الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

إسرائيل تراجعت عن منع الفلسطينيين من الوصول إلى محيط البلدة القديمة بالقدس

المصدر: النهار
فلسطينيون يتجمعون في باب دمشق في القدس القديمة أمس.(أ ف ب)
فلسطينيون يتجمعون في باب دمشق في القدس القديمة أمس.(أ ف ب)
A+ A-
سمحت الشرطة الإسرائيلية ليل الاحد للفلسطينيين بالوصول مجدداً إلى محيط البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلّة، في خطوة ترمي لتهدئة التوترات التي شهدتها المدينة المقدّسة في الأيام الأخيرة، بحسب ما أفاد صحافي في "وكالة الصحافة الفرنسية".
 
شاهد مراسل الوكالة مئات من الشبّان الفلسطينيين يحتشدون أمام باب العمود، أحد المداخل الرئيسية المؤدية إلى باحة المسجد الأقصى في البلدة القديمة، حين أعلنت الشرطة عبر مكبّر للصوت أنّ المنطقة باتت مفتوحة أمام الجميع.
 
وسمحت الشرطة للمتظاهرين الفلسطينيين بإزالة الحواجز المعدنية التي وضعتها في الأيام الأخيرة لمنعهم من الوصول إلى المكان، والتي تسبّبت باندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين على مدار ليال عدّة.
 
وقال ناطق باسم الشرطة ل"وكالة الصحافة الفرنسية"، إنّ القرار جاء "بعد مشاورات مع مسؤولين محليّين وقيادات دينية وتقويم للوضع، مع مراعاة أصحاب المحال التجارية الذين يحتاجون لكسب العيش، ومن أجل خفض مستوى العنف".
وأضاف أنّ "قواتنا لا تزال منتشرة على الأرض ولن نسمح بتجدّد العنف".
 
وأفاد مراسلون أنّ الشرطة طاردت مجموعة من الفلسطينيين كانوا يحتفلون بإزالة الحواجز ويلوّحون بالعلم الفلسطيني، واعتقلت عدداً منهم.   
وردد المحتفلون الأناشيد، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية، ووقعت مواجهات محدودة عندما اقتحمت الشرطة الإسرائيلية الحشود لمصادرة تلك الأعلام.
 
وقال النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي -خلال الاحتفالات التي امتدت حتى الساعات الأولى من صباح أمس- إن قرار وضع الحواجز كان خطأ منذ البداية.
وأضاف في تصريح لوكالة "رويترز" أن قرار إعادة الفتح صحيح، لكن "عليهم أن يكفوا عن مهاجمة الفلسطينيين".
 
وأظهرت مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي فلسطينيين يزيلون الحواجز بعد صلاة التراويح، لكن الشرطة الإسرائيلية قالت إنها أمرت بإزالتها في ضوء "الأحداث غير المسبوقة" في الأيام الأخيرة.
 
لكنّ الساحة الواقعة أمام باب العمود باتت مفتوحة أمام الفلسطينيين الذين احتشدوا فيها، وسط انتشار كثيف لعناصر الشرطة الإسرائيلية.
وقال سمير غيث، الفلسطيني المقدسي البالغ من العمر 66 سنة، إنّ الناس أرادوا التجمّع قرب باب العمود على جاري عادتهم في الليالي الرمضانية، بعدما منعوا من ذلك العام الماضي بسبب القيود الصحية، التي كانت مفروضة للحدّ من تفشّي جائحة كوفيد-19.
 
وأضاف "أعتقد أنّهم (الإسرائيليين) لا يريدون رؤيتنا سعيدين"، في إشارة إلى قرار الشرطة الإسرائيلية نصب الحواجز المعدنية في المكان، معتبراً أنّه "في النهاية، لقد فهموا أنهم يجب وضع حدّ لكلّ هذه التوتّرات".
 
وبدأت الاشتباكات في الأيام الماضية بعد أن نصبت الشرطة الإسرائيلية حواجز معدنية لمنع الجلوس على الدرجات المحيطة بباب العمود، حيث يتجمّع الفلسطينيون عادة في ليالي شهر رمضان بعد الإفطار.
 
وعندما أعلن يهود من اليمين المتطرف أنّهم يريدون التظاهر بالقرب من هذه البوابة الواسعة المطلّة على البلدة القديمة، رأى الكثير من الفلسطينيين في ذلك، استفزازاً ومحاولة للسيطرة على هذا الموقع الرمزي. 
 
ووقعت أعنف الاشتباكات ليل الخميس، عندما أراد الفلسطينيون تنظيم مسيرة مضادّة لتلك التي هتف خلالها اليهود المتشدّدون "الموت للعرب"، لكنّ الشرطة الإسرائيلية تصدّت لهم واشتبكت معهم. وأفضت تلك الاشتباكات عن إصابة نحو مئة متظاهر فلسطيني و20 شرطياً إسرائيلياً بجروح.
 
وفي تلك الليلة ألقى عدد من المتظاهرين الفلسطينيين حجارة وزجاجات مياه على عناصر الشرطة الذين ردّوا بقنابل صوتية وخراطيم المياه. كما أحرق شبّان فلسطينيون حاويات قمامة في عدد من الشوارع المجاورة لباب العمود. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنّ حوالى 100 فلسطيني ألقوا حجارة وزجاجات حارقة في اتجاه معبر قلنديا الذي يصل بين القدس والضفة الغربية.
 
وأعربت "كتائب عزالدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" الحاكمة في غزّة، عن دعمها لفلسطينيي القدس الشرقية وهدّدت إسرائيل.
وأفاد الجيش أن ثلاثة صواريخ أطلقت من قطاع غزة فجر أمس فاعترضت منظومة القبة الحديدية اثنين منها وسقط الثالث في القطاع.
 
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن قبل ذلك ليل الأحد إطلاق صاروخ أخر سقط في قطاع غزة.
وليل السبت، أطلقت ثلاثة صواريخ من قطاع غزة اعترضت أحدها منظومة القبة الحديدية المضادّة للصواريخ، وانفجر الثاني في أرض خلاء في حين سقط الثالث داخل القطاع، بحسب الجيش الإسرائيلي.
 
وأطلق ليل الجمعة 36 صاروخاً من القطاع المحاصر في اتجاه الدولة العبرية، وفق الجيش الإسرائيلي. واعترضت منظومة القبة الحديدية ستّة من تلك الصواريخ، بينما سقطت أخرى في أراض خلاء. 
وردّاً على إطلاق الصواريخ، قصفت إسرائيل بالدبّابات مواقع في غزة، ثم نفّذت غارات جوية بطائرات مروحية وطائرات قتالية على القطاع.  


 القوى الفلسطينية
وأشادت القوى والفصائل الفلسطينية بصمود المقدسيين أمام قوات الاحتلال في منطقة باب العامود.
 
وقالت حركة التحرير الوطني "فتح" إن "تراجع قوات الاحتلال أمام صمود وثبات أبناء شعبنا دليل آخر على أن الحق سينتصر على الباطل المتمثل بدولة الاحتلال ومستوطنيها".
 
في السياق نفسه، قال الناطق باسم "حماس" حازم قاسم إن "إقدام شرطة الاحتلال على إزالة حواجزها في باب العامود بعد ثورة الشباب المقدسي نموذج على قدرة الفلسطيني على التحدي والصمود وفرض إرادته على المحتل".
 
وأضاف :"ستظل وحدة الموقف الميداني، واعتماد الفعل المقاوم على اختلاف أشكاله، ضمانا للقدرة على الإنجاز في القضايا الوطنية وفي مواجهة الاحتلال".
و قالت حركة "الجهاد الإسلامي" إن "المقدسيين حققوا إنجازا في مواجهة الاحتلال الغاصب، بعد أن أجبرته انتفاضتهم على إزالة الحواجز من منطقة باب العمود".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم