عملية واسعة للتحالف في اليمن بعد مقتل شخصين بقصف على السعودية... "أدلّة لتورّط حزب الله"

أعلن التحالف العسكري بقيادة الرياض عن عملية عسكرية "واسعة النطاق" في اليمن، بعد مقتل شخصين وإصابة سبعة في هجوم للحوثيين على جنوب المملكة، مساء الجمعة، هو الاكثر دموية في السعودية منذ نحو ثلاث سنوات.

جاء ذلك بالتزامن مع مقتل ثلاثة أشخاص في اليمن، بينهم امرأة وطفل، في ضربة جوية نُسبت للتحالف، وفق ما أفادت مصادر طبية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين وكالة "فرانس برس".

ويأتي التصعيد في وقت يشن التحالف غارات على صنعاء منذ نحو أسبوع، مستهدفاً مواقع للمتمردين بينها المطار، يقول إنّها تُستخدم كمنصة لإطلاق طائرات مسيّرة مفخخة باتجاه المملكة.

"أدلة لتورّط حزب الله"
 
في سياق متصل، أعلن التحالف العربي، اليوم، أنّه سيعرض غداً الأحد، "أدلّة" تحويل مطار صنعاء إلى مركز لإطلاق الصواريخ الباليستية والمسيّرات.

كما وعد التحالف بعرض "أدلة تورّط (حزب الله) في اليمن، وكذلك أدلّة تورط (حزب الله) اللبناني في استخدام مطار صنعاء لاستهداف السعودية".

وقال التحالف إنّه سيكشف تفاصيل جديدة خلال إحاطة شاملة للأزمة اليمنية للمتحدث الرسمي باسم التحالف.

كما أعلن عن تنفيذ "40 استهدافاً ضد ميليشيا الحوثي في مأرب والجوف خلال الـ24 ساعة الماضية، وتدمير 17 آلية عسكرية وخسائر بشرية تجاوزت 223 عنصراً من ميليشيا الحوثي".

وقال: "نفذنا عمليتي استهداف بالساحل الغربي لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين".
 


وفي وقت سابق، قال الدفاع المدني في المملكة إنّ سعودياً ويمنيّاً قتلا وأصيب سبعة آخرون بجروح مساء الجمعة بعد سقوط "مقذوف عسكري" على متجر أطلقته "المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من داخل الأراضي اليمنية تجاه محافظة صامطة في منطقة جازان".

كما تضرّر محلان تجاريان و12 مركبة بسبب "الشظايا المتطايرة". وأظهرت صور نشرتها وكالة الانباء السعودية أضراراً في محل تجاري وحفرة في الأرض أمامه.

وهذه المرة الاولى التي يُوقع فيها قصف للحوثيين قتلى وجرحى في السعودية منذ 2018. ومن المقرّر أن يعقد التحالف الأحد مؤتمراً صحافياً للتحدث عن آخر التطورات، وفق ما أعلنت السلطات السعودية بعدما قالت في وقت سابق إنّ المؤتمر سينعقد السبت.

وبعيد الضربة، أعلن التحالف أنّه بصدد "التحضير لعملية عسكرية بنطاق أوسع وفي إطار القانون الدولي الإنساني وسنتعامل بحزم لحماية المدنيين من مواطنين ومقيمين على أراضي المملكة".

من جهتهم، توعّد الحوثيون بعمليات "موجعة ومؤلمة".
وقال المتحدث باسم الجناح العسكري للحوثيين يحيى سريع، في بيان: "نعد النظام السعودي بعمليات موجعة ومؤلمة طالما تمادى في غيه وعدوانه وجرائمه".

وذكر سريع أنّ الهجوم الحوثي تم بصواريخ بالستية، موضحا "القوة الصاروخية دكّت مواقع هامة وحساسة جدا للعدو السعودي في جازان بثلاثة صواريخ بالستية ذات دقة عالية وتقنية متطورة".

تتعرّض مناطق عدة في السعودية باستمرار لهجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة مفخخة تُطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية.

وفي صنعاء، أفادت مصادر طبية وكالة "فرانس برس" عن "مقتل ثلاثة مدنين بينهم امرأة وطفل وجرح ستة جراء قصف طيران التحالف لمباني المؤسسة العامة للاتصالات وسكن الموظفين في قرية عجامة" شمال غرب العاصمة صنعاء مساء الجمعة أيضاً.
 


تصعيد متبادل

كان التحالف أعلن الخميس تدمير طائرة مسيّرة مفخخة أطلقها الحوثيون باتجاه مطار أبها جنوب المملكة، ما أدى إلى تناثر شظايا قرب المطار إنما من دون توقف حركة الملاحة.

وجاءت محاولة استهداف المطار السعودي بعد ثلاثة أيام من قيام التحالف بقصف مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، ما أدى، بحسب المتمردين، إلى توقفه عن استقبال طائرات المساعدات التابعة لمنظمات إغاثية بينها الامم المتحدة.

في الفاتيكان، أشار البابا فرنسيس في رسالته التقليدية بمناسبة عيد الميلاد من ساحة القديس بطرس إلى "المآسي الهائلة" التي "تمُرُّ في صمت" في دول بينها اليمن.

وقال: "لنصغِ إلى صرخة الأطفال التي ترتفع من اليمن، حيث المأساة الضخمة، التي نسيها الجميع، وما زالت تستمر منذ سنوات في صمت، وتسبب الموت في كلّ يوم".

الخارجية الإماراتية
 
 من جهتها، دانت الإمارات استهداف الحوثيين إحدى محافظات جازان السعودية بمقذوف أوقع قتيلين وجرحى.

وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، أنّ "استهداف الحوثيين إحدى محافظات جازان تصعيد خطير وعمل جبان يستدعي اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الأعيان المدنية والمدنيين"، معلنة أنّ "أمن الإمارات العربية المتحدة وأمن المملكة العربية السعودية كلّ لا يتجزأ".