة أم الفحم العربية داخل إسرائيل. 

وانتابت الصدمة رئيس بلدية المدينة سمير محاميد الذي يقول إنه "تفاجأ بوجود داعش" رغم أن سكان المدينة معروفون بتدينهم. 

ويعترف محاميد بانتشار الأسلحة في المدينة لكنه يوضح أن ذلك ليس حكرا عليها بل هي مثل باقي معظم المدن سواء في إسرائيل أو في الضفة الغربية المحتلة

ويعتبر أن ذلك مرده إلى الجريمة المنظمة، محذرا من أن "هذه الأسلحة ستوجه في المستقبل نحو مكان آخر". 

في أعقاب هجوم الخضيرة، دهمت الشرطة الإسرائيلية منزل أحد المنفذين حيث عثرت على مواد تتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية.

وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن أحد المهاجمين الإثنين سبق أن اعتقل في العام 2015 قبل سفره إلى سوريا.  

ووصل عدد قليل من المعزين إلى خيمة العزاء التي نصبت خارج منزل أحدهم، مكثوا لفترة وجيزة فقط وبدا عليهم الانزعاج من ارتباط المهاجمين بتنظيم الدولة الاسلامية.  

- "عامل التقليد" - 
سبق إطلاق النار في الخضيرة، هجوم منفصل في مدينة بئر السبع قتل خلاله أربعة أشخاص على يد مواطن عربي بدوي إسرائيلي من بلدة حورة في صحراء النقب الذي هاجمهم دهسا وطعنا.

وكان منفذ الهجوم، ويدعى محمد أبو القيعان، وهو معلم مدرسة، قد اعتقل سابقا على إثر محاولته الانضمام إلى داعش في سوريا. 

أما ثالث تلك الهجمات فوقع الثلثاء في ضاحية بني براك قرب تل أبيب حيث قتل خمسة أشخاص بينهم ضابط شرطة عربي ومواطنان أوكرانيان برصاص مسلح فلسطيني من الضفة الغربية. 

وأعاد الهجوم الذي لم تتبنه أي جهة إلى الأذهان هجمات التنظيم المتطرف لتطابقه معها من حيث الاختيار العشوائي للقتلى. 

وتأتي الهجمات مع اقتراب حلول شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي الذي سيتزامن معه. 

وأعلنت الدولة العبرية رفع حالة التأهب وخصوصا انه في أيار 2021 الذي صادف شهر رمضان أيضا، اندلعت مواجهات بين محتجين فلسطينيين وإسرائيل على خلفية محاولة إخلاء عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة. 

وأفضت تلك المواجهات إلى تصعيد دام مع حركة حماس في قطاع غزة استمر 11 يوما وأدى إلى مقتل 260 فلسطينيا بينهم 66 طفلا في قطاع غزة، و13 شخصا بينهم طفل وفتاة وجندي في الجانب الإسرائيلي.

ويرى محللون أنه رغم تنفيذ تلك الهجمات إلا أنها ليست دليلا على تصاعد تهديد تنظيم الدولة الاسلامية، لكنها قد تكون مشجعة لآخرين ودفعهم إلى الإقدام على تنفيذ هجمات مماثلة. 

ويقول هيو لوفات من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "هناك عامل التقليد". 

ويضيف "مع تزايد عدد الهجمات، ستكون هناك زيادة في عدد الفلسطينيين المستعدين للتصعيد كنوع من تفريغ غضبهم". 

 - "قدرة على التخطيط" -
يحذر مؤسس شركة "جهاد أنالتكس" داميان فيري من أن تنظيم الدولة الإسلامية "لا تزال لديه القدرة على ضرب إسرائيل". 

وتتخصص "جهاد أنالتكس" في الجهاد العالمي والإلكتروني والاستخبارات والبيانات مفتوحة المصدر، بحسب ما تقول عبر موقعها الإلكتروني. 

ويرى مؤسسها أنه رغم كون الجماعة تعمل الآن عبر خلايا موجودة في سوريا والعراق فقط، إلا أنها "تحتفظ بالقدرة على التخطيط أو التشجيع على الهجمات". 

ويتوقع فيري أن يبقي التنظيم "إسرائيل تحت الرصد، وإن لم تكن هدفا ذا أولوية وهذه قصة نجاح للزعيم الجديد" أبو حسن القرشي. 

أما يورام شفايتسر من المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، فلا يرى أن "هذه الخلية تعني أن هناك تنظيما لداعش في إسرائيل". 

في السنوات الأخيرة، سعت حركة حماس الإسلامية التي تحكم قطاع غزة ألا يكون هناك موطئ قدم للتنظيم المتطرف في القطاع. 

ورغم ذلك، أشادت الحركة بالهجمات الأخيرة داخل إسرائيل. ويرى مصدر أمني إسرائيل فضل عدم الكشف عن هويته أن "حماس لا تريد حربا الآن، لكنها ترغب بالحفاظ على النزاع مع إسرائيل قائما". 

احتلت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية في العام 1967.  

والخميس قتل فلسطينيان خلال اشتباكات مع الجيش الاسرائيلي في شمال الضفة الغربية المحتلة، بينما قتل فلسطيني آخر بعدما طعن مدنيا إسرائيليا على متن حافلة في حادثة منفصلة جنوب بيت لحم.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم