تعطل الملاحة في قناة السويس لليوم السادس... محاولات تعويم السفينة الجانحة مستمرّة

لا تزال حركة الملاحة معطلة، الأحد، في قناة السويس لليوم السادس على التوالي، بسبب سفينة الحاويات الضخمة الجانحة في المجرى المائي إلا أن السلطات المصرية باتت على وشك تعويمها مع بدء تحرك دفتها وتحررها بشكل جزئي. 

ومساء السبت، أكد رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع في مداخلة على احدى الفضائيات المصرية أنه نتيجة أعمال القطر والتجريف والمد العالي "تحركت دفة السفينة 30 درجة يمينا ويسارا".

وأضاف: "هذا مؤشر جيد إلى أن المياه دخلت تحت الدفة التي لم تكن تتحرك تماما من قبل".

 وأجرت الهيئة السبت مناورات شد وقطر مستخدمة 12 قاطرة تعمل من ثلاثة اتجاهات مختلفة.

وكان ربيع قال في مؤتمر صحافي السبت: "كنا متفائلين للغاية بالأمس والسفينة كانت تتجاوب... وربما ننتهي اليوم أو غدا (الأحد) معتمدين على الموقف الحالي وسرعة المد والجزر".

وجنحت سفينة الحاويات "إم في إيفر غيفن"، التي تعد أطول من أربعة ملاعب لكرة القدم، بالعرض في مجرى قناة السويس منذ  صباح الثلثاء، ما ادى إلى عرقلة حركة الملاحة في الاتجاهين في المجرى المائي البالغ الأهمية.

والأحد، أفاد بيان من الهيئة أنه يتم "القيام بأعمال التكريك (التجريف) نهارا، وعمل مناورات الشد بالقاطرات في أوقات تتلائم مع ظروف المد والجزر".

وأشار البيان إلى أنه حتى الآن تم تجريف 27 ألف متر مكعب من الرمال على عمق وصل إلى 18 مترا، "مع مراعاة حدوث انهيارات ترابية من أسفل السفينة".

وتعمل الهيئة حاليا فقط مع شركة "سميت سالفدج" الهولندية، المتخصصة في عمليات انقاذ السفن المنكوبة، ولكنها تلقت عروض مساعدة تدرسها حاليا من الولايات المتحدة والصين واليونان والامارات، حسب ما أكد ربيع. 

وكانت شركة "سميت سالفدج" أعلنت سابقا أن "قاطرتين إضافتين" ستصلان بحلول الأحد إلى القناة للمساعدة.

وأفادا موقعا "مارين ترافيك" و"فيسيل فايندر" بأن القاطرة "كارلو ماجنو" التي ترفع العلم الإيطالي والقاطرة "ألب غارد" التي ترفع العلم الهولندي تبحران في البحر الأحمر في طريقهما إلى قناة السويس. 

كذلك من المقرر، حسب بيان هيئة القناة الأحد، إشراك قاطرتين جديدتين بقوة شد 70 طن  في مناورات الشد بعدما وصلتا إلى موقع الحادث.

 -خطأ فني أو شخصي-
وأوضح ربيع في مؤتمر صحافي السبت أن سوء الأحوال الجوية لم يكن السبب الرئيسي لجنوح السفينة، مشيرًا إلى احتمال حصول خطأ فني أو بشري، بانتظار نتائج التحقيق.

وقال في مؤتمر صحافي في مدينة السويس: "لم تكن الرياح والعاصفة الترابية السبب الرئيسي في جنوح السفينة، لكن هذا ما في يدنا الآن... وقد يكون خطأ فنيًا أو خطأ شخصيًا... سيظهر كل ذلك في التحقيقات".

 وحتى الآن فشلت كل محاولات تعويم السفينة البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، والتي كانت تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا.

وقد تلجأ الهيئة والشركة الهولندية إلى تخفيف جزء من حمولة السفينة للتمكن من تعويمها.

وقال مسؤول الشركة الهولندية في المؤتمر الصحافي السبت "ليس من السهل تحديد كم سنستغرق من الوقت اذا قمنا بتفريغ (الحمولة) وهذا يخضع لمسائل فنية".

وأدى تعطل الملاحة إلى ازدحام مروري في القناة وتشكل طابور انتظار طويل يضم أكثر من 300 سفينة كانت بصدد عبور القناة البالغ طولها 193 كيلومترًا، ما تسبب بتأخير بالغ في عمليات تسليم النفط ومنتجات أخرى.

وأشار تقرير لشركة أليانز للتأمين إلى أن اليوم في تعطل نقل البضائع، نتيجة وقف الملاحة بالقناة، "يكلف التجارة العالمية من 6 إلى 10 مليارات دولار".

وقالت شركة "لويدز ليست" إن الغلق يعيق شحنات تقدر قيمتها بنحو 9,6 مليار دولار يوميًا بين آسيا وأوروبا.

وأشارت "لويدز ليست" إلى أن "الحسابات التقريبية" تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بنحو 5,1 مليار دولار ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4,5 مليارات دولار.

ومن جهته قدّر ربيع السبت الخسائر اليومية لقناة السويس بسبب تعطل الملاحة ما بين 12 و14 مليون دولار.

والسبت أعلنت وزارة النفط السورية أنها تعمد إلى "ترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية" لتجنّب انقطاعها، بعدما تأخر وصول ناقلة كانت تحمل النفط ومشتقات نفطية إلى البلاد بسبب تعطّل حركة عبور قناة السويس.

وأعلنت وكالة الصحة الحيوانية في رومانيا السبت أن 11 سفينة محمّلة بالماشية تأثرت بتعطّل حركة عبور القناة. وحذّرت منظمة "أنيمالز إنترناشونال" غير الحكومية من "مأساة" محتملة تهدد نحو 130 ألف حيوان.

إلا أن وزير الزراعة المصري قرر السبت، في بيان نشر على صفحة الوزارة على موقع فايسبوك، ارسال فرق خدمات بيطرية وتقديم الأعلاف لها على ظهر السفن "حفاظا على صحة هذه المواشي القادمة من أوروبا إلى الأردن والسعودية".