الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نتنياهو أمام تحد جديد: الجمع بين اليمين المتطرف والإسلاميين

المصدر: النهار
نتنياهو أمام تحد جديد:  الجمع بين اليمين المتطرف والإسلاميين
نتنياهو أمام تحد جديد: الجمع بين اليمين المتطرف والإسلاميين
A+ A-
يوصف بالدهاء لقدرته على استخدام الألاعيب السياسية التي أبقته في السلطة سنوات طويلة، وقد ورث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع تحديا فريدا في تاريخ إسرائيل سيجد صعوبة في تنفيذه وهو الجمع بين اليمين المتطرف والإسلاميين في حكومة واحدة.
 
استنادا إلى النتائج النهائية للانتخابات الاسرائيلية العامة التي جرت  الثلثاء، يحتاج نتنياهو ليستمر رئيسا للوزراء إلى دعم كل من القائمة العربية الموحدة التي تمثل الحركة الاسلامية الجنوبية التي تتبع فكر "الأخوان المسلمين" وحزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف  الذي يعادي العرب والمسلمين بشكل علني.
وتقول جايل تالشير أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس المختصة بمتابعة الانتخابات وهي الرابعة في غضون عامين :"إنها مفارقة تاريخية. من غير المعقول" أن يكون المستقبل السياسي للدولة اليهودية الوحيدة في العالم مرتبطًا بذلك، بجزء من الحركة الإسلامية".
 لكن حتى هذه الخبيرة كادت لا تجد كلمات تعبر عما يحدث هذه المرة.
 
نُشرت النتائج الكاملة للانتخابات الأخيرة ليل الخميس وهي الثانية في إسرائيل منذ بداية تفشي وباء كوفيد-19. 
بعد حساب توزيع المقاعد البرلمانية في ظل نظام التمثيل النسبي في اسرائيل  ظهر أن حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو يتصدر النتائج بحصوله على 30 من أصل 120 مقعدا في الكنيست. 
وجاء حزب "هناك مستقبل" الوسطي في المرتبة الثانية بفارق كبير اذ حصل على 17 مقعدا.
 
وحلت بعدهما مجموعة من الاحزاب ذات التوجهات والاجندات المختلفة تماما، الفلسطينيون العرب  في إسرائيل واليهود المتشددون واليساريون والمحافظون واليمينيون المتطرفون. 
يجمع نتنياهو وحلفاؤه اليمينيون المعلنون على 52 مقعدا، بينما يمكن أن يحصل يائير لابيد وشركاؤه المحتملون المناهضون لنتنياهو على تأييد 57 نائبا. 
يتدافع كل جانب للحصول على تأييد 61 مقعدا مطلوبة للغالبية. 
 
ويجب على نتنياهو للاحتفاظ برئاسة الوزراء التي شغلها لمدة 12 عاما متتالية اجتذاب المنشقين عن الأحزاب المعارضة أو تجنيد واحد من اثنين من "صانعي الملوك" غير المنحازين حاليا لدعمه.
 
أحدهما نفتالي بينيت وهو زعيم لليمين اليهودي المتشدد والآخر هو منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة (الحركة الاسلامية الجنوبية) التي فاجأت المحللين بفوزها بأربعة مقاعد. 
لا يتعين على نتنياهو إيجاد أرضية مشتركة بين الرفقاء غير المتوقعين فحسب، بل يجب عليه أيضا أن يفعل ذلك من دون أن يخسر حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف كحليف له.
 
وتقول تالشير :"إنه لأمر غريب تماما ان نرى أن منصور عباس قد يفسح المجال بأن يصير معظم المعادين للمسلمين في البلاد في الحكومة". 
ومهما بدا الأمر غريبا، فإنها ترى أنه مع ذلك سيناريو معقول.  وتقول :"عباس يمارس لعبة التكتيك" ومقابل الدعم الرسمي لنتنياهو فإن رئيس الوزراء "سيعِد عباس بأشياء يريدها من حيث تخصيص موازنة وبرنامج للقطاع العربي". 
وتضيف "ثم تصوت قائمة منصور عباس في الكنيست مع حكومة نتنياهو المقبلة، دون أن تكون رسميا جزءا منها". 
 
مساومة  
وفي تصريحات نُشرت الخميس، رفض زعيم الصهيونية الدينية إيتمار بن غفير الذي اتهم عشرات المرات بالتحريض على العنصرية ودعم الإرهاب ضد العرب أي اتفاق مع عباس. 
 
وكتبت السياسية سيما كادمون الجمعة في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الأكثر مبيعاً "لكن هذه ليست الكلمة الأخيرة". 
 
وأضافت أن "نتنياهو معروف بقدرته على عصر الحجر" وما زال في إمكانه إقناع اليمين اليهودي بقبول المساعدة من حزب إسلامي. 
وقالت: "سيؤكد لهم أنه سيغير تشكيل الحكومة في المستقبل، سيعدهم بالقمر". 
 
ويرى المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية المشارك في جامعة تل أبيب أمل جمال أن "لا خطوط حمراء عند منصور عباس في الساحة الإسرائيلية".  وبحسبه، فإن عباس سيحاول "مغازلة جميع الأطراف"، مضيفا أن "اللعبة تتطلب البراغماتية وإتقان لعبة الأرقام". 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم