الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

جهادي أم جاسوس في سوريا؟ قضيّة سمسم تحرج أجهزة الاستخبارات الدانماركيّة

المصدر: أ ف ب
صورة ارشيفية- سمسم خلال مثوله أمام محكمة في مدريد خلال محاكمته بتهمة القتال في صفوف الدولة الإسلامية (12 حزيران 2018، أ ف ب).
صورة ارشيفية- سمسم خلال مثوله أمام محكمة في مدريد خلال محاكمته بتهمة القتال في صفوف الدولة الإسلامية (12 حزيران 2018، أ ف ب).
A+ A-
بينما تفيد المحاكم الإسبانية بأن أحمد سمسم قاتل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، يؤكد هو من زنزانته بأنه كان يعمل سرّا لصالح أجهزة التجسس الدانماركية التي تخلّت عنه.

تعد القضية محرجة بالنسبة لأجهزة الاستخبارات الدانماركية بينما رفضت الحكومة مرارا الدعوات لفتح تحقيق.

ويفيد سمسم بأنه عمل في سوريا لصالح جهازي الأمن والمخابرات (PET) والاستخبارات العسكرية (FE) الدانماركيين عامي 2013 و2014، إذ تجسس على جهاديين أجانب.

وأكّدت تحقيقات عدة أجرتها وسائل إعلام دانماركية صحة أقواله. وخلصت إلى أن الدانماركي من أصل سوري، والبالغ 34 عاما، لم ينضم قط لتنظيم الدولة الإسلامية.

لكن الوكالتين الاستخباريتين رفضتا الإفصاح عمّا إذا كان عمل لصالحهما.

وسافر سمسم صاحب السجل الإجرامي الطويل إلى سوريا عام 2012 برغبته من أجل مواجهة النظام.

وبينما فتحت السلطات الدانماركية تحقيقا بشأنه بعد عودته، إلا أنها لم توجّه له أي اتهامات.

أُرسل بعد ذلك إلى سوريا في مناسبات عدة مع أموال ومعدات قدّمها له جهاز PET ومن ثم FT، بحسب ما ذكرت وسيلتان إعلاميتان دانماركيتان هما "دي آر" DR و"برلنسكي" Berlingske بناء على تصريحات شهود عيان لم تكشف هوياتهم وحوالات مالية مرسلة إلى سمسم.

- دعوى ضد الاستخبارات -
بعدما تعرّض عام 2017 لتهديدات من قبل عصابات في كوبنهاغن اثر خلافات لا علاقة لها برحلاته إلى سوريا، توجّه سمسم إلى إسبانيا.

وهناك، أوقفته الشرطة الإسبانية التي تفاجأت بالعثور على صوره رافعا علم تنظيم الدولة الإسلامية على فيسبوك.

في العام التالي، صدر حكم بسجنه ثماني سنوات لإدانته بالانضمام إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال محاميه في الدانمارك إربيل كايا لفرانس برس "عندما تم توقيفه في إسبانيا عام 2017، كان على يقين تام بأنه سيلقى مساعدة من السلطات الدانماركية".

لكن الدانماركيين لم يتدخلوا إطلاقا.

وأوضح كايا أنه "من الصعب جدا أن تثبت أنك كنت عميلا، فلا وجود مثلا لشهادة راتب أو عقد توظيف".

ويقضي سمسم عقوبته التي تم خفضها مذاك إلى ست سنوات في الدانمارك منذ العام 2020.

والعام الماضي، رفع دعوى قضائية ضد أجهزة الاستخبارات الدانماركية لإجبارها على الإقرار بعلاقته بها.

ومن المقرر أن تعقد جلسة الاستماع في القضية في آب.

وفي هذا الصدد، أكد خبير الإرهاب ومدير الأبحاث في "جامعة الدفاع السويدية" ماغنوس رانستورب لفرانس برس "من النادر جدا أن يُترك عميل ليقضى عقوبة طويلة بالسجن".

لكنه أشار إلى أن توقيف سمسم في إسبانيا قد يكون السبب وراء تعقيد قضيته.

وأوضح أنه في قضايا كهذه، "يفضّل جهاز الاستخبارات  إخفاء الأمر.. هذه أمور لا يمكن الكشف عنها في المحكمة. حتى وإن لم يعد العميل مفيدا، ينبغي بألا يلفت الأنظار".

- "قضية دريفوس" -
خلال حملة الانتخابات العام الماضي، شدد سياسيون دانماركيون من مختلف الأحزاب على وجوب فتح تحقيق رسمي في القضية.

لكن الحكومة الجديدة التي تضم شخصيات يمينية ويسارية وتتولى السلطة منذ كانون الأول رفضت ذلك.

وأفادت وزارة العدل فرانس برس "من أجل حماية مجتمعنا المفتوح وديموقراطيتنا، ينبغي عدم الكشف عن أي أمر مرتبط بأجهزة الاستخبارات".

بدوره، دان المحامي كايا موقف الحكومية الذي رأى أنه "غير مفهوم".

وقال إن سمسم "لديه انطباع بأن السلطات لا ترغب بمساعدته وتبذل كل ما في وسعها لإخفاء الحقيقة".

وأضاف "ستُكشف الحقيقة يوما ما وأعتقد أن هذه القضية سيطلق عليها +قضية دريفوس+ الدانماركية"، في إشارة إلى فضيحة قضائية هزّت فرنسا بين أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.

أضرب سمسم مؤخرا عن الطعام لمدة أسبوع في زنزانته احتجاجا على "ظروف سجنه غير الإنسانية".

وفي كانون الأول، ذكر جهازا الاستخبارات بأنهما لا يكشفان إطلاقا عن هويات المخبرين "من أجل المصادر وعمليات الجهازين على حد سواء".

ولا تمنح صفة المخبر أو العميل حصانة لصاحبها من الإدانة في حال ارتكب أعمالا غير قانونية.

وقال رانستورب "النفي ثم النفي ثم النفي. هذه هي القاعدة الذهبية بالنسبة لتلك الأجهزة التي لا تكشف قط عن مصادرها أو أساليبها".

وتابع أنه على الرغم من أن قضية سمسم "تضر بسمعتهما (الجهازين) إلا أنهما سيتجاوزانها".

في الأثناء، ما زالت عدة أحزاب دانماركية معارضة تطالب بتشكيل لجنة تحقيق.

وكما هي الحال مع أي قصة تجسس شيّقة، يتم حاليا إعداد فيلم عن قضية سمسم.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم