الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لماذا الخشية الإقليمية والدولية من أحداث السودان؟

المصدر: "النهار"
متظاهر سوداني (أ ف ب).
متظاهر سوداني (أ ف ب).
A+ A-

في تطور غير مفاجئ بشكل كامل، تدهورت الأوضاع السياسية في السودان مع إعلان الجيش السوداني اليوم الاثنين حال الطوارئ وحلّ المؤسسات الانتقالية فيما شجب المدنيون التحرّك العسكريّ واصفين إياه بـ"الانقلاب". لقد اشتعلت التوترات بين طرفي المجلس الانتقالي منذ فترة غير قصيرة مع تبادل علنيّ للاتهامات قبل أن تصل الأمور إلى ما هي عليه.

وأوضح كبير مراسلي صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية الصادرة باللغة الإنكليزية أحمد ماهر أنّ العلاقة بين المدنيين والعسكريين كانت مشوبة بانعدام الثقة منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في نيسان 2019. لكن محاولة الانقلاب الفاشلة في أيلول ضد الإدارة المدنية شكلت نقطة انعطاف.

كما قال سياسيون وناشطون لماهر حين كان في الخرطوم حينها إنّ ما حدث هو مجرد خدعة دبرها بعض الجنرالات في الجيش لتعزيز قوتهم بعد أكثر من سنتين على اتفاق لتقاسم السلطة أعقب تظاهرات كبيرة انتهت بإطاحة البشير. ويعتقد هؤلاء أنه من شبه المستحيل ردم الهوة في بلاد شهدت انقلابات عسكرية متكررة منذ استقلالها سنة 1956.

إنّ التوترات المتصاعدة والاتهامات المتبادلة والاحتجاجات المتزايدة شجعت الجيش على الأرجح كي يضع رئيس الحكومة عبدالله حمدوك قيد الإقامة الجبرية ويعتقل عدداً من المقربين منه. ويضيف المراسل أنّ للجيش روايته الخاصة للأزمة. فقد كرر قائده الجنرال عبدالفتاح البرهان قوله إن الجيش سيحمي دوماً الثورة معترفاً في الوقت نفسه بأن صفوفه بحاجة للتطهير من موالي البشير.

وقال أحد مستشاري البرهان لماهر الشهر الماضي إن التحالف المدني الذي تقوده قوى الحرية والتغيير، أي مظلة المجموعات التي ناصرت التظاهرات ضد البشير، هو في حال انقسام، فهنالك جزء من هذا التحالف قد انفصل عن حمدوك وحلفائه.

الأسبوع الماضي، تجمع آلاف المتظاهرين المؤيدين للجيش قبالة القصر الجمهوري في الخرطوم مطالبين بـ"إسقاط حكومة الجوع". وهذه التوترات هي مصدر قلق كبير بالنسبة إلى الجميع.

شرح ماهر أنّ الدولة تعاني من مروحة واسعة من المشاكل الأمنية القومية، إذ إنها تواجه خلافاً حدودياً مع جارتها الشرقية إثيوبيا التي تبني سداً على النيل أثار أزمة ديبلوماسية إقليمية. وإذا بدأ انهيار السودان فسيضعه ذلك أمام خطر ترك فراغ للمجموعات المتطرفة مثل "القاعدة" التي استخدمت البلاد من قبل. وقرب السودان من القرن الأفريقي حيث تتمتع حركة "الشباب" المرتبطة بـ"القاعدة" بالقوة هو سبب إضافي للقلق.

وتهدد الاضطرابات في السودان باحتمال تدفق اللاجئين إلى نقاط ترانزيت إقليمية مثل مصر وليبيا وفي نهاية المطاف أوروبا. في سياق متصل، زار الموفد الأميركي إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان الخرطوم للمرة الثانية في أقل من شهر للإعراب عن التزام البيت الأبيض بالمرحلة الانتقالية نحو الديموقراطية بقيادة مدنية. وشعوره بحساسية الوضع أمر مفهوم.

يخشى كثر من أنّ شرارة واحدة فقط يمكن أن تؤدي إلى صراع مهلك مع تداعيات يرجح أن تمتد إلى ما هو أبعد بكثير من حدود السودان.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم