الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"الألم النفسي" أدّى لتغليظ العقوبة... "يوتيوبر" مصرية تتعرّض للتحرش وتواجه المتحرش بفيديو

المصدر: "النهار"
التحرش (تعبيرية).
التحرش (تعبيرية).
A+ A-
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوّراً لـ"يوتيوبر" مصرية تدعى نادين شرارة وهي فنانة تشكيلية، تعرضت خلاله إلى التحرش من قبل شاب كان يستقل دراجة نارية في أحد شوارع العاصمة القاهرة، وتقول له "إمشِ بدل ما أفضحك".

وبعد انتشار مقطع الفيديو، تحرّكت قوات الأمن على الفور وتم تحديد هوية المتحرش وألقت القبض عليه، وتبين أنه من محافظة القليوبية، وكان يتجوّل بدراجته النارية في شوارع وسط البلد بغرض التنزّه، وعندما سَنحت له فرصة التحرش بالفتاة اعتدى عليها ونجح في الهروب، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة.

من جانبها، قالت دكتورة إيمان عبدالله، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، لـ"النهار"، إنّ التحرش سلوك إجرامي، ويُعد نوعاً من العنف والعدوان، والمتحرش شخص مضطرب أو غير سوي، لديه جزء عدواني داخلي سلبي ولا يهتم بتصرفاته الأنانية، كما أن لديه جزءاً سيكوباتياً عالياً في شخصيته، فهو يقتحم الفكر الخاطئ ويمارسه، وذلك تكون له تبعات اجتماعية قانونية، فهو يتبع رغباته ويخالف العقاب ولا يخافه أو يجهله.
 
ولفتت إلى أنّ خطورة الشخص المتحرش في أنّ معظمهم يعانون كبتاً جنسياً نتيجة التربية المضغوطة أو أنه ولد ويفعل ما يشاء وليس عليه حساب، فلا يوجد رادع ديني، أو تربية دينية تعلمه أن هذا ليس من الأخلاق، فيكبر على أن الضمير داخله لا يجلده، ولا يجعله يسير في خطوات سليمة، وبالتالي ينهار النسق القيمي، فهو شخص مندفع لا يحترم القوانين.

وقالت إنّ شخصية المتحرش في علم النفس قريبة من المختلس، فيجري وراء رغباته ويأخذ ما ليس من حقه، لذلك كانت هناك مطالبات بأن تكون عقوبة المتحرش كالسارق، كما أنّ المتحرش لديه إحساس بأنّه شخصية متدنية، فيحاول إثبات أنه قوي ويستطيع أن يقتحم حياة بنت ويتحرش بها ويعتدي عليها، فهو لديه ميول عدوانية.
 
وأوضحت أنّ الشخص الذي يعتدي على الآخر يكون بداخله إحساس بأنه يريد التخلص من الشعور بالألم ولديه إحباطات شديدة، ويريد أن يشعر بأنه ضحية، ونسبة كبيرة من المتحرشين مُورس ضدهم التحرش في الصغر، ولذلك تظل هذه العقدة أمامهم حتى يكبروا ويبدأوا في تفريغها، ويكون لدى كل منهم ألم شديد، فيريد أن يفعل ما فُعل به، وبدلاً من أن يكون المفعول به يكون الفاعل، ويبدأ في البحث عن شخص ضعيف إما طفلاً وإما فتاة.

ولفتت إلى أنّ هناك معتقدات مشوّهة عن الجنس مصدرها من التربية الجنسية الخاطئة أو انعدامها أو انعدام الثقاقة الجنسية إلى جانب السوشيل ميديا التي تعمل على تهيئة الظروف، كما أن المتحرش لديه اضطرابات في السلوك بأن المجتمع يترك الجاني ويمسك الضحية، فما ذنب الفتاة، وكل من يتحرش بامرأة عاملة ما ذنبها فهذا يؤدي إلى انهيار قيم المجتمع والتأثير على اقتصادياته عندما تخشى المرأة أو الفتاة النزول خوفاً من التعرض للتحرش، في حين أن المرأة تمثل خط عمل وإنتاج كبيراً، وعندما تُضرب في كرامتها وأمنها سيكون هناك انهيار لأمن وسلامة المجتمع وتنتشر ثقافة العمل بالنهار فقط، إلى جانب العمل في مكان به سيدات فقط، وهناك قوانين رادعة للمتحرش حتى ولو باللفظ ولكن يجب أن تفعّل.

كما أشارت إلى أنّ الإعلام يلعب دوراً كبيراً في مواجهة هذه السلوكيات التي لا تُعد ظاهرة، وللأسف تعد الدراما بما تحويه من مشاهد بلطجة وتحرش السهم المسموم في عقول المشاهدين، سواء كباراً أو شباباً، وضعف الرقابة الأسرية يمكن أن يغير سلوك الأبناء، كما أن السوشيل ميديا وما تبعها من انهيار ثقافي مستمر بسبب الانفتاح السلبي جعلت هناك وعياً مجتمعياً سلبياً، وبدأ يُنظر للمرأة على أنها بضاعة وسلعة تباع وتشترى، وكذلك انتهاك الخصوصية والفراغ العاطفي لدى كثير من الشباب وعدم احتواء الأسر لهم.

وتحدثت استشارية الصحة النفسية عن الألم النفسي الذي يصيب الفتاة بعد تعرضها للتحرش ويجعلها تنطوي وتنعزل وتصاب بحالة نفسية سيئة، ولذلك قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتغليظ عقوبة التحرش، ويجب على الإعلام نشر الوعي بهذه العقوبة من خلال العلاج بالتنفير، ويجب على الأسر التعامل مع بناتها على أنهن ضحايا وتوعيتهن بأساليب الدفاع عن النفس ضد أي متحرش، ويجب أن تتحدث الفتاة وتفضفض وتحرر محضراً ولا تصمت حتى يكون المتحرش عبرة لغيره، ووصفت فعل اليوتيوبر بأنه جيد وسليم.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم