الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"هيومان رايتس ووتش" تتهم إسرائيل بجريمتي الفصل العنصري واضطهاد الفلسطينيين

المصدر: النهار
عناصر من الشرطة الاسرائيلية في مواجهة محتجين فلسطينيين في البلدة القديمة من القدس السبت.   (أ ف ب)
عناصر من الشرطة الاسرائيلية في مواجهة محتجين فلسطينيين في البلدة القديمة من القدس السبت. (أ ف ب)
A+ A-
اتهمت منظمة "هيومان رايتس ووتش" أمس إسرائيل، بارتكاب "جريمتين ضد الإنسانية" عبر اتباعها سياسة "الفصل العنصري" و"الاضطهاد" بحق عرب 1948 والفلسطينيين، وفق ما جاء في تقرير لاقى ترحيبا فلسطينيا وأثار تنديدا شديدا من إسرائيل.
 

حددت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان ومقرها نيويورك "الخطوط العريضة" للاتهامات في تقرير من 213 صفحة استناداً إلى مصادر مختلفة بما في ذلك "وثائق التخطيط الحكومية".
وقالت: "تستند هذه النتائج إلى سياسة الحكومة الإسرائيلية الشاملة للإبقاء على هيمنة الإسرائيليين اليهود على الفلسطينيين والانتهاكات الجسيمة التي تُرتكب ضد الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة، بما فيها القدس الشرقية".
 
وفي ردّها على التقرير، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، أنه "منشور دعائي" لا يمت بصلة إلى "الوقائع أو الحقيقة على الأرض"، صادر عن منظمة تعتمد "منذ وقت طويل أجندة معادية لإسرائيل".
 
بدورها، رحّبت الرئاسة  الفلسطينية  بالتقرير، واصفة  إياه "بالشهادة الدولية القوية والحقّة" على نضال ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي. ودعا الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة جميع الأطراف الدولية إلى مراجعة هذا التقرير بعناية والنظر في توصياته، وتذكير الدول بالتزاماتها القانونية بموجب القانون الدولي، مشددا على ضرورة تدخل المجتمع الدولي للجم خروقات إسرائيل.
 
ولفت التقرير إلى أن هناك "سلطة واحدة، وهي سلطة الحكومة الإسرائيلية، تحكم بشكل أساسي المنطقة الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، حيث تسكن مجموعتان متساويتان في الحجم تقريبا، وتمنح امتيازا ممنهجا لليهود الإسرائيليين بينما تقوم بقمع الفلسطينيين، ويمارَس هذا القمع بشكله الأشدّ في الأراضي المحتلة".
 
وتستخدم منظمات إسرائيلية غير حكومية منذ بضعة أشهر عبارة "الفصل العنصري" لوصف السياسات الإسرائيلية حيال الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة  والقدس الشرقية التي ضمتها وقطاع غزة المحاصر. ويدعم التقرير استنتاجات مماثلة من قبل جماعات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية، ويأتي وقت أعلنت المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في "جرائم حرب" في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتنفي إسرائيل أن تكون ترتكب جريمة الفصل العنصري أو غيرها من الجرائم ضد الإنسانية.


تجاوز العتبة 
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967، وهو العام نفسه الذي ضمت فيه القدس الشرقية. ومذاك، سيطر المستوطنون اليهود في كلا المنطقتين على مساحات متزايدة من الأراضي. ويُحرم الفلسطينيون في القدس الشرقية وفي معظم أنحاء الضفة الغربية بشكل منتظم من تصاريح البناء، في حين أن بناء المنازل اليهودية يزداد بشكل ثابت.
 
وتحتفظ إسرائيل بالسيطرة العسكرية على 4,7 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتتهم "هيومان رايتس ووتش" إسرائيل، بتقييد حركتهم ومنع منحهم تصاريح بناء ومصادرة الأراضي والحرمان من حقوق الإقامة. 
وصرّح مدير المنظمة في إسرائيل وفلسطين عمر شاكر ل"وكالة الصحافة الفرنسية": "يُقال منذ سنوات إن الفصل العنصري على وشك الحدوث  في إسرائيل. أعتقد أنه من الواضح تماما أن اسرائيل  قد تجاوزت هذه العتبة". 
 
وأوضح أنه تم تخطي هذه المرحلة في السنوات الأخيرة مع توسيع المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة وفي الضفة الغربية، حيث وصل عدد المستوطنين إلى نحو 700 ألف.
وأشار إلى أن المستوطنات التي كان يفترض أن تكون "موقتة"، باتت "دائمة" في ظل عدم التوصل إلى اتفاق سلام يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية.
وتحدث شاكر، وهو مواطن أميركي، من الأردن بعد أن قامت إسرائيل بترحيله في تشرين الثاني 2019 لاتّهامه بدعم حركة دولية تدعو لمقاطعة الدولة العبرية وعزلها، وهي تهمة ينفيها.
 
وقال إن "هيومان رايتس ووتش" تدعو المحكمة الجنائية الدولية إلى "الالتزام بالوقائع" و"إجراء تحقيق مستقل" و"إحالة الأشخاص الضالعين في "جرائم خطيرة بما فيها جرائم الفصل العنصري والاضطهاد إلى القضاء". وحض شاكر الأمم المتحدة على إنشاء "لجنة تحقيق دولية" في شأن الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وطالب الدول بألا تكون "متواطئة" مع السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.


"محاسبة
وأوضحت "هيومان رايتس ووتش" في تقريرها أنه على الرغم من صياغة الفصل العنصري في ما يتعلق بالنظام العنصري السابق في جنوب إفريقيا، إلا أنه أصبح الآن "مصطلحًا قانونيًا عالميًا" حيث تسعى الدولة "إلى الحفاظ على هيمنة مجموعة عرقية على أخرى".
واشارت ايضا الى الحقوق المدنية للمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل. واستشهدت بالقانون الإسرائيلي لعام 2018 الذي أنشأ الدولة على أنها "دولة قومية للشعب اليهودي" كدليل على التمييز داخل الحدود الإسرائيلية. 
 
ودعت "هيومان رايتس ووتش" الدول إلى التوقف عن النظر إلى الاحتلال على أنه قضية يمكن حلها من خلال اتفاق سلام، وتعزيز المساءلة من خلال إعادة النظر في العلاقات الإسرائيلية، بما في ذلك التعاون العسكري.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" كين روث: "بينما يتعامل معظم العالم مع الاحتلال الإسرائيلي الذي دام نصف قرن على أنه حالة موقتة سيعالجها قريبا" عملية سلام "دامت عقودا، وصل اضطهاد الفلسطينيين هناك إلى عتبة وبات يطابق تعريفات جرائم الفصل العنصري".
ورحّبت الحكومة الفلسطينية بتقرير المنظمة، مؤكدة ضرورة ترجمة المواقف إلى إجراءات عقابية.
 
وقال رئيس الوزراء محمد اشتيه: "يضاف هذا التقرير لتقارير وآراء قانونية سابقة، تؤكد ضرورة قيام المجتمع الدولي بواجباته"، داعيا إلى "محاسبة إسرائيل على جرائمها، وفي مقدمها جرائم الاحتلال والاستيطان والفصل العنصري والاضطهاد، التي تم تشريعها في صلب قوانين إسرائيل وسياساتها". 
وأضاف: "لم يعد الاكتفاء بالشجب والإدانة من قبل العالم مقبولا"، مؤكدا على ضرورة أن تراجع الدول المختلفة علاقاتها واتفاقياتها مع إسرائيل.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم