السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مؤتمر إقليمي في بغداد بحضور ماكرون... دعم فرنسيّ لمكافحة الإرهاب وبحثٌ بملف أفغانستان

المصدر: "أ ف ب"
مؤتمر إقليمي في بغداد بحضور ماكرون (أ ف ب).
مؤتمر إقليمي في بغداد بحضور ماكرون (أ ف ب).
A+ A-
طَغت "مكافحة الإرهاب" والتطورات في أفغانستان على أعمال مؤتمر إقليمي عُقِد، اليوم السبت، في بغداد، شارك فيه عدد من دول المنطقة بينها إيران والسعودية إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وجاء المؤتمر على وَقع بروز تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي تمّ دحره في العراق في 2017 وفي سوريا في 2018 بدعم من تحالف دولي بقيادة أميركية، على الساحة في أفغانستان مع انسحاب القوات الأجنبية.

وقال الرئيس الفرنسي في كلمته الافتتاحية: "بفعل التطورات الجيوسياسية، يتخذ هذا المؤتمر منحى خاصاً"، مشدّداً على "العزم على مكافحة الإرهاب".

وفي مؤتمر صحافي ختامي، أعلن ماكرون البدء بـ"محادثات" مع طالبان بهدف "حماية وإجلاء أفغانيين وأفغانيات معرضين للخطر" منذ أن سيطرت الحركة على الحكم في كابول في 15 آب.

ويجري إعداد عمليات الإجلاء تلك بالتعاون مع قطر التي تستطيع، في إطار مباحثاتها مع "طالبان"، "ترتيب عمليات النقل الجوي"، وفق ماكرون.

وذكر مصدر قريب من الرئيس الفرنسي، في وقت سابق، أنّ الأخير استغل المؤتمر للقاء أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني للحديث عن السبل التي يمكن للدوحة عبرها مساعدة فرنسا على إجلاء اللاجئين الأفغان قبل 31 آب عبر طائرات الخطوط القطرية من مطار كابول.

وحتى الآن، أجلت فرنسا من أفغانستان 2384 شخصاً بينهم 142 فرنسياً و17 أوروبياً وأكثر من 2600 أفغاني معرضين للخطر منذ 17 آب ، وفق ماكرون.

وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي إنّ "لقطر علاقات جيدة مع النظام الجديد" في أفغانستان، متابعاً: "هناك طرق يجري البحث فيها بهدف إخراج الأفغان المعرضين للخطر. ينبغي أن يكون المطار المدني فاعلاً وأن تقبل طالبان بترحيلهم. أي نقاش مع (طالبان) سيكون مشروطاً بذلك".

ورغم أنّ حركة "طالبان" وتنظيم "الدولة الإسلامية" "عدوان"، رأت الباحثة في مركز "نيولاينز" للأبحاث في الولايات المتحدة رشا العقيدي أن "تقدّم" الحركة في أفغانستان قد "يحفّز" التنظيم على إثبات أنه "لا يزال موجوداً" في العراق.

"مكافحة الإرهاب"

وتبنّى تنظيم "الدولة الإسلامية" في ولاية خراسان الخميس اعتداء على مطار كابول أوقع 100 قتيل على الأقل بينهم 13 جنديا أميركيا ووقع بعد أقل من أسبوعين من سيطرة مقاتلي طالبان على البلاد. ويخشى كثيرون أن يستفيد تنظيم "الدولة الإسلامية" من انهيار الدولة الأفغانية ليملأ الفراغ.

وقبل بدء أعمال القمة، أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون، أنّ "فرنسا ساهمت في دعم العراق في الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية"، مضيفاً أنّ "العراق وفرنسا شريكان أساسيان في الحرب ضد الإرهاب".

من جهته أكد ماكرون في زيارته الثانية للعراق خلال أقل من عام "نعلم جميعاً أنه ينبغي عدم التراخي لأن تنظيم الدولة الاسلامية لا يزال يشكل تهديداً، وأعلم أن قتال تلك المجموعات الإرهابية يشكل أولوية لحكومتكم".

وفي مؤتمره الصحافي الختامي، قال ماكرون إنّ بلاده "ستبقي حضوراً لها في العراق لمكافحة الإرهاب، طالما أراد العراق ذلك مهما كان خيار الأميركيين"، مضيفاً أنّ "لدينا القدرات العملية لضمان هذا الوجود".

وفيما يلوح انتهاء "المهمة القتالية" للولايات المتحدة التي تحتفظ بنحو 2500 عسكري في العراق، في الأفق، مع تحوّل مهمتهم إلى استشارية فقط بحلول نهاية العام، لا تزال بغداد تواجه عدداً من التحديات الأمنية.

اذ لا يزال تنظيم "الدولة الاسلامية" قادراً على شنّ هجمات ولو بشكل محدود رغم مرور أربع سنوات على هزيمته، من خلال خلايا لا تزال منتشرة في مناطق نائية وصحراوية، كالهجوم الذي أودى بـ30 شخصاً في حي مدينة الصدر الشيعي في العاصمة الشهر الماضي.

وقال مصدر في أوساط الرئيس إنّ "فرنسا هنا لتبقى مدة طويلة طالما كان ذلك ضرورياً. هذه رسالة لكل من يطرحون تساؤلات عن الانسحاب".

وأضاف أنّه بعد الأحداث في كابول بات هناك تخوف في العراق من رؤية الأميركيين يغادرون البلاد كما حصل في أفغانستان.

"في غرفة واحدة"

شاركت في المؤتمر مصر ممثلةً برئيسها عبد الفتاح السيسي والأردن ممثلا بالملك عبدالله الثاني وايران ممثلةً بوزير خارجيتها الجديد حسين أمير عبد اللهيان، فضلاً عن السعودية ممثلةً بوزير الخارجية فيصل بن فرحان.

وشاركت أيضاً قطر ممثلةً بأميرها تميم آل ثاني وتركيا التي حضر وزير خارجيتها مولود تشاوش أوغلو، وكذلك رئيس الوزراء الكويتي صباح الخالد الصباح ونائب رئيس الامارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

من جهة ثانية، وفيما تقول بغداد إن المؤتمر لا يهدف لبحث "القضايا الخلافية" في المنطقة، فإنّ المشاركين في المؤتمر شددوا "على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية بالشكل الذي ينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة وأمنها".

وعلى هامش المؤتمر، أجرى الرئيس المصري محادثات مع أمير قطر، وفق بيان للرئاسة المصرية، فيما أعلن رئيس الوزراء الإماراتي في تغريدة انه التقى وزير الخارجية الإيراني أيضاً.

في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الذي جمع على طاولة واحدة دولاً متخاصمة في المنطقة لا سيما دول الخليج وإيران، شدد الكاظمي على رفض أن "تستخدم الأراضي العراقية كساحة للصراعات الإقليمية والدولية ورفض أن يكون العراق منطلقا للاعتداء على جيرانه من أي جهة كانت".

وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي إنّه "كان صعباً جمع السعوديين والإيرانيين في الغرفة نفسها".واستضافت بغداد في الأشهر الأخيرة لقاءات مغلقة بين ممثلين للقوتين الإقليميتين. واعتبر الباحث في مركز "تشاتام هاوس" ريناد منصور أنها تسعى للتحوّل من موقع "المرسال" إلى "محرّك" للمحادثات بين إيران والسعودية.

وخلال كلمته في مستهل المؤتمر، قال وزير الخارجية السعودي: "نثمّن جهود الحكومة العراقية في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية والسيطرة على السلاح المنفلت بأيدي المليشيات المسلحة".

وفيما تنتهي أعمال المؤتمر السبت، يواصل ماكرون جولته في العراق حيث يزور الأحد كردستان العراق، ثم الموصل التي كانت تعتبر "عاصمة الخلافة" التي أعلنها التنظيم الإسلامي المتطرف في مناطق واسعة من سوريا والعراق.




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم