الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جبهة بوليساريو تتّهم الأمم المتحدة بدعم موقف المغرب... نداء إلى بايدن

المصدر: "أ ف ب"
مشهد في المغرب (تعبيرية).
مشهد في المغرب (تعبيرية).
A+ A-
اتّهمت جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) التي عاودت حمل السلاح في تشرين الثاني، الأمم المتحدة بأنّها تدعم موقف المغرب، محمّلةً إيّاها مسؤوليّة المأزق السياسي.

وفي خطاب ألقاه في مخيّمات تندوف للاجئين الصحراويّين في جنوب شرق الجزائر لمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لإعلان "الجمهوريّة العربيّة الصحراويّة الديموقراطيّة"، قال خاطري أدوه، المسؤول في بوليساريو، إنّ المغرب "لما كان تمكّن من فعل ما فعله، لولا دعم الأسرة الدوليّة ودعم الأمم المتحدة، مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة".

وبعد نحو 30 عاماً على وقف إطلاق النار، عادت التوتّرات إلى المنطقة في تشرين الثاني 2020 عندما نشر المغرب قوّاته في منطقة كركرات في أقصى جنوب الصحراء الغربيّة لطرد مجموعة ناشطين صحراويّين أغلقوا الطريق الوحيد المؤدّي إلى موريتانيا المجاورة.

وأعلنت بوليساريو بعد ذلك أنّها "في دفاع مشروع عن النفس".

غير أنّه يبقى من الصعب جدّاً معرفة ما يدور على الأرض هناك من مصدر مستقلّ.

ونقلت وكالة الأنباء الصحراويّة الرسميّة عن أدوه قوله إنّ "جبهة بوليساريو حاولت طوال 29 عاماً تجنّب الحرب من خلال تقديم تنازلات، لكنّها واجهت غياباً تامّاً في التعاون، من الجانب المغربي ومن الأمم المتحدة".

وتوقّفت المفاوضات حول الصحراء الغربيّة التي ترعاها الأمم المتحدة وتشارك فيها المغرب والجزائر وجبهة بوليساريو وموريتانيا، منذ ربيع العام 2019.

-"سلام عادل"-
وقال زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي في خطاب ألقاه في مخيّم "أوسرد" للاجئين "نُطالب الأمم المتحدة بسرعة الوفاء بوعودها (المتمثلة) في تخليص الصحراء الغربية من الاستعمار وفقاً لميثاقها وقراراتها".

وانتقد الأمين العام لجبهة بوليساريو بعض أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك فرنسا الحليف الكبير للمغرب، والذين "شجّعوا المحتلّ المغربي على التحرّك باتّجاه التصعيد الحالي".

ودعا غالي الذي يشغل أيضاً منصب رئيس "الجمهوريّة العربيّة الصحراويّة الديموقراطيّة" المعلنة في 27 شباط 1976، الرباط إلى "التعقّل"، معلناً "مَدّ اليد" من أجل "سلام عادل".

وقال: "ندعو إخواننا في المملكة المغربيّة إلى السير في طريق الحكمة ووضع حدّ لسياسات العدوان والتوسّع والاستعمار (...) حتّى تعيش شعوبنا في سلام".

وعلى غرار كلّ ذكرى سنويّة، استعرضت جبهة بوليساريو قوّاتها المسلّحة خلال عرض عسكري في حضور القادة الصحراويّين.

وعَرضت طوابير من الجنود، من الرجال والنساء الذين وضعوا كمامات، أسلحتها، بينما سارت في المقدمة امرأة لفّت نفسها بالعلم الصحراوي.

لكن على عكس بعض السنوات السابقة، لم يتمّ السبت استعراض أيّ أسلحة ثقيلة.

وبعد العرض العسكري، نُظّمت مسيرة فولكلوريّة على أنغام الموسيقى الصحراويّة شاركت فيها نساء ارتدين أزياء تقليديّة، إلى جانب أطفال.

وقالت امرأة صحراويّة تبلغ الأربعين: "نريد أن نعود إلى أراضينا المحرّرة على غرار الدول الأخرى".

-نداء إلى بايدن-
يستمرّ النزاع منذ عقود بين المغرب وبوليساريو في شأن الصحراء الغربيّة التي تُصنّفها الأمم المتحدة "إقليماً غير متمتّع بحكم ذاتي" في ظلّ غياب تسوية نهائيّة.

وتُطالب جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر، بإجراء استفتاء على تقرير المصير تُخطّط له الأمم المتحدة، بينما يقترح المغرب خطّة لحكم ذاتي تحت سيادته.

وتُسيطر الرباط على نحو 80 في المئة من هذه الأرض الصحراويّة الشاسعة، حيث أُطلِقت مشاريع إنمائيّة مغربيّة كبرى خلال السنوات الأخيرة.

وقبل فترة وجيزة من مغادرته البيت الأبيض، اعترف دونالد ترامب بالسيادة المغربية على كامل الصحراء الغربيّة في مقابل تطبيع علاقات الرباط مع إسرائيل.

ويُعلّق الصحراويّون الآن آمالهم على إدارة بايدن الجديدة حتّى تعود عن هذا القرار الذي "ينتهك كلّ قرارات الهيئات الدوليّة كافّةً".

وقال مسؤول أمني صحراوي: "نأمل في أن تصحّح الإدارة الأميركية الخطأ الفادح لإدارة ترامب".

وتقول الأمم المتحدة التي تمتلك بعثة ذات صلاحيّات محدودة هي "مينورسو" (بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربيّة)، إنّ موقفها "لم يتغيّر"، وذلك على غرار كثير من الدول المعنيّة بالملفّ.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم