الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

قطع رقبة صديقه وحرق جثّته... واستشاريّ صحّة نفسيّة لـ"النهار": التغذية والتلوّث يلعبان دوراً كبيراً

المصدر: النهار
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
جريمة بشعة شهدتها قرية تابعة لمركز جهينة في محافظة سوهاج جنوب مصر، حيث أقدم بائع متجول على قتل صديقه وحرق جثته، بسبب خلافات مالية بينهما.

واعترف المتهم ويدعى رجب. م (35 عاماً)، خلال تحقيقات النيابة، بقتل صديقه منذ الطفولة، ويدعى أحمد 38 عاماً، لافتاً إلى أنّه اضطر للاقتراض من المجني عليه بسبب مشكلة صحية لدى أحد أطفاله، فأقرضه المبلغ الذي طلبه، لكنّه تأخّر عن السداد في الموعد المتّفق عليه، فتوجّه إليه القتيل وطالبه بالتوقيع على إيصال أمانة فوقّع له.

وأضاف: "عندما تأخّرت عن السداد فضحني أمام أهلي والناس في البلد، ولم يكن معي أموال للسداد، فهدّدني بالسجن فقرّرت التخلّص منه، حيث اتصلت به وأبلغته أنّي سأقابله لتسديد الدين والحصول على الإيصال".

وتقابل المتّهم والمجنيّ عليه، واستقلّ سيارته معه، وفي طريق مهجور، طلب منه النزول ثمّ أطلق عليه رصاصة من فرد خرطوش، وسحب سكيناً وذبحه لتأكيد الوفاة، وبعدها فتّش في ملابسه وحصل على إيصال الأمانة، ثمّ سكب على الجثة بنزيناً وأشعل النار فيها، وحفر حفرة ودفنه بعد حرقه، وعاد إلى منزله.

وأرشد المتّهم جهات التحقيق عن مكان الجثّة والأسلحة والسيارة المستخدمة في الواقعة، وتمّت إحالته إلى النيابة التي قرّرت حبسه 15 يوماً على ذمّة التحقيقات.

من جانبه، قال الدكتور وليد هندي، استشاريّ الصحّة النفسية، لـ"النهار" إنّ المجتمع المصري يشهد ارتكاب بعض الجرائم التي أصبحت بشعة ولم يعتدها قبل ذلك، وهذا يرجع لعوامل عديدة متشابكة ومتداخلة وليس عاملاً واحداً فقط، وغالباً فإنّ العامل المؤدّي إلى الجريمة هو التنشئة الاجتماعية.
 

وأوضح أن التربية على العنف وانعدام الحوار وثقافة الضرب والنبذ الاجتماعي والوصمات غير المستحبة، تجعل البناء النفسي للشخص مشبعاً بالعنف، وعندما يكبر ويتزوج يمارس هذا العنف من خلال ما يسمى إعادة إنتاج السلوك.

ولفت إلى أنّ هناك عوامل نفسية تجعل الشخص يتعامل بعنف شديد، مثل الإحباط والضغط النفسيّ وعدم الانتماء إلى الأسرة، ومن يرتكب جرائم العنف غالباً ما يكون مستواه التعليمي منخفضاً، فلا يوجد تعليم يهذب السلوك ولا يرتقي به أو يكون نتاج مدارس ليست بها أنشطة أو تعليم جيّد، ولا ممارسة للسلوك الإنساني بصورة حميدة.

وأضاف أنّ جرائم العنف تقوم بها شخصيات لديها اضطرابات في الشخصية ونمط الشخصية التي تفعل ذلك تتعدّد وتختلف، فتكون شخصية عدوانية تقوم بأعمال عنف كردّ على أيّ شيء في التفكير وليس لديها مهارات تفكير وحلّ صراع وتفكير رشيد، وأول شيء يفعله صاحب هذه الشخصية أن يقتل من أمامه أو يضربه أو يلقيه بأيّ شيء أو يحرقه، وكذلك الشخصية السادية التي لديها متعة في تعذيب الآخرين فتقتل بدم بارد دون أيّ إحساس بالذنب.

وأشار إلى أن هناك أسباباً بيئية تؤدّي إلى العنف مثل الزحام والعشوائيات، فهي تضغط على الناس فتجعل بعضهم يتعاملون بعنف، إلى جانب الفقر والبطالة.


وتابع: "هناك أسباب حديثة منها تعاطي المخدرات، حيث إنّ في مصر 21.5 مليوناً ما بين مدمن ومتعاطٍ للمخدرات، ولها مجموعة من الآثار النفسية أهمها الغيبوبة الحسية والضلالات وتبلّد الإحساس والانفصال عن الواقع، فلا يدرك الشخص ماذا يفعل وردود أفعاله تتسم بالعنف الشديد".

وأوضح أنّه يتماشي مع ذلك أنّ الإنسان يكون لديه كرب ما بعد الأزمة نتيجة وجود العديد من المشاكل في حياته، كما أنّ وسائل الإعلام الآن تحضّ على العنف، حيث نرى قنوات فضائية كاملة تقدّم أفلاماً للعنف 24 ساعة.

واستطرد: "انشغال الأب والأم بالإنترنت ووسائل التباعد الاجتماعي أفقدهم سلوك الإنسانية والإحساس، وأصبح هناك تفسّخ وترهل في العلاقات ولا يوجد تماسك اجتماعي أو شعور بالانتماء والمسؤولية مع وجود الاضطراب نتيجة التكنولوجيا".

ولفت إلى أنّ التغذية تلعب دوراً مهماً وكذلك التلوث، فالذين يقتلون وجدنا عندهم انخفاض في مستوى الذكاء نتيجة التلوث في البيئة المحيطة سواء بصرياً أو سمعياً أو هوائياً، فهي كلّها عوامل كثيرة متداخلة ويمكن أن تؤدّي إلى جرائم بشعة تجاه أقرب الناس.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم