الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الإهمال والفساد إنفجرا في مستشفى بغداد

المصدر: النهار
أقارب يتسلمون جثمان إحدى ضحايا الحريق في مستشفى أبن الخطيب في بغداد أمس. (أ ف ب)
أقارب يتسلمون جثمان إحدى ضحايا الحريق في مستشفى أبن الخطيب في بغداد أمس. (أ ف ب)
A+ A-
قرر مجلس الوزراء العراقي أمس توقيف وزير الصحة حسن التميمي وإحالته على التحقيق وعدد من المسؤولين الصحيين بعد وفاة 82 شخصا وجرح 120 آخرين في حريق ضخم شب السبت في مستشفى ابن الخطيب ببغداد، وشكلت الحكومة لجنة للتحقيق برئاسة وزير الداخلية عثمان الغانمي لمعرفة أسباب الفاجعة على أن تقدم نتائج عملها خلال 5 أيام.
 
وعقد مجلس الوزراء العراقي امس جلسة طارئة قرر خلالها توقيف وزير الصحة وإحالته على التحقيق، وتوقيف محافظ بغداد والمدير العام للصحة في منطقة الرصافة، وإحالتهم إلى التحقيق. ونصت القرارات أيضا على أن ينجز التحقيق في حريق المستشفى خلال 5 ايام، على أن تقدم النتائج لمجلس الوزراء مع الإشارة إلى إمكان الاستعانة بخبراء في مجالي الأمن والصحة.
 
وكانت وزارة الصحة قالت في وقت سابق إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أوقف كلا من المدير العام لدائرة صحة بغداد الرصافة، ومدير مستشفى ابن الخطيب، والمعاون الإداري والفني، ومدير قسم الهندسة والصيانة، وأمر بإجراء تحقيق عاجل معهم لإعلان نتائجه أمام الجمهور.
 
إجراءات سابقة
وسبقت إقالة وزير الصحة، إعلان رئيس الوزراء، الحداد الوطني على أرواح "شهداء الحادث" لمدة 3 أيام، معتبرا ما حدث جريمة "تمس بالأمن القومي العراقي" وليس خطأ.  وأمر الكاظمي بتشكيل فريق فني من كل الوزارات المعنية لضمان تدقيق إجراءات السلامة بجميع المستشفيات والفنادق والأماكن العامة خلال أسبوع واحد في أنحاء البلاد.
 
وقالت وزارة الداخلية إن حصيلة القتلى في حادث المستشفى ارتفعت إلى 82 قتيلا و120 جرحى، وأضاف الناطق باسم الوزارة خالد محنا أن الحريق نجم عن انفجار أسطوانة أوكسجين في أحد طوابق المستشفى الذي كان مخصصا للحجر الصحي لمرضى فيروس كورونا.
 
وبث ناشطون على مواقع التواصل صورا تظهر اللحظات الأولى لوقوع الحريق داخل مستشفى ابن الخطيب في وقت متقدم السبت. وتظهر الصور وقوع انفجار داخل إحدى ردهات المرضى، أعقبه اندلاع النيران داخل الردهة وانتشارها بشكل سريع داخل أروقة المستشفى وسط محاولات من أهالي المرضى إنقاذ ذويهم سريعا والهرب بعيدا.
 
وأفادت "وكالة الصحافة الفرنسية"، أن وزارة الصحة قالت إنه جرى إنقاذ أكثر من 200 مريض من مرضى المستشفى، ونقلوا إلى مستشفيات أخرى. وأوردت وكالة "أنباء الأناضول" التركية الرسمية، أن السلطات الصحية في بغداد بدأت صباح أمس بتسليم جثث ضحايا حريق المستشفى لذويهم، الذين انتظروا لساعات خارج مبنى المنشأة عقب إخماد الحريق.   
 
وقالت مصادر طبية إن الحريق سببه الإهمال، المرتبط في أغلب الأحيان بالفساد، في بلد يبلغ عدد سكانه أربعين مليون نسمة ومستشفياته في حالة سيئة وهاجر عدد كبير من أطبائه بسبب الحروب المتكررة منذ أربعين عاما.


أنظمة الإطفاء
وأفاد ناطق باسم والداخلية أن تقارير الدفاع المدني أكدت عدم توفر نظام إطفاء ذاتي في المستشفى، وأوضح المسؤول نفسه أن الاتصال بفرق الإنقاذ تأخر، مما تسبب في استفحال الحريق وزيادة أعداد الضحايا، وأضاف أن التحقيقات ستكشف هوية المسؤولين عن هذه الكارثة وسيتم ردعهم بصرامة، وفق قوله.
وقال الرئيس العراقي برهم صالح إن "فاجعة مستشفى ابن الخطيب جاءت نتيجة تراكم دمار مؤسسات الدولة جراء الفساد وسوء الإدارة"، داعيا إلى محاسبة المقصّرين وإجراء مراجعة شاملة لأداء المؤسسات لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث.
 
كما حدد البرلمان العراقي اليوم  موعدا لجلسة طارئة ستخصص بالكامل لمناقشة أسباب الحادث وتداعياته، كما دعت لجنة الصحة والبيئة في البرلمان إلى اجتماع عاجل لممارسة دورها الرقابي مع الأطراف الحكومية لمعرفة أسباب الحادث، ومحاسبة الجهات والشخصيات المقصرة.
 
يشار إلى أن المنظومة الصحية العراقية تعاني حالة متردية جراء عقود من العقوبات الدولية والحروب والإهمال من السلطات، في وقت تسجل فيه البلاد أعدادا مرتفعة من المصابين بفيروس كورونا، إذ يتصدر العراق الدول العربية المتضررة من الجائحة.
 
وحتى الأربعاء الماضي، فاق عدد المصابين بالفيروس المليون، وقالت وزارة الصحة إن المرض قضى على 15 ألفا و217 شخصا، وبلغ عدد الذين حصلوا على لقاح مضاد للفيروس 650 ألفا فقط.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم